ضمن عروض مهرجان الفضاءات غير التقليدية في دورته الرابعة دورة الفنان مجدي كامل لهذا العام ،تألقت لبنى المنسي إخراجًا وتمثيلًا في عرضها المسرحي"قبل طلوع النهار"، والذي أُقيم على سطح مبنى معهد الفنون المسرحية بأكاديمية الفنون.
بالطبع، لم يكن عرضًا تقليديًا، بل كسر الشكل التقليدي للمسرح بتوظيف الفضاء كجزء من الدراما، وليس مجرد خلفية. اعتمد العرض على توظيف دراما النص وإعادة توظيفها لتحاكي الواقع اليومي بإشراك الجمهور وتفاعله مع المكان والممثلين وعناصر العرض.
العرض مأخوذ عن مسرحية "عمتي مساء يا أمي" للكاتبة الأمريكية مارشا نورمان، وهي كاتبة معاصرة اهتمت بالقضايا النفسية والاجتماعية للمرأة والأسرة.
وقد استطاعت لبنى المنسي أن تعيد صياغة النص بما يلائم فكرتها التي تدور حول الآثار النفسية الناتجة عن التفكك الأسري، وإهمال الوالدين رعاية أبنائهم، لا سيما الجانب النفسي واحتياجهم إلى الاحتواء وسماع كلمة "أحبك".
"قبل طلوع النهار" صرخة هادئة من فتاة تعيش مع والدها على سطح أحد المباني، قررت ذات ليلة إخباره بأنها ستنتحر قبل طلوع يوم جديد.
تتكثف مشاعر الألم والشجاعة والحنين إلى ذكريات الطفولة، مع محاولات أبٍ مقيَّد بكرسي وهمي من العادات والتقاليد، يحمل هو الآخر آلامه وحسرته من طعنة برجولته حين تركته زوجته لتتزوج من صديقه، فقرر أن يتمسك بابنته ويربيها على طريقته، غافلًا احتياجاتها النفسية حتى أصيبت بالاكتئاب والاضطراب النفسي.
"أنت هتسيب الكرسي؟
أنا ساند عليَّكِ!"
بهذه الجملة ينتهي العرض بعد نجاح الأب في إقناع ابنته بالرجوع عن قرار الانتحار، وبعد أن تخلّص من كرسيه الوهمي وتحرر من قيود أفكاره، في تناغم بين مشاعر الأب وابنته، وتكشُّف احتياج كلٍّ منهما إلى الآخر.
عرض "قبل طلوع النهار" يتشابه في نقاط التقاء كثيرة مع عرض "هل تراني الآن" للمخرجة نفسها، والذي شاركت به في مهرجان إيزيس لمسرح المرأة في دورته السابقة؛ نفس فكرة الفضاء والإضاءة وتوزيع الديكور الدائري، بل وبعض الأفكار المطروحة.
وربما تلك قضية تشغل بال المخرجة وتحاول أن تقدّمها لنا بأكثر من رؤية.
بشكل عام، نجحت المخرجة في تقديم رؤية متوازنة بنص صاغته برؤيتها الخاصة، وساعدها في ذلك أنها قامت بالتمثيل أيضًا.
شاركها في العرض عبد الرحمن الزايدي في دور الأب، الذي قدّمه بعمق وتدفّق شعوري منضبط.
أما ديكور العرض فقد لاءم إلى حدٍّ كبير فكرة عشوائية المشاعر وفوضى الأفكار، من تصميم إبانوب بحر.
واستطاعت الإضاءة أن تعبّر عن الأحاسيس المختلفة واضطراباتها، واستعرضت بعض مشاهد الذكريات عن طريق البروجيكتور بشكل ضبابي ترك أثرًا في الجو الدرامي العام للعرض.
الإضاءة من تصميم محمود الحسيني (كاجو)، وموسيقى العرض من إعداد أحمد رشدي، ونفذ العرض ماركو نبيل.
ويبقى السؤال مطروحًا حتى النهاية:
هل حضنت ابنتك اليوم؟!










































