آخر الموثقات

  • حين تُعلّمك الحياة درسها... فلا تخرج إلا أقوى
  • تغريد الكروان: سيدنا محمد
  • رقصة النرد 
  • الجهات الأربع 
  • "قبل طلوع النهار" هل تراني الآن؟
كاتب الأسبوع

✍️ كاتب الأسبوع

الكاتب المبدع حسين درمشاكي

  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة حسين العلي
  5. قصة قصيرة ( حب عبر شاشة صماء)
⭐ 0 / 5

بين ضجيج العالم الافتراضي وصمته، التقيا بمحض مقدر من الرحمة الإلهية . التي ترعى كل المخلوقات. لم تكن لقاءاتُهما سوى نقاط ضوء تتلألأ على شاشة صمّاء، تتحرّك بأصابع تخطّ كلماتٍ تبحث عن روح. في فضاء الشبكات الاجتماعيّة الملتزم بحدود الأدب والأخلاق، نشأت بينهما صداقةٌ غريبة، قوامُها اسمان افتراضيّان، وسيلٌ لا ينقطع من الحروف والكلمات.

 

كانت أحاديثهما البريئة كالفراشات تتراقص حول أسئلة الحياة. تحدّثا عن وحدتهما المتشابهة، عن التفاصيل الصغيرة التي تملأ أيامهما. تقاربت روحاهما رغم استحالة اللقاء، في جوٍّ من البراءة والسذاجة التي لا تعرف قسوة الواقع.

 

في تلك المساحات الافتراضية، كانت الروحان تسافران معاً، يتّسع القلب ليحتضن الكون كلّه. كانت الضّمة الرقمية الواحدة تكسر حاجز الزمن والمكان، وتجعل من المسافات ألفاظاً بلا معنى.

 

حاولا جاهدين أن يمسكا بتلابيب المنطق. تبادلا وعوداً متكررة: "لنبقَ أصدقاء فقط، فالصداقة أجمل من الحب". كانت قائمة المبررات طويلة: لا فراق في الصداقة، ولا ألم، ولا جراح، ولا حنين ينهش الروح. بنيا سدوداً من الحجج الواهية كي لا ينهارا معاً في هوّة الحب.

 

لكنّ الحب - كما يقولون - غُلاّب. يسحق السدود العظيمة في لحظة، ويجرف القلوب إلى حيث لا تدري. كم حاول الإنسان أن يقنع نفسه أنه لن يكون سعيداً إن أحب، لكنّ النظريات كلها تتهاوى أمام قلوبٍ قررت أن تعشق.

 

أخيراً، استسلما معاً. حزما ذكرياتهما الرقمية وركبا سفينة الحب عبر الأقمار الصناعية. ظلا يتبادلان الكلمات كالمنقذين من غرق، لكنّ معضلة البعد بقيت قائمةً كجبل شاهق. روحان تائهتان في فضاء واحد، وجسدان تفصل بينهما آلاف الأميال، وأبواب مغلقة أصاب أقفالها صدأ العادات والتقاليد.

 

في ليلة من ليالي الحنين الثقيلة، حين كان ألم الفراق كالسكين في الصدر، همس لها في لحظة ضعف: "لو بقينا أصدقاء لما عانينا كل هذا العذاب".

 

أجابته بدموعها التي لم يرها لكنه أحس بحرارتها عبر الشاشة: "لا أريدك صديقاً بلا مشاعر، أريدك حبيباً يكسو قلبي وروحي حُلّة العشق الأبدي".

 

غرقا في صمتٍ ثقيل يسبق العواصف، صمتٌ لم يكن انقطاعاً، بل كان استعداداً لمرحلة جديدة من رحلتهما الغريبة.

 

قال: "لأن القمر واحد، وهو يضيء عالمي وعالمكِ معاً. قد نكون تحت سماء مختلفة، لكننا ننظر إلى نفس النور".

 

صمتت قليلاً ثم كتبت: "إذاً فليكن حبنا كالقمر، يضيء ظلمة بعدنا، ويذكرنا أننا تحت سماء واحدة، وإن تعددت الأماكن".

 

لكن القلوب لها منطقها الخاص. في إحدى ليالي الصيف، بينما كانا يتحدثان. كتب : "أتعلمين أن هذه الكلمات لم تعد تكفيني؟ أريد أن أسمع صوتك الحقيقي، لا صداه الرقمي".

 

كانت تلك اللحظة بمثابة القفزة من عالم الكلمات إلى عالم المشاعر. بدآ يتحدثان عبر المكالمات الصوتية، وكان أول مرة يسمع فيها صوتها كالسمفونية التي انتظرها طويلاً. ثم تطور الأمر إلى مكالمات الفيديو، حيث رأيا وجهيْهما للمرة الأولى، وكأنهما يلتقيان بعد طول غياب.

 

رغم كل هذا، بقي حاجز المسافة قائماً. لم تكن مجرد أميال، بل كانت حدوداً سياسية وأوراقاً رسمية تعيق اللقاء. حاول مراراً الحصول على تأشيرة لزيارتها، لكن كل محاولاته باءت بالفشل.

 

ذات ليلة، بينما كانت تمرّ بظروف صعبة بسبب ظروف بلدها، شعر هو بالعجز الكبير. كتب لها: "أشعر كأنني حارسٌ لا يملك إلا الكلمات يحاول حماية قلعة من وقع الأحداث".

 

أجابته : "كلماتك أصبحت كالخبز والماء.. لا أستطيع العيش بدونهما".

 

مرت الأشهر وتوالت المحاولات، حتى قرر أن يلجأ إلى طريقة غير تقليدية. تواصل مع صديق له يعمل في إحدى شركات السياحة، وتمكّن من ترتيب رحلة إلى لبنان، بينما هي حصلت على تصريح للسفر إلى هناك.

 

كان اللقاء في مقهى في بيروت، حيث البحر يشهد على لقاءٍ انتظره الروحان طويلاً. حين رأيا بعضهما للمرة الأولى، لم تكن هناك حاجة للكلمات. عيناها تحدّقان في عينيه وكأنهما يقرآن كتاباً يعرفانه عن ظهر قلب. جلسا صامتيْن لدقائق، كلٌ يخشى أن يكون هذا حلماً سيتبخر.

 

قال بصوتٍ مرتجف: "أخيراً.. أصبحتِ حقيقة".

 

أجابت: "كنت دائماً حقيقي في قلبي".

 

قضيا ثلاثة أيام فقط، كانت أجمل أيام حياتهما. يتجولان في شوارع بيروت، يزوران معالمها، ويجلسان على الكورنيش يتحدثان كمن يعوّض سنوات من الانتظار. في الليلة الأخيرة، بينما كانا جالسيْن تحت ضوء القمر، تعاهدا على أن هذه البداية فقط، وأنهما سيجدان طريقة ليكونا معاً للأبد.

بعد عودتهما، استمرت العلاقة ولكن بطعم مختلف. لم تعد مجرد كلمات على شاشة، بل أصبحت ذكريات حية تدفئ قلوبيهما في ليالي البعد. بدآ يخططان للمستقبل، يدرسان الفرص المتاحة، ويتحديان كل الصعاب.

كانت رحلتهما كالبذرة التي تزرع في أرض صخرية، لكنها تتمسك بالحياة حتى تشقّ طريقها إلى النور. علمتهما أن الحب الحقيقي ليس مجرد مشاعر، بل هو إرادة وتصميم، وأن القلوب عندما تلتقي حقاً، فإنها تجد دائماً طريقة للوصول إلى بعضها.

كانا يجلسان كل مساء يتذكران رحلتهما الطويلة. تعلق صورتهما الأولى في بيروت على الحائط، وكتبت تحتها: "من الشاشة الصماء إلى الحياة.. رحلة حبٍّ انتصرت على كل حدود".

أحدث الموثقات تأليفا
مدونة يوستينا الفي

الكاتب: يوستينا الفي قلادة برسوم

رقم التوثيق: 29504

عدد المشاهدات: 3

تاريخ التأليف: 7-11-2025


مدونة دعاء الشاهد

الكاتب: دعاء محمد علي الشاهد

رقم التوثيق: 29503

عدد المشاهدات: 3

تاريخ التأليف: 7-11-2025


مدونة كريمان سالم

الكاتب: كريمان محمد عبد السلام عفيفي

رقم التوثيق: 29499

عدد المشاهدات: 3

تاريخ التأليف: 7-11-2025


مدونة خالد عويس

الكاتب: خالد عبد العظيم أحمد علي (عويس)

رقم التوثيق: 29498

عدد المشاهدات: 4

تاريخ التأليف: 7-11-2025


مدونة حنان صلاح الدين

الكاتب: حنان صلاح الدين محمد أبو العنين

رقم التوثيق: 29497

عدد المشاهدات: 9

تاريخ التأليف: 7-11-2025


مدونة نهلة احمد حسن

الكاتب: نهلة أحمد حسن

رقم التوثيق: 29492

عدد المشاهدات: 9

تاريخ التأليف: 7-11-2025


مدونة سمير حماد

الكاتب: د. سمير عبد الله حماد

رقم التوثيق: 29490

عدد المشاهدات: 6

تاريخ التأليف: 7-11-2025


مدونة منى أحمد

الكاتب: منى أحمد محمد إبراهيم

رقم التوثيق: 29489

عدد المشاهدات: 5

تاريخ التأليف: 7-11-2025


مدونة نجلاء البحيري

الكاتب: نجلاء محمود عبد الرحمن عوض البحيري

رقم التوثيق: 29480

عدد المشاهدات: 32

تاريخ التأليف: 7-11-2025


مدونة مي القاضي

الكاتب: مي ابراهيم محمد القاضي

رقم التوثيق: 29479

عدد المشاهدات: 9

تاريخ التأليف: 7-11-2025

أكثر الموثقات قراءة
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة غازي جابر
3↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓الكاتبمدونة آمال صالح
5↑2الكاتبمدونة ايمن موسي
6↑7الكاتبمدونة حسين درمشاكي
7↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
8↓-2الكاتبمدونة خالد العامري
9↑1الكاتبمدونة هند حمدي
10↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑27الكاتبمدونة سلوى محمود212
2↑14الكاتبمدونة أميرة رفعت130
3↑14الكاتبمدونة إيناس عراقي181
4↑11الكاتبمدونة ايمان صلاح72
5↑10الكاتبمدونة نجلاء البحيري25
6↑10الكاتبمدونة عبير مصطفى29
7↑10الكاتبمدونة هاميس جمال164
8↑8الكاتبمدونة خالد الخطيب63
9↑7الكاتبمدونة حسين درمشاكي6
10↑7الكاتبمدونة نهلة احمد حسن102
11↑7الكاتبمدونة امل محمود233
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1118
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب711
4الكاتبمدونة ياسر سلمي680
5الكاتبمدونة اشرف الكرم606
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري514
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني437
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين432
10الكاتبمدونة شادي الربابعة412

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب363451
2الكاتبمدونة نهلة حمودة218003
3الكاتبمدونة ياسر سلمي200252
4الكاتبمدونة زينب حمدي178684
5الكاتبمدونة اشرف الكرم144873
6الكاتبمدونة مني امين120444
7الكاتبمدونة سمير حماد 117303
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي108373
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين108186
10الكاتبمدونة آيه الغمري103330

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة مريم الدالي2025-11-05
2الكاتبمدونة محمد خوجة2025-11-04
3الكاتبمدونة جيهان عوض 2025-11-04
4الكاتبمدونة محمد مصطفى2025-11-04
5الكاتبمدونة حسين العلي2025-11-03
6الكاتبمدونة داليا نور2025-11-03
7الكاتبمدونة اسراء كمال2025-11-03
8الكاتبمدونة علاء سرحان2025-11-02
9الكاتبمدونة عبد الحميد ابراهيم 2025-11-02
10الكاتبمدونة فاطمة حجازي2025-11-02

المتواجدون حالياً

627 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع