آخر الموثقات

  • في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب
  • قلبٌ لا يُشبه القلوب
  • ق.ق.ج/ فراغٌ بلونِ الحب
  • ق.ق.ج/ نقشُ الغضبِ
  • من قاع الكنيف
  • عمة على رمة
  • كاليجولا والمستحيل
  • مؤذن على المعاش | قصة قصيرة. 
  • بكل حرف نزف من قلبي
  • عن ديوان "واحدة جديدة" لهبة موسى
  • أعتذر عن السهو 
  • الرب يحبني
  • الإبداع البليغى
  • نَجْمَةٌ لَا تُدْرَكُ 
  • شكر واجب
  • قصة قصيرة/ جسر الأيام
  • ق.ق.ج/ شعور
  • البعد والجوى
  • احلامي المعاقبة
  • بين اليأس والسكينة.. حديث العابرين على أطراف وطن
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غازي جابر
  5. من الاكتفاء البسيط إلى صراع الهوية تأملات في تحولات المجتمع السوداني

في السنوات الماضية، كنا نعيش وفق إمكانيات بسيطة تُدبّر بها أمور حياتنا اليومية. كنا نواجه مصاعب الحياة بقدرٍ من الرضا، وبأسلوب معيشة متواضع لكنه مستقر. أسترجع ذاكرتي الآن، فأجد أن والدي، كما آباء جيله، كان يتحمّل مسؤولية إعالة الأسرة وحده، دون أن يشتكي أو يكلّ، بل كان يفخر بذلك.

لم يكن حالنا استثناءً، بل كان نمطًا عامًا في المنطقة كلها. كانت الحياة قائمة على ما يجنيه الأب من رزق، وغالبًا ما يوزع الأدوار على أبنائه كلما تقدم بهم العمر، خاصة إن امتلك ثروة حيوانية، كما كان شائعًا في القرى. كانت تلك الأدوار إدارية أو إشرافية، لكنها لا تتضمن مسؤولية الإنفاق على الأسرة.

ورغم بساطة الوسائل، سارت الحياة بسلاسة. لم تكن هناك صراعات حادة تُذكر، باستثناء بعض المناوشات الموسمية بين الرعاة والمزارعين، والتي كانت تُحل سريعًا بالحكمة والتعقّل. أما الآن، فالأمور تغيّرت كثيرًا.

كلما تغيّرت الحكومات وتعاقبت الأنظمة السياسية، بدأنا نشهد تحوّلًا مقلقًا: صراعات قبلية بدأت تتصاعد، بعضها امتداد لنزاعات قديمة، لكنها تطوّرت إلى صراعات مدمّرة تهدّد السِّلم الاجتماعي. كان أهلنا في السابق يسارعون لاحتواء تلك التوترات، ويطفئون نارها قبل أن تشتعل. كانت المجالس التقليدية، ومجالس القلد، وأعيان القبائل، أدوات فعالة لحل النزاعات. يعود ذلك إلى إرث الحكمة والتسامح والتكافل الذي عُرف به المجتمع السوداني.

غير أن هذه المجالس ظلّت حكرًا على الرجال، دون إشراك النساء في عمليات الصلح المجتمعي أو اتخاذ القرارات القبلية. ورغم أن النساء يتأثرن بشكل مباشر بنتائج النزاعات، ويقمن بدور محوري في حفظ النسيج الاجتماعي، إلا أن تغييبهن عن هذه المساحات التقليدية عمّق شعورًا بالتمييز وعدم الإنصاف. هذا الإقصاء التاريخي ساهم في تفاقم التوترات، وأضعف من فرص بناء سلام اجتماعي شامل يُعبّر عن كل أطراف المجتمع.

ومع مرور الوقت، برزت نزاعات لم تُحل. تفاقمت بعضها وتحوّلت إلى صراعات تتجاوز المطالب المعيشية، كأنها بحثٌ عن الذات، أو رفضٌ لهوية مفروضة. فشلت كل الجهود المجتمعية في التوصل إلى حلول جذرية. أغلب المبادرات باءت بالفشل، لأن أطراف الصراع ترفض التنازل، وكل طرف يرى أنه وحده على حق.

الأخطر من كل ذلك، أن هذه الصراعات توسّعت على حساب ثقافة وهوية مجموعات اجتماعية بأكملها. فقد عملت الأنظمة العسكرية المتعاقبة على قمع هذه المجموعات، وفرضت هوية أحادية لا تمثل التنوع الحقيقي للسودان. كانت النتيجة تهميشًا ممنهجًا وطمسًا للهويات الإفريقية، التي لم تجد في تلك الهوية المفروضة أي تمثيل لخصوصياتها.

لقد أثبت التاريخ أن السودان لا يستقيم بنظام يستند إلى هوية واحدة، تُقصي الآخرين، أو تهيمن عليهم. واحدة من أعقد مشكلات السودان المعاصرة هي صراع الهوية، وليس مجرد صراع سياسي.

لطالما ردّد الكُتّاب والناشطون، في مختلف المنصات، بأن السودان ليس حقًّا حكرًا على مجموعة أو قبيلة أو فئة واحدة، بل هو وطنٌ يتّسع للجميع. ومن هنا، فإننا بحاجة إلى مشروع وطني جامع، يُفضي إلى صياغة دستور تُشارك فيه كل المكونات السودانية: نساءً ورجالًا، خبراء ومهنيين، ممثلي المجتمع المدني والأهلي.

ما يزيد الأمر تعقيدًا، أن بعض القيادات السياسية التي تُفترض فيها تمثيل المجموعات المهمشة، انشغلت بمصالحها الضيقة، وتاجرت بقضايا تلك المجتمعات، فكانت النتيجة اتفاقيات سياسية مؤقتة لا تعالج جذور الصراع، بل تكتفي بتقاسم السلطة. وهنا يبرز السؤال الجوهري:

هل الصراع في السودان سياسي فقط؟ الإجابة: بالتأكيد لا. فهناك صراع سياسي، لكن في عمقه، هو صراع وجود وهوية. المجموعات التي تعرّضت لطمس هويتها لا ترى نفسها معنيّة باتفاقيات لا تعكس كيانها ولا تحترم ثقافتها. وهذا ما أثبتته تجارب أديس أبابا، نيفاشا، وجوبا.

إن السودان في حاجة ماسّة إلى نظام جديد، ينطلق من مشروع وطني جامع، يؤسس لدستور قومي، تُشارك في صياغته كل مكونات الدولة. نظام يعترف بالتعددية، ويحتضن كل الهويات، ويقوم على الكفاءة لا على المحاصصة، وعلى المواطنة لا الامتيازات.

السودان لكل السودانيين. كما كان... وكما يجب أن يكون.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
3↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
7↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
8↑1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
9↓-1الكاتبمدونة هند حمدي
10↓الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑55الكاتبمدونة هبة شعبان156
2↑24الكاتبمدونة عطا الله عبد136
3↑14الكاتبمدونة سحر أبو العلا48
4↑14الكاتبمدونة محمد التجاني123
5↑13الكاتبمدونة عزة الأمير157
6↑6الكاتبمدونة حسين درمشاكي35
7↑6الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد83
8↑6الكاتبمدونة عماد مصباح144
9↑6الكاتبمدونة رهام معلا167
10↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد53
11↑5الكاتبمدونة مريم خالد191
12↑5الكاتبمدونة هبة محمد245
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1090
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب339008
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196280
3الكاتبمدونة ياسر سلمي185013
4الكاتبمدونة زينب حمدي170729
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133762
6الكاتبمدونة مني امين117541
7الكاتبمدونة سمير حماد 109790
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99711
9الكاتبمدونة مني العقدة96405
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95758

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

1607 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع