آخر الموثقات

  • في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب
  • قلبٌ لا يُشبه القلوب
  • ق.ق.ج/ فراغٌ بلونِ الحب
  • ق.ق.ج/ نقشُ الغضبِ
  • من قاع الكنيف
  • عمة على رمة
  • كاليجولا والمستحيل
  • مؤذن على المعاش | قصة قصيرة. 
  • بكل حرف نزف من قلبي
  • عن ديوان "واحدة جديدة" لهبة موسى
  • أعتذر عن السهو 
  • الرب يحبني
  • الإبداع البليغى
  • نَجْمَةٌ لَا تُدْرَكُ 
  • شكر واجب
  • قصة قصيرة/ جسر الأيام
  • ق.ق.ج/ شعور
  • البعد والجوى
  • احلامي المعاقبة
  • بين اليأس والسكينة.. حديث العابرين على أطراف وطن
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غازي جابر
  5. بين اليأس والسكينة.. حديث العابرين على أطراف وطن

صديقي العزيز،

لم يعد الحال كما كان، فالسنوات الأخيرة حملت إلينا طوفانًا من الأزمات، وعلى رأسها اشتداد التأزم السياسي الذي ألقى بظلاله الثقيلة على الاقتصاد الوطني. بالكاد نستطيع أن نُطلق على ما تبقى اسم "منظومة اقتصادية"، إذ لا خطط علمية، ولا نظريات مدروسة، ولا حتى حدٌّ أدنى من التماسك المؤسسي.

رأينا بأسى تدهور سوق الصادرات، وتقلُّص الصناعات المحلية، واندثار عدد من المصانع والشركات التي كانت تشكّل عصب الاقتصاد. قد يُعزى ذلك إلى سياسات عشوائية كرفع الرسوم الجمركية والعوائد بلا دراسات موضوعية، وكان طبيعيًا أن يُترجم ذلك إلى اختناق في سوق العمل، وتفاقم البطالة، وتردّي أحوال الناس.

 

الدولة – أو ما تبقى منها – عجزت عن صياغة سياسات اقتصادية تقي الجنيه السوداني من الانهيار، فواصل الأخير سقوطه المريع أمام العملات الأجنبية، تمامًا كما يحدث في عهود الحكم العسكري حيث تُكمّم الأفواه وتُقبر الرؤى الاقتصادية المستنيرة.

 

يا صديقي، نحن – برغم تواضع أدوارنا – أفضل حالاً من أولئك الذين يُحسبون على أنهم "منظّرو الاقتصاد الوطني" أو "كتبة الدساتير". دعنا نغرق في عالمنا البسيط، عالم اللامبالاة الطوعية، نحتسي كأسًا من عصير البلح الطبيعي ونتسامر بما تبقى لنا من اللحظات، نتحايل بها على الألم ولا نُسلم أرواحنا كليًا لليأس.

 

لكنني أسألك: لماذا لم نكن نحن من ينتشل هذا الاقتصاد؟

ألم تكن أنت من قدّم نقدًا علميًا لنظريات الاقتصاد الرأسمالي والاشتراكي، ونُشرت رسالتك البحثية في عدة قنوات، وتلقّاها الباحثون والأكاديميون بقبول وتقدير؟ ألم يُقَل إنّ تلك الورقة – لو طُبّقت توصياتها – لكان لها أثر في إنقاذ الجنيه والاقتصاد السوداني؟

 

وها نحن اليوم نقبل بحكومة أمر واقع، نعلم فشلها، ونصمت. وهل هناك وصمة أشدّ من هذا؟ أن نعلم ونصمت؟ أن نرى الخراب بأعيننا ونشيح وجوهنا عنه؟ لكنني أعود وأقول: ربما السكون أرحم. ربما العزلة نجاة.

 

أنا ابن القرى البعيدة، حملتني أمي عبر صحارى يابسة، وربّتني في كهوف الجبال اللافحة. أكلنا ما تأكله الأسود، وشربنا من برك خضّبتها أقدام الماشية. لذا تعلّمت أن السكون طمأنينة، وأن السلام الداخلي لا يُشرى.

 

صدقني، لا أحتمل أن أُقحم نفسي في مستنقع الفساد، ولن أسمح لك أنت أيضًا بأن تغرق فيه. فغادر الآن إن شئت، نظّم أمورك، وخذ وقتك لتجلس مع ذاتك، تفكّر، تتأمّل، تُراجع، فإن لم تستطع البقاء في عالمنا هذا، فلتغادر بصمت. ولتعد فقط حين يكون الوقت مناسبًا.

 

وبيننا – كما تعلّمنا – محطات لا تنمحي، وذكريات لا تُمحى، ووجود لا يُغتال بسهولة من الذاكرة.

 

 

 

دعني أبوح لك، يا رفيقي، بما لم أقله يومًا:

 

ليست البلاد وحدها من تتصدّع، نحن أيضًا نتشقّق من الداخل، كلما أمعنّا في الصمت، وفي الادّعاء أننا بخير. لم نعد نبحث عن النجاة الجماعية، بل نحلم بنجاة فردية نُهرّب فيها أرواحنا من هذا الخراب الممتد، دون أن نخسر القليل المتبقي من إنسانيتنا.

 

أتعرف ما يؤلمني؟

أننا نحيا في وطن لم يَعُد يراك إلا حين تُطالب بحقّك، ولم يَعُد يسمعك إلا حين تصرخ ألماً. وطنٌ يثقل كاهلك بالقهر، ثم يلومك على الانحناء.

 

وفي خضم هذا التيه، بتنا نحسد الموتى على استقرارهم، ونُكابر في الحزن كمن يتقن الابتسام في جنازته.

 

 

 

 

لكنني ما زلت أؤمن – في أعماقي – أن الرماد يخبّئ جمرة.

وربما، حين نلتقي بعد الغياب، سنكتشف أننا لم نكن مغيبين، بل كنّا نحمي أرواحنا إلى حين.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
3↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
7↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
8↑1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
9↓-1الكاتبمدونة هند حمدي
10↓الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑55الكاتبمدونة هبة شعبان156
2↑24الكاتبمدونة عطا الله عبد136
3↑14الكاتبمدونة سحر أبو العلا48
4↑14الكاتبمدونة محمد التجاني123
5↑13الكاتبمدونة عزة الأمير157
6↑6الكاتبمدونة حسين درمشاكي35
7↑6الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد83
8↑6الكاتبمدونة عماد مصباح144
9↑6الكاتبمدونة رهام معلا167
10↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد53
11↑5الكاتبمدونة مريم خالد191
12↑5الكاتبمدونة هبة محمد245
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1090
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب339053
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196353
3الكاتبمدونة ياسر سلمي185046
4الكاتبمدونة زينب حمدي170740
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133791
6الكاتبمدونة مني امين117551
7الكاتبمدونة سمير حماد 109813
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99744
9الكاتبمدونة مني العقدة96422
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95819

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

721 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع