آخر الموثقات

  • في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب
  • قلبٌ لا يُشبه القلوب
  • ق.ق.ج/ فراغٌ بلونِ الحب
  • ق.ق.ج/ نقشُ الغضبِ
  • من قاع الكنيف
  • عمة على رمة
  • كاليجولا والمستحيل
  • مؤذن على المعاش | قصة قصيرة. 
  • بكل حرف نزف من قلبي
  • عن ديوان "واحدة جديدة" لهبة موسى
  • أعتذر عن السهو 
  • الرب يحبني
  • الإبداع البليغى
  • نَجْمَةٌ لَا تُدْرَكُ 
  • شكر واجب
  • قصة قصيرة/ جسر الأيام
  • ق.ق.ج/ شعور
  • البعد والجوى
  • احلامي المعاقبة
  • بين اليأس والسكينة.. حديث العابرين على أطراف وطن
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غازي جابر
  5. بين الوطن والمنفى.. عامٌ من الغياب والبصيرة

عامٌ مضى من عمري، لا يشبه الأعوام التي مضت قبله. عامٌ طويلٌ كثيف التفاصيل، محمّلٌ بأسئلة موجعة، وإجابات أكثر وجعًا. كأنّ الزمن فيه لا يُقاس بالساعات، بل بعدد الحنينات، وبكمّ المسافات التي تفصلني عن جذوري الأولى.

 

غادرنا الوطن، لا هربًا من الخوف، بل رفضًا للذل، وسعيًا وراء لحظة كرامة نُثبت فيها أننا بشر نستحق الحياة. غادرناه ولم نغادر أحلامنا، ولا القيم التي ربّتنا عليها شوارع الثورة، ونداءات المعتصمين تحت الشمس، وأمهات الشهداء اللواتي خضن الحرب بالكبرياء وحده. كل تلك اللحظات كانت تطرق أبواب ذاكرتي مع كل نسمة باردة تهبّ في غربةٍ لا تُشبه الدفء الذي كنا نعرفه في حيّنا القديم.

 

جئنا إلى بلادٍ لا يعرفنا فيها أحد، نحمل على ظهورنا حقيبة صغيرة، وحقيبة أخرى أكبر بكثير على قلوبنا، مليئة بالخذلان، وبسؤال واحد يطاردنا كل مساء: "هل كان لا بدّ أن نغادر لنبحث عن إنسانيتنا؟"

 

كنا نبحث عن كرامة نعيش بها، عن وطن يُنصف أبناءه، عن دولة تعترف بمواطنها قبل أن تطالبه بشهادة ميلاد. لكن ماذا وجدنا؟ وجدنا أن من يملك البندقية يملك الحق، ومن يُجيد الانحناء هو وحده من يبقى في المشهد. ووجدنا أن كل ما تعلمناه عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية أصبح مادةً للتهكّم، تُرمى في المزابل، ويُسخر منها في المجالس.

 

العسكر يحكمون كأنهم خُلقوا للسلطة، ويظنّون أن الوطن مزرعة توارثوها، ومن يصفق لهم يُمنح ميكروفونًا ليُحدّث الناس عن "الهيبة"، كأنه حارب في جنوب أفريقيا أو رافق مانديلا في سجنه. نعم، في بلادنا، تُقاس الوطنية بعدد الرصاصات، لا بعدد المبادئ.

 

لكننا لم نستسلم. قاومنا. واجهنا. ناضلنا حتى عندما سقطت الرايات، ورفعنا صوتنا حتى حين خذلتنا الميكروفونات. لم تكن معركتنا مع العسكر فقط، بل مع النخب السياسية التي لم تعرف كيف تحمي الثورة، ولم تملك شجاعة التنازل من أجل الوطن. أحزاب تبحث عن رزق اليوم باليوم، وعقولٌ ما زالت تعيش في دفاتر الستينيات، لم تطوّر أدواتها، ولم تعِ أن العالم تغيّر.

 

نحن لم نركع، ولم نكسر القلم. آمنّا بالتغيير من الداخل، فصنعنا ما استطعنا من شرارات. وأيقنّا أن كل خطوة نخطوها خارج الوطن، هي خطوة في سبيله، طالما بقي في القلب، وطالما بقي الحنين حيًّا لا يموت.

 

في هذه البلاد البعيدة، حيث النظام يُحترم، والوقت لا يُهدر، وجدتني أعيد ترتيب ذاتي. عملي بسيط، لكنه يمنحني ما يكفي من السكينة لأن أُصغي إلى وطني من خلف البحار. أستيقظ كل صباح على صوت مصطفى سيد أحمد، وكأنّ الوطن يهمس لي عبر سماعات الهاتف: "اصحى يا عبدالرحيم، الدنيا ما زالت بخير، وأهلك لسه منتظرينك."

 

أنام في غرفة هادئة، لا يوقظني فيها سوى ضوء الفجر، ولا يؤرقني سوى الأخبار القادمة من السودان. هناك حيث تموت الأحلام، وتُبعث الإرادة من تحت الركام، هناك حيث لا تزال الثورة تمشي حافية القدمين، على الطرقات الموحلة، تبحث عن بابٍ يُفتح.

 

نحن لم نغادر الوطن… الوطن هو الذي غادر نفسه. لكننا سنعود، حين يكون للكرامة عنوان، وللدولة وجه يشبه وجوه الشهداء.

 

رسالة في بريد الزمن

إلى من سيقرأ كلماتي بعد سنين،

إلى من وُلدوا في وطنٍ كان جريحًا ذات يومٍ لكنه تعافى بدماء أبنائه،

إلى كل من يظن أن الغربة وطنٌ بديل،

وأنّ البندقية تكتب التاريخ…

 

اعلموا أن الأوطان لا تُبنى بالرصاص، بل تُبنى بالعدل.

وأنّ كل من سكتَ عن الظلم، منح الظالم حياةً إضافية.

وأنّ الغربة لا تُشبه الوطن، حتى وإن زُيّنت بالحرية والنظام.

في قلوبنا وطن لم نره بعد، لكنه ممكن،

وطنٌ نحلم أن نراه يومًا، فنقول لأطفالنا بثقة:

"هذا هو السودان الذي يستحقكم."

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
3↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
7↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
8↑1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
9↓-1الكاتبمدونة هند حمدي
10↓الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑55الكاتبمدونة هبة شعبان156
2↑24الكاتبمدونة عطا الله عبد136
3↑14الكاتبمدونة سحر أبو العلا48
4↑14الكاتبمدونة محمد التجاني123
5↑13الكاتبمدونة عزة الأمير157
6↑6الكاتبمدونة حسين درمشاكي35
7↑6الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد83
8↑6الكاتبمدونة عماد مصباح144
9↑6الكاتبمدونة رهام معلا167
10↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد53
11↑5الكاتبمدونة مريم خالد191
12↑5الكاتبمدونة هبة محمد245
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1090
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب339053
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196353
3الكاتبمدونة ياسر سلمي185046
4الكاتبمدونة زينب حمدي170740
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133791
6الكاتبمدونة مني امين117551
7الكاتبمدونة سمير حماد 109813
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99744
9الكاتبمدونة مني العقدة96422
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95819

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

748 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع