آخر الموثقات

  • في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب
  • قلبٌ لا يُشبه القلوب
  • ق.ق.ج/ فراغٌ بلونِ الحب
  • ق.ق.ج/ نقشُ الغضبِ
  • من قاع الكنيف
  • عمة على رمة
  • كاليجولا والمستحيل
  • مؤذن على المعاش | قصة قصيرة. 
  • بكل حرف نزف من قلبي
  • عن ديوان "واحدة جديدة" لهبة موسى
  • أعتذر عن السهو 
  • الرب يحبني
  • الإبداع البليغى
  • نَجْمَةٌ لَا تُدْرَكُ 
  • شكر واجب
  • قصة قصيرة/ جسر الأيام
  • ق.ق.ج/ شعور
  • البعد والجوى
  • احلامي المعاقبة
  • بين اليأس والسكينة.. حديث العابرين على أطراف وطن
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غازي جابر
  5. بين العلم والحب

في منتصف مايو، خرجنا في رحلة عمل طويلة امتدت ثلاثين يومًا، تنوّعت بين فترات تدريب، وأيام عمل ميداني كان هو الغرض الأساسي من السفر، تخللتها لحظات قصيرة من الترفيه، سمحت لنا باستكشاف ثقافة المنطقة وجمال طبيعتها، التي بدت وكأنها لوحة فنية أبدعتها يد خفية، تسحر الناظر وتُنسيه تعب الطريق.

 في الطائرة، جلستُ إلى جوار فتاة بدت من النظرة الأولى مختلفة. شعرها الطويل ينسدل بانسياب، ملامحها هادئة، وعيناها فيهما حديثٌ لم يُقال. كانت تبدو في العشرينات من عمرها. بادرتها بتحية مهذبة، فردّت بلطف. ثم انساب الحديث بيننا كجدول صغير يتلمس طريقه بين الصخور. كانت أنيقة في حديثها، عملية في كلماتها، دقيقة جدًا في الزمن.

 

لفتني أنها كثيرًا ما تنظر إلى ساعتها، فسألتها ممازحًا:

 

"تتابعين الوقت بدقة... أهناك موعد لا يُنتظر؟"

 

ابتسمت بخجل، وقالت:

"نعم، خصصت لك دقائق معدودة من وقتي لأتعرف على مجالات اهتمامك، وسبب زيارتك لبلادنا."

 

فوجئت بإجابتها، وازددت إعجابًا بترتيبها وحديثها الواضح واحترامها للآخر. كان حديثها يحمل طيفًا من الثقافة، ويدل على وعي وانضباط. وكانت تقرأ مجلة علمية بين يديها، مما زاد يقيني بأنها من أولئك الأشخاص الذين لا يمرون في حياتك مرور الكرام.

 

شعرت أن الوقت معها يمر سريعًا. وعندما اقتربنا من الهبوط، جمعت شجاعتي وقلت:

 

"هل بالإمكان أن نلتقي مجددًا؟"

 

ردّت بابتسامة هادئة:

"لا أمانع، يمكننا أن نلتقي في قاعة المكتب المركزي. سأرسل لك الموقع على هاتفك."

 

وفعلًا، تم اللقاء. جلسنا جلسة امتزج فيها دفء الحديث برقي المكان. سألتني:

 

"هل أعجبتك المدينة؟"

 

قلت:

"لا أستطيع أن أحكم عليها قبل انتهاء الرحلة."

 

فأجابت:

"إذًا، دعنا نلتقي هنا في نفس الموعد. أنا أعمل على مناقشة رسالة دكتوراه في العلوم التطبيقية، وهذا المكان المفضل لديّ للكتابة. لا تقلق، خصصت لك وقتًا كافيًا، فجزء من بحثي يتعلّق بدراسة أحوال المجتمعات المتنوعة، وقد تفيدني حواراتي معك. وأظن أن بيننا سمة صداقة تنمو... وربما تتحول إلى علاقة وطيدة، إن أردت ذلك. في الحقيقة، إن لم تطلب أنت اللقاء، كنت سأطلبه أنا. ليس في الأمر حرج."

 

ثم قالت قبل أن تهمّ بالذهاب:

 

"الآن سأتركك، على أمل أن نلتقي مجددًا في ذات الزمان والمكان."

 

عدت إلى استراحتي، وفي رأسي أفكار كثيرة. ماذا يمكن أن يُثمر عن هذا اللقاء؟ كيف نبتت هذه العلاقة من لحظة عابرة، وربما تتفتح كوردة في فصل لم أخطط له؟ كانت مختلفة... جريئة، صريحة، كلماتها منتقاة بعناية، صادقة، ومخلصة في احترامها للوقت.

 

حتى في علاقتنا، ربطت اللقاء بالعلم، وكأنها تؤمن أن كل شيء في الحياة يجب أن يكون ذا معنى، حتى الحب.

 

وفي الأيام التالية، توطدت علاقتنا. وكنت سعيدًا أن أقدم لها ما قد يساعد في بحثها، خاصة أن حديثنا أصبح أكثر عمقًا وتبادلًا للفهم.

 

مع اقتراب نهاية الرحلة، قلت لها:

 

"رحلتنا المهنية انتهت، وسنغادر غدًا إلى بلادنا. سألتِني سابقًا عن رأيي في بلدكم... والآن أقول لك: إنها بلد جميلة، بلد العلم والحضارة، بلد القانون والحريات. الكل هنا يشعر بأنه متساوٍ، وهذا جوهر الاستقرار. أما الأماكن، فتصميمها كأنها مدن أحلام صُممت بدقة وجمال."

 

لم تتركني أكمل، قاطعتني قائلة:

"لا، أنت ستعود، ولكن على نفقتي الخاصة، مطلع الشهر القادم، لحضور مناقشة رسالتي. وجودك بجانبي سيكون شرفًا كبيرًا لي. ثم إنني لا أملك عائلة... فقدت الجميع في زلزال دمر منزلنا ولم ينجُ أحد."

 

كلماتها اخترقت قلبي. وعدتها بأن أكون معها. وفعلًا، حالفني الحظ، وتمكنت من العودة في الموعد. حضرت حفل المناقشة، وشاركتها فرحتها. وبعد انتهاء الكرنفال، ذهبنا إلى مكان لقائنا المعتاد، وتحدثنا طويلاً.

 

ثم، بخطوات واثقة، فتحتُ الموضوع:

 

"هل ترغبين بأن نكمل هذا الطريق معًا، إلى الأبد؟"

 

وافقت.

 

وبعد ستة أشهر، عُقد قراننا، وعدنا سويًا إلى وطني.

كانت الرحلة في ظاهرها مهنية... لكنها كانت موعدًا مع القدر، جمع بين العلم والحب.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
3↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
7↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
8↑1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
9↓-1الكاتبمدونة هند حمدي
10↓الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑55الكاتبمدونة هبة شعبان156
2↑24الكاتبمدونة عطا الله عبد136
3↑14الكاتبمدونة سحر أبو العلا48
4↑14الكاتبمدونة محمد التجاني123
5↑13الكاتبمدونة عزة الأمير157
6↑6الكاتبمدونة حسين درمشاكي35
7↑6الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد83
8↑6الكاتبمدونة عماد مصباح144
9↑6الكاتبمدونة رهام معلا167
10↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد53
11↑5الكاتبمدونة مريم خالد191
12↑5الكاتبمدونة هبة محمد245
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1090
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب339000
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196256
3الكاتبمدونة ياسر سلمي185003
4الكاتبمدونة زينب حمدي170729
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133752
6الكاتبمدونة مني امين117540
7الكاتبمدونة سمير حماد 109786
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99703
9الكاتبمدونة مني العقدة96402
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95744

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

1613 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع