آخر الموثقات

  • امرأةٌ طازجة!
  • ضحكة طفل فلسطيني  
  • هل تُطفَأ النار بدموع طفلة؟
  • الطابق السابع
  • الشوق الذي يروي عطشى 
  • مقامك حيثُ أقمتَ نفسَك
  • في حضن الحُبّ بلا شروط: حلم العودة إلى الفردوس المفقود
  • حين يُصبح العناد صلاةً لكرامتي
  • رسالة امتنان وتشجيع لروبوت منصة تاميكوم 
  • المرأة التي لا تُشترى
  • حين تعود بعد الرحيل
  • حين تختارك... رغم قدرتها على الاكتفاء
  • أنثى تنام على ضوء كرامتها
  • التي لا تُحب بمنتصف قلب
  • التي تُقاومك وهي تشتاق
  • محاكمة الاستحقاق
  • وهعمل إيه؟!
  • راجعين
  • بين العلم والحب
  • قيد التأثر..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غازي جابر
  5. الوعود الجوفاء: ماذا تبقّى من سلة غذاء العالم؟

منذ نُعومة أظافرنا، لم نكن نعرف عن الحياة سوى لهونا الطفولي، نلعب بكُرة من القماش(كُرة الشُراب) ونجري خلف المخازن بعد نهاية اليوم الدراسي. وبين تلك اللحظات، كان يرنُّ في آذاننا صوت نشرة الأخبار في الراديو، حاملاً عبارة لا تمحى من ذاكرتنا: "السودان سلة غذاء العالم".

كنا نحفظها ونرددها بفخر، ونظن أن بلادنا على مشارف أن تصبح رقماً في السوق العالمي. وكانت المسيرات والمواكب تُسيَّر تأييداً لكل من يأتي إلى الحكم، سواء بالديمقراطية أو عبر دبابة انقلاب. لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن هذه العبارة، رغم بريقها، لم تكن سوى شعار يصلح لحملة انتخابية، لا لواقع نعيشه.

قالوا إن السودان سلة غذاء العالم لأنه يمتلك كنوزاً من الثروات: أراضٍ زراعية من أخصب ما يكون، وثروة حيوانية تُقدّر بأكثر من 100 مليون رأس، ومياه نهر النيل، واحتياطي بترول وذهب. لكن ما بين هذا القول وواقعنا المُعاش، بونٌ شاسع.

منذ ثمانينيات القرن الماضي، لم يَشهد السودان استقرارًا اقتصاديًا حقيقيًا، باستثناء فترات قصيرة أعقبت تغييرات سياسية. وغالباً ما كان الاستقرار الظاهري مرتبطاً بمحاولات الأنظمة الجديدة ترميم ما أفسده من سبقهم، لكن دون حلول جذرية.

مع سقوط نظام البشير، الذي خلّف وراءه تركة اقتصادية مُنهكة، تحطّمت الصورة الوردية تماماً. أصبحت عبارة "سلة غذاء العالم" فارغة من المعنى، لا تجد لها صدى في أرض الواقع. خلال حكم الجبهة الإسلامية، تغيّرت نظرة الدولة للموارد: بدلًا من تطويرها، عملت على خصخصتها، كما حدث مع مشروع الجزيرة، الذي كان رمزًا لذلك الحلم الزراعي الكبير.

مشروع الجزيرة، الذي بمساحته التي تفوق 2.2 مليون فدان، كان أحد أبرز أسباب وصف السودان بأنه "سلة غذاء العالم". لكن بفعل الإهمال والخصخصة وسوء الإدارة، بدأ المشروع في الانهيار، وصار المزارع عاجزًا عن سقي أرضه، رغم دفعه رسومًا ثقيلة لصيانة الترع التي لا تُنظَّف.

أما اليوم، فالسودان يمر بمنعطف اقتصادي حاد: الجنيه السوداني انهار تماماً، وتراجع أمام الدولار بنسبة تجاوزت 125%، حسب تقرير البنك الدولي لعام 2024، الذي أشار أيضًا إلى أن معدل التضخم بلغ 230% في 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 180% في 2024. لم يعد للجنيه قيمة تُذكر في السوق، وكل يوم يحمل ارتفاعاً جديداً في الأسعار.

كيف يُعقل أن بلدًا به أكثر من 6 مصانع سكر عاملة، يصل سعر كيلو السكر فيه إلى 3000 جنيه سوداني؟ كيف يُفسر أن رطل زيت الفول بلغ 5000 جنيه، وجوال عيش ود أحمد تجاوز 85 ألف جنيه؟!

التقارير تقول إن أكثر من 98% من الإنفاق الحكومي يذهب للمؤسسة العسكرية، في حين تعاني المدارس من التهالك، والطرقات من الحفر، والمستشفيات من الشلل، والمزارع من العطش. المفارقة أن المواطن ظلّ ينتظر من كل نظام يأتي أن يحل مشكلته الاقتصادية، لكن كل ما حصل عليه هو تغيير في الأشخاص لا في السياسات.

حتى اليوم، لم تُطبَّق أي خطة اقتصادية متكاملة، لا وفق النظرية الرأسمالية ولا الاشتراكية. كل ما حدث هو مجرد مسكنات، لا تعالج أصل الداء. يتم تغيير وزراء المالية كما تُغير الثياب، دون أن يسأل أحدهم: لماذا فشلنا؟

اليوم، وبحسب تقارير البنك الدولي:

- أكثر من 17.7 مليون سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

- 4.9 مليون شخص على شفا المجاعة.

- 8.6 مليون شخص اضطروا للنزوح داخليًا بسبب الحرب، ما يجعل السودان أكبر أزمة نزوح في العالم الآن.

كل هذا يحدث، ومشروع الجزيرة على وشك الانهيار الكامل، بسبب قطع المياه وتهرب وزارة المالية من دعم الشركات المنفذة لأعمال الصيانة. المزارعون دفعوا ما عليهم، لكن الدولة اختارت أن تدير ظهرها.

إذا لم يُتدارك هذا الوضع فورًا، فقد لا يكون هناك مشروع جزيرة تنقذه الدولة لاحقًا. بل قد لا يبقى ما يُنقذ أصلًا.

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
3↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
5↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
6↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
7↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓-1الكاتبمدونة حسن غريب
9↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
10↓الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑21الكاتبمدونة رشا ماهر131
2↑19الكاتبمدونة حسن رجب210
3↑19الكاتبمدونة شيماء الجمل141
4↑17الكاتبمدونة خالد دومه114
5↑12الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد78
6↑10الكاتبمدونة احمد زكريا77
7↑9الكاتبمدونة خولة سعيدان171
8↑8الكاتبمدونة علا الأزوك120
9↑8الكاتبمدونة نورا عبد الفتاح68
10↑8الكاتبمدونة صفا غنيم88
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1065
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب688
4الكاتبمدونة ياسر سلمي649
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم565
7الكاتبمدونة آيه الغمري492
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني421
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين416
10الكاتبمدونة سمير حماد 399

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب327809
2الكاتبمدونة نهلة حمودة183442
3الكاتبمدونة ياسر سلمي175455
4الكاتبمدونة زينب حمدي168156
5الكاتبمدونة اشرف الكرم126134
6الكاتبمدونة مني امين115634
7الكاتبمدونة سمير حماد 104957
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي95945
9الكاتبمدونة مني العقدة93316
10الكاتبمدونة مها العطار86549

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
2الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
3الكاتبمدونة محمد عرابين2025-05-15
4الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
5الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
6الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
7الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10
8الكاتبمدونة كريمان سالم2025-05-10
9الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
10الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09

المتواجدون حالياً

445 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع