آخر الموثقات

  • في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب
  • قلبٌ لا يُشبه القلوب
  • ق.ق.ج/ فراغٌ بلونِ الحب
  • ق.ق.ج/ نقشُ الغضبِ
  • من قاع الكنيف
  • عمة على رمة
  • كاليجولا والمستحيل
  • مؤذن على المعاش | قصة قصيرة. 
  • بكل حرف نزف من قلبي
  • عن ديوان "واحدة جديدة" لهبة موسى
  • أعتذر عن السهو 
  • الرب يحبني
  • الإبداع البليغى
  • نَجْمَةٌ لَا تُدْرَكُ 
  • شكر واجب
  • قصة قصيرة/ جسر الأيام
  • ق.ق.ج/ شعور
  • البعد والجوى
  • احلامي المعاقبة
  • بين اليأس والسكينة.. حديث العابرين على أطراف وطن
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غازي جابر
  5. الوعود الجوفاء: ماذا تبقّى من سلة غذاء العالم؟

منذ نُعومة أظافرنا، لم نكن نعرف عن الحياة سوى لهونا الطفولي، نلعب بكُرة من القماش(كُرة الشُراب) ونجري خلف المخازن بعد نهاية اليوم الدراسي. وبين تلك اللحظات، كان يرنُّ في آذاننا صوت نشرة الأخبار في الراديو، حاملاً عبارة لا تمحى من ذاكرتنا: "السودان سلة غذاء العالم".

كنا نحفظها ونرددها بفخر، ونظن أن بلادنا على مشارف أن تصبح رقماً في السوق العالمي. وكانت المسيرات والمواكب تُسيَّر تأييداً لكل من يأتي إلى الحكم، سواء بالديمقراطية أو عبر دبابة انقلاب. لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن هذه العبارة، رغم بريقها، لم تكن سوى شعار يصلح لحملة انتخابية، لا لواقع نعيشه.

قالوا إن السودان سلة غذاء العالم لأنه يمتلك كنوزاً من الثروات: أراضٍ زراعية من أخصب ما يكون، وثروة حيوانية تُقدّر بأكثر من 100 مليون رأس، ومياه نهر النيل، واحتياطي بترول وذهب. لكن ما بين هذا القول وواقعنا المُعاش، بونٌ شاسع.

منذ ثمانينيات القرن الماضي، لم يَشهد السودان استقرارًا اقتصاديًا حقيقيًا، باستثناء فترات قصيرة أعقبت تغييرات سياسية. وغالباً ما كان الاستقرار الظاهري مرتبطاً بمحاولات الأنظمة الجديدة ترميم ما أفسده من سبقهم، لكن دون حلول جذرية.

مع سقوط نظام البشير، الذي خلّف وراءه تركة اقتصادية مُنهكة، تحطّمت الصورة الوردية تماماً. أصبحت عبارة "سلة غذاء العالم" فارغة من المعنى، لا تجد لها صدى في أرض الواقع. خلال حكم الجبهة الإسلامية، تغيّرت نظرة الدولة للموارد: بدلًا من تطويرها، عملت على خصخصتها، كما حدث مع مشروع الجزيرة، الذي كان رمزًا لذلك الحلم الزراعي الكبير.

مشروع الجزيرة، الذي بمساحته التي تفوق 2.2 مليون فدان، كان أحد أبرز أسباب وصف السودان بأنه "سلة غذاء العالم". لكن بفعل الإهمال والخصخصة وسوء الإدارة، بدأ المشروع في الانهيار، وصار المزارع عاجزًا عن سقي أرضه، رغم دفعه رسومًا ثقيلة لصيانة الترع التي لا تُنظَّف.

أما اليوم، فالسودان يمر بمنعطف اقتصادي حاد: الجنيه السوداني انهار تماماً، وتراجع أمام الدولار بنسبة تجاوزت 125%، حسب تقرير البنك الدولي لعام 2024، الذي أشار أيضًا إلى أن معدل التضخم بلغ 230% في 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 180% في 2024. لم يعد للجنيه قيمة تُذكر في السوق، وكل يوم يحمل ارتفاعاً جديداً في الأسعار.

كيف يُعقل أن بلدًا به أكثر من 6 مصانع سكر عاملة، يصل سعر كيلو السكر فيه إلى 3000 جنيه سوداني؟ كيف يُفسر أن رطل زيت الفول بلغ 5000 جنيه، وجوال عيش ود أحمد تجاوز 85 ألف جنيه؟!

التقارير تقول إن أكثر من 98% من الإنفاق الحكومي يذهب للمؤسسة العسكرية، في حين تعاني المدارس من التهالك، والطرقات من الحفر، والمستشفيات من الشلل، والمزارع من العطش. المفارقة أن المواطن ظلّ ينتظر من كل نظام يأتي أن يحل مشكلته الاقتصادية، لكن كل ما حصل عليه هو تغيير في الأشخاص لا في السياسات.

حتى اليوم، لم تُطبَّق أي خطة اقتصادية متكاملة، لا وفق النظرية الرأسمالية ولا الاشتراكية. كل ما حدث هو مجرد مسكنات، لا تعالج أصل الداء. يتم تغيير وزراء المالية كما تُغير الثياب، دون أن يسأل أحدهم: لماذا فشلنا؟

اليوم، وبحسب تقارير البنك الدولي:

- أكثر من 17.7 مليون سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

- 4.9 مليون شخص على شفا المجاعة.

- 8.6 مليون شخص اضطروا للنزوح داخليًا بسبب الحرب، ما يجعل السودان أكبر أزمة نزوح في العالم الآن.

كل هذا يحدث، ومشروع الجزيرة على وشك الانهيار الكامل، بسبب قطع المياه وتهرب وزارة المالية من دعم الشركات المنفذة لأعمال الصيانة. المزارعون دفعوا ما عليهم، لكن الدولة اختارت أن تدير ظهرها.

إذا لم يُتدارك هذا الوضع فورًا، فقد لا يكون هناك مشروع جزيرة تنقذه الدولة لاحقًا. بل قد لا يبقى ما يُنقذ أصلًا.

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
3↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
7↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
8↑1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
9↓-1الكاتبمدونة هند حمدي
10↓الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑55الكاتبمدونة هبة شعبان156
2↑24الكاتبمدونة عطا الله عبد136
3↑14الكاتبمدونة سحر أبو العلا48
4↑14الكاتبمدونة محمد التجاني123
5↑13الكاتبمدونة عزة الأمير157
6↑6الكاتبمدونة حسين درمشاكي35
7↑6الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد83
8↑6الكاتبمدونة عماد مصباح144
9↑6الكاتبمدونة رهام معلا167
10↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد53
11↑5الكاتبمدونة مريم خالد191
12↑5الكاتبمدونة هبة محمد245
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1090
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب339008
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196280
3الكاتبمدونة ياسر سلمي185013
4الكاتبمدونة زينب حمدي170729
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133762
6الكاتبمدونة مني امين117541
7الكاتبمدونة سمير حماد 109790
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99711
9الكاتبمدونة مني العقدة96405
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95758

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

1716 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع