آخر الموثقات

  • في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب
  • قلبٌ لا يُشبه القلوب
  • ق.ق.ج/ فراغٌ بلونِ الحب
  • ق.ق.ج/ نقشُ الغضبِ
  • من قاع الكنيف
  • عمة على رمة
  • كاليجولا والمستحيل
  • مؤذن على المعاش | قصة قصيرة. 
  • بكل حرف نزف من قلبي
  • عن ديوان "واحدة جديدة" لهبة موسى
  • أعتذر عن السهو 
  • الرب يحبني
  • الإبداع البليغى
  • نَجْمَةٌ لَا تُدْرَكُ 
  • شكر واجب
  • قصة قصيرة/ جسر الأيام
  • ق.ق.ج/ شعور
  • البعد والجوى
  • احلامي المعاقبة
  • بين اليأس والسكينة.. حديث العابرين على أطراف وطن
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غادة سيد
  5. التهجير القسري: البوابة الخلفية لتصفية فلسطين وتهديد أمن مصر

منذ أكثر من قرن، وفلسطين ليست كما سواها من البلاد. ليست مجرد قطعة من الأرض على خارطة العالم، بل هي قصة حزنٍ وكفاح طويلة تُكتَب بدموع الأمهات، وتُغنّى في أعراس لا تكتمل.

فلسطين… تلك البلاد التي تحمل في ترابها عبق الزيتون، وفي جدران قُدسها صلاة الأنبياء، وفي أزقتها أثر الحلم، وألم النكبة.

في عام 1917، كُتِب ذلك الوعد، وعد بلفور، الذي منح من لا يملك لمن لا يستحق، كان البذرة الأولى لمأساة شعب بأكمله. فكيف لوطنٍ أن يُوهب، كأنّه غنيمة؟ منذ ذلك التاريخ، بدأت الرحلة القاسية، بقلوب تتشظّى على أطراف الخريطة.

ثم كان الاحتلال البريطاني، ممهّدًا الطريق لهجرات منظمة لعشرات الآلاف من اليهود إلى فلسطين، بينما أهلها يقفون أمام المشهد كبركانٍ ينتظر الانفجار.

وجاءت النكبة عام 1948. نكبة لا تشبه غيرها من النكبات، فُقد فيها البيت، والمفتاح، والشجرة، والمدرسة، والشارع، والذاكرة. تهجّر أكثر من 750 ألف فلسطيني، وتشردوا في منافي الأرض، حاملين في جيوبهم صكوك الغياب، ومفاتيح البيوت التي ما زالت أبوابها تنتظر العائدين.

ولم يكن 1967 تاريخًا أرحم من سابقيه، فقد سُرقت الضفة، وغُصبت القدس، وخُنِق القطاع، وسُحِقت الأماني تحت جنازير الدبابات. لكن مِن رحم القهر وُلِدت الانتفاضات، الأولى بالحجارة، والثانية بالدم، كانتا صرخة غاضبة في وجه الغاصب.

لكن الاحتلال لم يكن عدو فلسطين الأوحد. فقد فُجِع الفلسطينيون بمرارة الانقسام. الضفة تسكنها "فتح"، وغزة تمسك بزمامها "حماس"، وبينهما وطن تائه يتفتّت بين حدود السياسة، وأحلام الوحدة.

وغزة، ذلك الشريط الضيق المحاصر، يعيش أهله تحت قبة من قصف، وحصار، وأمل لا يموت. هناك على شاطئٍ يحاصرُه الموت، ومع ذلك لا يخلو من ضحك الأطفال.

وفي الشمال، في القدس الجريحة، لا تقلّ المعاناة وجعًا. المدينة التي باركها الله من فوق سبع سماوات، تُنتَهك يوميًا تحت أقدام جنود الاحتلال. الأقصى أسيرٌ محاصرٌ بين اقتحامات المستوطنين واعتداءات متكررة على المصلّين، تُقابَل بصمت دولي مطبق. تُهوَّد الأزقة، وتُطرد العائلات من بيوتها، ويُنتزع التاريخ من الجدران كما تُنتزع الأشجار من جذورها، في محاولةٍ محمومة لطمس الهوية وسرقة بيت المقدس.

ورغم كل الجراح، لم تنطفئ شعلة الحق. أكثر من 140 دولة تعترف بفلسطين، ويقف خلفها ضمير إنساني ما زال يرفض أن يرى الظلم دون أن يصرخ. لكن العالم في أحيانٍ كثيرة أصمّ، أعمى.

ما زال الاستيطان كغولٍ يبتلع الأرض شبرًا شبرًا، يطعن جسد الضفة بجدرانٍ وأسلاك، ويمحو معالم قرى كانت تنبض بالحياة. وفي الشتات، ملايين اللاجئين يعيشون على أمل العودة، يحملون مفاتيح صدئت في أيديهم ورقابهم، لكنها لا تصدأ في قلوبهم. فالوطن ليس خريطة فحسب، بل رائحة، وذاكرة، وقصيدة، وانتظار طويل.

المشهد لم يبلغ ذروته بعد…

في السابع من أكتوبر عام 2023، كانت عملية طوفان الأقصى، وما تلاها كان جحيمًا متعمدًا، وعقابًا جماعيًا لا يعرف حدودًا للوحشية. أُحرقت الأرض بمن عليها، أحياءٌ بأكملها اختفت من الخريطة ، هُدمت منازل فوق رؤوس ساكنيها، وارتفعت أعداد الشهداء والمفقودين والمشردين من الأطفال والنساء والرجال إلى مئات الآلاف. كانت غزة تُذبح على الهواء مباشرة، والعالم يحصي الأرقام.

تحت دخان القصف، كانت تتشكل المؤامرة. مشروع تهجير قسري، تهديد بتكرار النكبة، ولكن هذه المرة تحت غطاء "الضرورة الأمنية"، وبحجج باردة تصدر من أفواه ساسة لا يرون في الفلسطيني سوى عقبة على طريق مصالحهم.

هكذا، حاول العدو أن يرسم مصيرًا جديدًا للقضية الفلسطينية: ليس بالرصاص وحده، بل بالمحو الجغرافي والإنساني. أرادوا أن يحولوا الشعب الفلسطيني من أصحاب قضية إلى ضحايا طوارئ، من أهل وطن إلى طوابير لاجئين، ومن حق العودة إلى حق النجاة.

تلك الفكرة التي تسكن عقول القوى الكبرى: تريد أن تختصر فلسطين في ملف عقاري، وأن تُقايض الأرض بالمال، والكرامة بالإعمار، والهوية بخيمة. إنها الرأسمالية المتوحشة التي تحاول أن تفرغ القضية من معناها، وتحيل التاريخ إلى صفقة تجارية، يتم فيها شراء الصمت الدولي بثمن بخس، ويُباع الصمود على موائد الاقتصاد والسياسة.

أرادوا أن تكون فلسطين مشروعًا اقتصاديًا، لا قضية تحرر. أن تكون غزة "منطقة استثمارية" بعد أن تُهدم، لا بقعة مقاومة تنبض بالحياة. أن يُمحى الأقصى وتمحى القدس من الوجدان والذاكرة لتُمسح الخرائط وتُرسم من جديد، بعد أن تُفرغ منها ذاكرة الشعوب.

نسوا أن فلسطين ليست رقمًا في دفتر المفاوضات، وليست بندًا في مؤتمر اقتصادي، ولا قطعة أرض تباع بالمتر المربع.

فلسطين هي أم الشهيد، وهي يد الطفل الممدودة من تحت الركام، وهي القصيدة التي يهمس بها أسير في زنزانته، وهي الخيمة التي تحولت إلى قلعة، وهي مفتاح البيت المُعلق على الجدار، ينتظر عودة لا تموت.

غير أن النار التي أشعلها الاحتلال في غزة، لم تكن محصورةً بين أسوار القطاع. فالمخطط – في عمقه الخفي – لا يستهدف فلسطين وحدها، بل يتسلل إلى عمق الأمن القومي العربي، وأول من تطاله ألسنة اللهب:؛ الأردن ومصر.

فالتهجير القسري من القطاع، حين يُفرض على أكثر من مليوني فلسطيني، ليس مجرد كارثة إنسانية، بل قنبلة موقوتة على حدود سيناء. ذلك المخطط الذي يسعى لتفريغ غزة من أهلها، ودفعهم إلى الصحراء الشرقية عبر سيناء من خلال معبر رفح، ليس بريئًا ولا طارئًا، بل هو جزء من استراتيجية مبيتة لإعادة رسم المنطقة لصالح وهم "إسرائيل الكبرى".

ومصر، إن وافقت على التهجير، تكون قد تنازلت عن خط دفاعها الأول، وإن رفضت – كما هو موقفها الثابت – تُتهم بالحصار. إنها لعبة خبيثة تُراد لمصر أن تكون فيها بين المطرقة والسندان.

ويتناسى العدو – في غمرة توغله – ما تمثّله سيناء للمصري، فهي ليست مجرد أرضٍ فارغة يمكن اقتراحها كمنفى، ولا صحراء يمكن إقحامها في صفقات التهجير. في سيناء رفات الأجداد، ودماؤهم التي سالت في حروب الكرامة لم تجف بعد، بل ما زالت تبلّل ثراها، شاهدة على أن هذه الأرض كُتبت صكوك ملكيتها لمصربمداد من عرق ودم، وهي سيل جارف من التضحيات يدمر كل من يعترض طريقه.

إن شبرًا من أرض سيناء، وذرة من رمالها، ليست محل تفاوض أو مقايضة أو اقتراح. إنها جزء من الروح، من الذاكرة، من الكبرياء. والمصري، إذا خُيّر بين الحرب والتنازل، اختار المواجهة، لأن التنازل عنده موتٌ لا يليق بأحفاد من حرّروا الأرض بالنار والدم وهم يرددون ترانيم السلام بيد ممدودة وهامة مرفوعة.

والأخطر، أن فراغ غزة السكاني سيخلق مجالًا مفتوحًا لعناصر الإرهاب والتطرف لاختراق سيناء، تمامًا كما حدث في فراغ ما بعد 2011. فالإرهاب لا يعيش في المدن العامرة، بل في الفوضى، في المخيمات الهشة، في البيئات المقهورة. وبهذا، يتحول التهجير من "أزمة لاجئين" إلى تهديد مباشر للأمن القومي المصري، سياسيًا، وعسكريًا، واجتماعيًا.

وما بين التهجير والتسلل، تفتح جولات جديدة من الفوضى، قد تبرر – كما يأمل العدو – قصفًا دوليًا مشرعنًا في سيناء، أو تدخلًا إسرائيليًا خبيثًا لحماية حدود غرزت خناجرها في خاصرة الأمة، وهكذا تقترب إسرائيل أكثر من تحقيق حلمها القديم: التمدد نحو الضفة الغربية من قناة السويس، في سيناريو تتهيأ له الخرائط منذ عقود.

ولن يكون ذلك احتلالًا بالسلاح فقط، بل سيكون احتلالًا بالعقيدة الجيوسياسية: خنق الفلسطينيين، ثم تحويل مصر من شريك في الصمود إلى حاجز لصدّ اللجوء، ومن درع للأمة إلى ممر للخراب.

لكن مصر، بتاريخها وبوعيها، تعرف جيدًا أن من يسكت على تهجير جاره، سيُطرد من بيته يومًا. ولهذا فإن الصمود الفلسطيني في غزة لم يعد شأنًا فلسطينيًا فقط، بل جدارًا استراتيجيًا لحماية العمق العربي من التآكل والاختراق.

وفي وجه كل محاولات التصفية، يبقى الشعب الفلسطيني، دليلًا حيًا على أن الوطن لا يُنسى، وأن القضية لا تموت.

وفي النهاية، تظل فلسطين كما كانت، جرحًا مفتوحًا على صدر الإنسانية، لكنها جرح لا ينزف استسلامًا، بل يُقاوم. وستظل، رغم الظلم، رمزًا للكرامة؛ القصيدة التي لا تُختم، والحكاية التي لا تنتهي إلا حين تعود.

 

 

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
3↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
7↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
8↑1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
9↓-1الكاتبمدونة هند حمدي
10↓الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑55الكاتبمدونة هبة شعبان156
2↑24الكاتبمدونة عطا الله عبد136
3↑14الكاتبمدونة سحر أبو العلا48
4↑14الكاتبمدونة محمد التجاني123
5↑13الكاتبمدونة عزة الأمير157
6↑6الكاتبمدونة حسين درمشاكي35
7↑6الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد83
8↑6الكاتبمدونة عماد مصباح144
9↑6الكاتبمدونة رهام معلا167
10↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد53
11↑5الكاتبمدونة مريم خالد191
12↑5الكاتبمدونة هبة محمد245
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1090
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب339008
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196280
3الكاتبمدونة ياسر سلمي185013
4الكاتبمدونة زينب حمدي170729
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133762
6الكاتبمدونة مني امين117541
7الكاتبمدونة سمير حماد 109790
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99711
9الكاتبمدونة مني العقدة96405
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95758

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

1755 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع