منذ صغري وانا مؤمنة ايمانا تاما أن الحيوانات وجميع المخلوقات امم مثلنا يفكرون ويشعرون ولهم قوانين ونمط حياة ولغة خاصة بهم ..والأدلة من القرآن كثيرة والفرق بيننا وبينهم هو الإرادة...
اللي هي الأمانة اللي ربنا عرضها على كل شيء بالسموات والأرض والكل رفض يحملها إلا احنا وافقنا..
الأمانة دي هي الإرادة او حرية الاختيار..اختيار الإله الذي تعبده والطريق الذي تريد ان تمشي فيه، الشخص اللي ترتبط بيه،،
ولطالما يشتبه طبع الإنسان بطبع الحيوان في كثير ...
كنت أقرأ قصة جمل مات قهرا حين اصطبر على صاحبه الذي عامله بقسوة لسنوات طوال ثم فاض به الكيل وقرر قتله وهو نائم ولكنه فشل لان صديق الرجل انتبه لما يضمره الحيوان المسكين من نظرات عينه الغاضبة لصاحبه، فتحه الا يبيت في فراشه، فلم ينم في فراشه فلما حاول الجمل قتله لم يجده ظل يلف ويدور غيظا وكمدا حتى سقط صريعا من القهر..قهر السنين التي لم يستطع ان يثأر لها...
القصة شهيرة وموجعة تحدث لكثير منا حين يشعر بالقهر ويفشل في تعويض ماناله من اذى ويفشل في ترميم روحه الشريدة فيموت مقهورا في فراشه او (يطب ساكت) او يصاب بمرض عضال،،
فيه نوع من أنواع الكانسر بييجي بسبب القهر، الزعل الشديد يهاجم الجهاز المناعي ويطب البني ادم مريض
و...رجعت للقرآن الكريم.. قصة ناقة سيدنا صالح..وأتأمل لماذا اختار الله الناقة ولم يختر بقرة او شاة او ماعز ليشربوا لبنها ...
وجدتها اصطبرت عليهم وعلى أذاهم ولم تمنع عنهم لبنها الغزير الذي يسقي قبيلة كاملة بأمر الله حتى قتلوها..وهنا يقال أنها صرخت صرخة ارعبتهم تشتكيهم إلى الله ثم صرخ وليدها مستغيثا بالله وهرب منهم لما رأى ما فعلوه بامه،،
وتتبعه رجل السوء الذي قتل الأم فلم يستطع اللحاق به حيث اختفى الوليد في شق بأحد الصخور وانغلق عليه كما ورد ببعض كتب السيرة والخبر..!
وجدت أن طباع الناقة او طباع الجمل الصبر والبذل والعطاء ببذخ لوقت طويل وهو على ذلك يراقب هؤلاء الذين يبذل لهم ويرى كيف يتصرفون في محبته وسخائه وهل يحسنون استقبال نعمة حبه ام لا وكل ذلك دون أن يتغير حبه أن أو يقل عطاؤه....
هو يكون في حالة تأمل طويلة ينظر ويكتم ويخزن...فالجمل مشهور بالتخزين...فهو لا يخزن الماء فقط ولا الطعام في سنامه ولكن يختزن كل شيء حتى يفيض الكيل وفجأة وبدون مقدمات يتوقف ويستدير مغادرا حلبة السباق المحموم الذي اجهد نفسه فيه حبا وعطاءا فاعتبره الآخرون حقا مكتسبا لا إعجاز فيه...
وربما لاخر لحظة يظل متمسكا بالأمل حتى يغتر من أمامه معتقدا أنه لا حياة له بدونه..ساعتها فقط يأتي أمر الله ليفاجىء الجميع..
هذا هو الإنسان الجمل الذي اكتشفته في نفسي..
.حقيقة لقد خفت كثيرا لأني اكتشفت اني (وكثيرون غيري) نتصرف بتلك الطريقة مع كل من حولنا وهو طبع خاطىء جدا...
لأنه كان من الممكن الا نفسد الكثيرين بالتدليل والصبر وكان من الممكن أن ننقذ انفسنا من العلة التي تصيب !
رجاء.. اذا صادفت انسانا جملا او امرأة ناقة..احفظهما جيدا ...الجمل حيوان غاية الإنسانية والصبر والاباء والحياء والقوة..هو شخصية قوية جدا مهما اعتبره من حوله مخلوق ضعيف طيب صبور واعتبروا ان قوته تكمن في القدرة على التحمل فقط وهذا غير حقيقي
هو فقط مسالم جدا وفرق بين مخلوق مسالم لا يرى في الدنيا ما يستحق ان نحارب من اجله الا الحب ...وهو حيي يستحيي من الله ان يؤذي أحدا.
وهو حيي ايضا في حبه وخجول هو بالفعل أكثر الحيوانات حياءا كما أنه انتقائي جدا..
لا يرضى بأي طعام يقدم له ولا بأي شخص يقترب منه إلا لو نال قلبه ومحبته اولا..
فإذا نالهما فعليه الأمان وإذا خسرهما فقد خسره بلا رجعة حتى لو استغرق الصبر سنينا طوالا يكون عندها الرفض والرحيل لا تراجع فيه...خافوا مني بقى لحسن اجيلكم وانتو نايمين :)
(من تأملاتي في القصص القرآني وفضيلة التطبيق على حياتي )