وكأنني اعتدت الفراق .. حينما رحلت جذوري واحدًا تلو الآخر .. وأنا التي لم أبرح يومًا بلدتي .. أراني أرحل لأرضٍ لم أعهدها .. التقيتها كأمٍ جحدت أبناءها .. وغلبتها الغريزة .. فبكيت حينما وطأت قدمي ثراها .. ذلك الطين الذي منه اقتطعت أولى مراحل خلقي .. أشتمُّ رائحتي في عبق الفجر الآتي .. رأيتني أطوي صخب الفائت بمن فيه .. فجر لن توجعه الليالي المغلّقة .. ولن يروعه الخوف من صوتٍ مفاجئ
لن تقلقه التساؤلات .. ولا يفجعه شبح الفقد مرة ثانية ..