لم أودّعني
حين عبرتُ إلى الجهة الأخرى من الحكاية،
استعرتُ من الغيمة وشاحًا
ومن الرمل ساعةً،
ومضيتُ بلا نية العودة.
قلتُ للعقل: كن حذرًا من اليقين،
وللقلب: لا تصدّق أول موجة.
ثم انتظرتُ قاربًا
كان يُفترض أن يصل منذ مئة عام.
ها هنا مشى القُرّاء على صوت الكتاب،
وجلس التاريخ في المقهى
ينفث تبغ الأساطير،
ويسأل عن أغنية
ضاعت بين حربين.
ها هنا وضعتُ اسمي
بين اسمين منسيَّين،
ورجوت المعنى أن يتأخر،
لأتمكّن من النظر جيدًا.
كلمتني شجرة زيتون
قالت: كلّ من جلس تحت ظلّي
كتب وصيته للحبر أو للنسيان.
فرفعت وجهي إلى الريح
وسألتها عن الطريق،
لكنها كانت مشغولة
بجمع أوراق لم تُكتَب بعد.
وحين وصلتُ إلى نفسي،
لم أجدني.
فطرقت باب السؤال
ووقفت طويلًا.
قال لي صوت خافت:
إن لم تكن هنا،
فأين كتبت كل هذا التعب؟