آية ١٠٥ سورة هود الجزء الثاني عشر
يَوۡمَ يَأۡتِ لَا تَكَلَّمُ نَفۡسٌ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ فَمِنۡهُمۡ شَقِيّٞ وَسَعِيدٞ ﴿١٠٥﴾
لحظة مهيبة أتخيلها والكون يكسوه هذا الصمت المخيف، لا يجرؤ بل لا يستطع أحد أن ينطق بكلمة، حتى الأنبياء والملائكة الكِرام لن تقبل الشفاعة منهم إلا لمن أذِن له الرحمن، الكل وقتها ينتظر كلمة الله فيه .
وأنا أقرأ التفسير صادفني هذا الحديث :
ثَنَا مُوسَى بْن حَسَّان ثَنَا عَبْد الْمَلِك بْن عَمْرو ثَنَا سُلَيْمَان أَبُو سُفْيَان ثَنَا عَبْد اللَّه بْن دِينَار عَنْ اِبْن عُمَر عَنْ عُمَر قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ " فَمِنْهُمْ شَقِيّ وَسَعِيد " سَأَلْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْت : يَا رَسُول اللَّه عَلَامَ نَعْمَل ؟ عَلَى شَيْء قَدْ فُرِغَ مِنْهُ أَمْ عَلَى شَيْء لَمْ يُفْرَغ مِنْهُ ؟ فَقَالَ" عَلَى شَيْء قَدْ فُرِغَ مِنْهُ يَا عُمَر وَجَرَتْ بِهِ الْأَقْلَام , وَلَكِنْ كُلٌّ مُيَسَّر لِمَا خُلِقَ لَهُ ".
اقرأوا قول النبي صلى الله عليه وسلم :
"على شيء قد فٌرغ منه "، ثم قال :
"ولكن كل مٌيسر لما خٌلِق له"
أعلم أنه رفعت الأقلام وجفت الصحف،
وأعلم أن كل إنسان مكتوب في الكتاب إما شقي أو سعيد، وأعلم أنه في حكمك لا مجال للظلم ولا هضم للحقوق، ولا مكانة للمحسوبيات، فإنك أنت الحق العدل .
ولكني أخاف من نفسي ولطالما ظلمتني، وأنت تعلم أني أجاهدها طيلة الوقت، طمعًا في عفوك ورحمتك ورغبة في جنانك وجوارك فاللهم وبحق اسمك الأعظم لا تحرمني رؤية وجهك الكريم واشملني بعفوك وصفحك فأنت القائل "رحمتي وسعت كل شيء" اللهم ردني إليك دائمًا .. إلى معيتك ولا تجعلني من الأشقياء، وإن عظمت ذنوبي فعفوك يا إلهي أعظم وأكبر، أقسمت عليك بحق حبي لك وخشيتي منك ومن هول هذه اللحظة أن تكتبني من السعداء المجبورين المشمولين بمحبتك وصفحك يارب العالمين