أتجمعنا الإنسانية, وتفرقنا الأديان, أيجمعنا الحب, لتفرقنا العقيدة, لا بد أن نختار؟ أن ننشطر إلى نصفين, وعلى أي شيء تٌبنى العقيدة؟ إن خلت من الحب, أيكون أساسها البغض أواللا شيء, أيكون مقتلنا على يد العقيدة؟ أتكون يد الله وكلمته, هي التي تشطرنا؟ وتقسمنا إلى أجزاء صغيرة, أتكون هي التي تبعثرنا؟ ثم تجمعنا مرة أخرى تعذبنا, لأننا كنا نحب, لأن لنا قلوب تشعر, تعاقبنا على ما لا نملك, ليس دينا ما يقول ذلك, إننا نؤمن بالعقيدة, كما نؤمن بالحب, يلتقيان لتتآلف منهما الأرواح والنفوس, لم يكن للعقيدة سيف يجرح, فهي لا تعرف الأسلحة, ولا تمسك بيديها سكينا لتطعن, إنها إن طعنت, فإنما تطعن الكراهية, تطعن الأحقاد, تطعن الكفر في القلوب الميتة, لترد إليها الحياة, بعد أن غابت عنها وفارقتها, تعيد هيكلة الأشياء من جديد, لتعيد رسمها على أساس من الحب, إنها تهدم العقائد القديمة, والأوهام في العقول الجامدة, لتبني الأمل, تمزج بين الأشياء التي تستحق, تبث روحا جديد, لكنهم يحاربون الحب, بإسم العقيدة المزيفة, يحاربون الجمال بحجة الفتنة, يصادرون الجمال في العيون, وفي النفوس, يلقوا به في غياهب الآثام, يقفون بعصيهم وذخائرهم بالمرصاد, ليغتالوا بإسم الإيمان الجمال المسالم, يعذبون النفوس الطاهرة البريئة, يعكسون ما تراكم في قلوبهم, منذ سنوات من قيح وصديد, إنهم يشوهون الحياة, يشوهون الوجوه, يلطخونها بأحبارهم, إنهم يظنون, أنهم يحسنون صنعا, بأن إيمانهم يفرض, عليهم تلويث الحياة, لأنهم فقدوا كل شعور بالجمال, حين ينادي عليهم, ينظرون إليه بعين القبح, التي تنبع منهم, من دواخلهم, والتي صنعتها أهوائهم, وأوهام أناس مرضى, وجدت مسامع كليلة, تنتصر لها وتؤازرها, وجدت جنود وأسلحة وحلفاء يناصرونهم؛ فبغت وطغت وأصبح لها دولة وطغاة.