تنهيدة تختبئ هناك، عالقة بين الضلوع، زفرة تتأوه، وجعٌ معتّق، صوتٌ يخرج على مضضٍ، يخشى أن يُسمع، أو يُكشف ما وراءه من حزنٍ خامدٍ لا يصرخ، يأبى الموت.
كم مضى من الوقت؟ كم طوى العمر بين يديه من لحظاتٍ ظننتُ أنها انتهت؟ لكنها لاتزال هنا، ترافقني في كل مساءٍ هادئ، تزحف إليّ حين أظن أنني تجاوزت، تذكرني بأن بعض الأوجاع تتكيّف، تُغير شكلها، لا تفنى ولا تزول.
إنها ذكرى وحنينٍ مبهم، أثرٌ محفور بالقلب، لا يُمحى وإن غيّر الزمن وجهه. أُقاومها، أُتجاهلها، لكنها تخرج في لحظة صدقٍ بيني وبين نفسي، حين لا يكون هناك حاجةٌ للخداع، حين أكون وحدي تمامًا بصحبة ذلك الشعور الذي لم يخذلني… لكنه أيضًا لم يرحمني.