على أطراف الأفق انسحب الليل، تاركًا للصباح فسحةً من الضوء، يتجلّى على وجه صخرة ساكنة تُبصر العالم من حولها. انعكست عليها أشعة الشمس، فارتعش الظل في هيبة، استيقظت الصخرة من حلمٍ عتيقٍ في قلب الجبال.
كل شقٍّ فيها يروي قصةً، كل انحناءةٍ تحمل بصمةَ الريح والمطر، هي دفترٌ مفتوحٌ خطّته الطبيعة بحروفٍ من الزمن. الضوء يتسلل إلى مساماتها، يتغلغل في تفاصيلها الصامتة، يبعث فيها حياةً جديدةً، وهي تبوح بسرٍّ قديمٍ دفنته لأعوام.
عندما يصحو النور يوقظ الأشياء، يمنحها معنى جديدًا، يكشف عنها وجها لم يكن ظاهرًا في ظلمة الليل.
نحن أيضًا صخورٌ تنتظر لحظة التجلّي، ننتظر ضوءا يكشف عمقنا، يحررنا من الصمت، يبعث فينا حكايةً أخرى.