فى رحاب الشهداء
1- صحبه و أنا معهم
بابا و شهداء الجيش الثانى الذين استشهدوا فى الثغره فى
اكتوبر 1973.. دفنوا فى التل الكبير .. و فى سنه 1977 قام
المهندس عثمان أحمد عثمان بعمل مقابر جديده لهم قبل
مدخل الاسماعيليه .. و اتصلت القوات المسلحه بأسر هؤلاء
الشهداء .. لانهم كانوا بيلحوا فى طلب جثامين أبنائهم
.. و اخبرتهم القوات المسلحه بموعد نقل رفات الشهداء ..
و اتصلوا كذلك بعمى .. و قبل النقل بثلاث أيام .. جدتى
شافت بابا فى رؤيا .. بيقول لها
"يا أمى سبينى مع الصحبه اللى أنا معها"
و فى الليله التاليه شافت نفس الرؤيا و فى الليله الثالثه
نفس الرؤيا .. و كان ذلك يوم نقل جثامين الشهداء من
مقابر التل الكبير الى مقابر الاسماعيليه .. و حين قصت
جدتى لعماتى الرؤئ' الثلاثه .. انهارت عماتى بالبكاء و قالوا
لها ..
"خلاص يا ماما سيبيه مع الصحبه اللى هو عايزها"
و قال عمى "حاضر و لكنى سأذهب لأحضر النقل"
و جاء اليوم الموعود و ذهب عمى و معه احدى عماتى .. و
كان هناك الكثير من أسر الشهداء .. منهم من جاء لحضور
النقل فقط .. و منهم من جاء ليأخذ أبنه الشهيد .. و الغريب
ان جميع من حضروا شافوا نفس الرؤيا التى رأتها جدتى .. و
لكن مع أبنهم الشهيد
و فتحت المقابر و كانت المفاجأه .. لم يجدوا رفات الشهداء
.. و لكن وجدوا الشهداء أنفسهم .. بكامل أجسادهم .. لم
تأكلها الأرض .. و أجسادهم طريه .. و تعبق المكان برائحه
كالمسك .. و عمى شاف بابا و كان بالأفارول و البياده ..
بعض النساء هناك انهاروا و صرخت احداهم ..
"فوقوهم .. فوقوهم دول صاحيين"
كان هناك أيضا اب من الصعيد شاف ابنه فى نفس الرؤيا ..
و لكنه صمم ان يأخذ أبنه ..
و حمله بعض العساكر الى السياره .. و فى تلك اللحظه قطع
الكيس الموضوع به جثمان الشهيد و مالت يده و وجهه
لخارج الكيس .. و شاهد الأب وجه أبنه المشرق الجميل .. و
مسك يده يقبلها .. فوجد الساعه اللى فى أيده لسه شغاله ..
فصاح
"خلاص يا حبيبى خليك مع الصحبه اللى أنت عايزها .. خليك
مع الصحبه اللى أنت عايزها"
و فعلا ترك أبنه الشهيد مع الصحبه التى يريدها .. صحبه
الشهداء ????
بنت الشهيد
نهلة أحمد حسن
الف رحمة و نور علي اباكي الشهيد و صحبته الاطهار .. و ستظل قصص هذه الحرب المجيده تروي الي يوم الدين
امين يا رب العالمين
تسلم .. الف شكر