في قلب الصعيد المصري، حيث الشمس تلهب الرمال وتاريخ عريق يروي حكايات الثأر والحب، عاشت نور، فتاة جميلة ذات عيون زرقاء عميقة وشعر أسود كثيف به خصلة بنية . نشأت نور في كنف عائلتها العريقة، محاطة بحب والدها ووالدتها.

منذ صغرها، سمعت نور حكايات الثأر بين عائلتها وعائلة "أبو سيف"، حكايات حزينة أودت بحياة العديد من الرجال من كلا العائلتين. كبرت نور على كراهية تلك العائلة، واعتبرت الثأر واجبًا مقدسًا يجب الوفاء به.

لكن القدر شاء أن يغير مسار حياة نور، عندما التقت بـ "هاشم"، شاب وسيم من عائلة "أبو سيف". التقيا صدفة في السوق، ونشأت بينهما صداقة سرية سرعان ما تحولت إلى حب عميق.

كان حب نور وهاشم مستحيلًا، فكيف يمكن لفتاة من عائلة ثائرة أن تحب شابًا من العائلة التي قتلت أفراد عائلتها؟ حاولا إخفاء حبهما خوفًا من الفضيحة والثأر، لكن عيون الناس لم ترحمهما.

انتشرت شائعات حبهما في القرية، ووصلت إلى مسامع عائلة نور. ثارت العائلة على نور، واعتبروها خائنة لارتباطها بشاب من عائلة "أبو سيف".

سجنوها فى البيت ، وهددوها بقتله إن اقتربت منه مرة أخرى..

امتنعت عن الطعام ، وعن الحياة ..

ذبلت ، أحاطت نفسها بسجن صنعته لنفسها..

تغيرت معاملة الأب والأم لها وأصبحت قاسية لا رحمة فيها..

حتى اختفت ..

فى البداية ظنوا أنها هربت وجلبت لهم العار، بحثوا عنها لمسح آثار الخزي..

حتى وجدوها..

جثة هامدة بجانب شجرة قديمة بعيدة عن البلد ..ذبحت بسكين حاد بلا رحمة..

حامت الشكوك والشبهات حول والدها ، وحول أسرة هاشم حبيبها الذي انهار بعد وفاتها وأصبح كشحاذ رث الثياب.

قضى أياما فى قسم الشرطة ، حاولوا تضييق الخناق عليه حتى يعترف ، ولكن ما وجدوه هو شخص منهار تماما ، لا يتمتم إلا باسم ابنته ..

أطلقوا سراحه حتى يدفن ابنته، وكانت جنازة حزينة تعالت فيها صرخات النساء..

طال البحث ، والتقصي ، وفى النهاية قيدت ضد مجهول!

----------

مضت دقيقة وعمر يفكر فى رد للرسالة الصوتية ..

ضغط زر الاتصال فى التطبيق فلم يتلقى ردا..

أرسل رسالة صوتية " من أنت ؟ أنا علمت أن نور لم يعد لها وجود ، أنت نصابة ومحتالة"

مرت دقيقة ثم أتت له رسالة صوتية:

" فعلا ..معك كل الحق..نور ماتت ، وأنا أختها (سلمى) ..عندما أرسلت طلب الصداقة لأختى الراحلة تحدثت معك وكأننى هى ، أنت الوحيد الذى أرسل طلب صداقة لهذا الحساب منذ عام كامل "

- ماذا حدث لأختك ؟

أرسلت له رسالة قصت فيها كل ما حدث ..

- وإلى الآن لم تتعرفوا على القاتل؟

طال الصمت ثم ظهرت رسالة منها:

- هل من الممكن أن تساعدني فى شىء؟

- بالطبع .

- سأطلب منك طلبا أرجو منك تنفيذه.

طال الصمت مرة أخرى حتى كاد أن يرسل لها حتى ظهرت الرسالة الصوتية ..

فتحها وسمعها ، وعندئذ أدرك أنه أقحم نفسه فى ورطة هائلة للغاية..

(نهاية الجزء الثانى )