نعم يافضيلة الإمام :
"لقد تمتعت المرأة في صدر الإسلام بحقوق لاتزال تفتقدها المرأة المسلمة حتى وقتنا الحالي" .
ويكفي هنا أن أقول: إن المرأة في صدر الإسلام حين أرادت أن تخرج للجهاد خرجت ، وحين أرادت أن تهاجر هاجرت ، وحين أرادت أن تتعلم تعلمت هكذا بكل سهولة ويسر..
بل وحين أرادت أن تكون هي المرجعية العليا في الفتيا ، تم لها ماأرادت وبتسليم تام من قبل أكابر فقهاء الصحابة رضوان االه عليهم ، كما حدث مع أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها .
وهذا كله مما لاتزال تلقى المرأة في سبيله عنتا في مجتمعاتنا مهما كانت الصورة على خلاف ذلك .
نعم لقد تبوأت المرأة أعلى الوظائف وحصلت أعلى الشهادات ، ولكنها لاتزال تعاني من قهر الأعراف والسلطة الذكورية بل والأنثوية ماالله به عليم .
فكم من طبيبة مقهورة ، وأستاذة مستذلة ، وقانونية لاتملك من أمر نفسها شيئا …،
لاغرابة إذن أن يقابل حديثك يا فضيلة الإمام لهذا العام بهذا الكم من ردود الأفعال التي تتسم بقد كبير من الدهشة ، وربما الاستغراب ولاأريد أن أقول الإنكار، وإن كانت هذه الأخيرة هي الحقيقة ، لأننا لانزال نعيش في مجتمع ذكوري وبامتياز ..
فأنا حقيقة لاأتصور أن ماتحدثت عنه فضيلتك بشأن منزلة المرأة في الإسلام يجهله الناس إلى هذه الدرجة . ..
ولكن الأقرب إلى المنطق أن أقول بأن هذا الاستنكار يقف وراءه تيار عام لايحب للمرأة نفسها أن تعلم أنها في الإسلام مكرمة هكذا ، وأن بينها وبين شقيقها الرجل مساواة تامة في القيمة الإنسانية والمنزلة عند الله ، وأنها مبرأة تماما من إثم الخطيئة الأولى ، وليست مصدرا للغواية والشر أو أحبولة الشيطان بنص القرآن الكريم .
باختصار شديد أقول : يافضيلة الأمام لقد أوضحت بحديثك الواضحات فكشفت لنا عن أعقد المشكلات .
وللحديث بقية بإذن الله .