الأصل في فترة الخطوبة أنها فترة للتعارف الجيد ببن الخطيبين -بضوابطه الشرعية - - تمهيدا لزواج ناجح بينهما .
لكن أن تتحول إلى فترة للتصنع وارتداء أقنعة تخفي بمهارة حقيقة الملامح والطباع ، فهذا معناه الفشل فيما بعد أو الطلاق .
وفرق بين أن يحاول كل من الخطيبين دراسة أخلاق الآخر وظروف نشأته وطباعه ومايحب ومايكره - وهذا هو الهدف الأساسي من مشروعية الخطبة - وبين أن يحاول كل منهما استعارة شخصية قريبة من شخصية الآخر ، ويجتهد في إظهار المواءمة التامة بينه وبينه أملا في أن تمر الخطوبة بسلام ويتم الزواج ، وكأن هذه الفترة فخ ينصبه كل طرف لصاحبه بمهارة ، لامشروعا لحياة دائمة أساسها المودة والرحمة والسكن .
والأقبح من كل ذلك هو التدليس والكذب بأن يتراءى الخطيب الفقير مثلا بمظهر الموسر والفاشل بمظهر الناجح ، والتافه بمظهر الجاد ، والفتاة التي لاتحسن صنع كوب من الشاي لنفسها بمظهر الطباخة الماهرة ، هذا فضلا عن اجتهادها في تزييف ملامحها وكأنها ترتدي وجها آخر غير وجهها وروحا غير روحها !!!
ترى ماذا سيحدث بين هذين الخطيبين حين يغلق عليهما باب واحد ؟
حتما سيسعران أو أحدهما بأنه ضحية كذب وخداع كبيرين ، و أن هذا الذي يقاسمه الحياة إنسان آخر غير الذي يعرفه ….
ولكن ماذا بعد ؟
أطن الإجابة معلومة …
ولكن الأهم أن نعلم أن من يغش الناس في كوب لبن يخلطه بالماء ، أو في طعام يبدله بآخر مثلا ، لايقارن جرمه عند الله بمن يغشهم في أنفس مايملكون على الإطلاق : أبنائهم وبناتهم ثم في أنسابهم!!!