ساعة من الليل تسلبك وقارك، تجعلك تارةً ثائرًا ذاقضية وأخرى ثملًا لاتعرف موضع قدمك .. 

 تطوف بأنحاء الغرفة، تخرج وتعود، تعد فراشك للنوم وتطلب من رأسك السلام وتهبك إياه للحظة. 

نومًا متقطعًا لاحقيقة فيه، غير أن عيناك مغمضتان وأنت في حركتك تلك الميت الذي فرَّ وأخيرًا من دنيا الأموات مدعين الحياة، 

لكنك الميت الحي الوحيد فيهم

وحيواتك كُثر

أكثر مما يتطلب الأمر، كلك حي.. 

تتنفس بغزارة، تمشي بهرولة، تبحث بنهم

تحب بكل ذرة في كيانك، وتبكي تبكي كأن كلك بَكَّاء.. 

لا ذنب عليك، أنت الذي تهوى تخليص ذنوبك كل ليلة، تحاول ألا تجعل لأحد مظلمة عندك

تتضرع لله ألف مرة ليقبلك على ضعفك، ليغفر لك على تقصيرك

ليحفظ عليك عقلك على كل محاولات فكاكه منك. 

تعرف ان الله يعرفك

وترجو لو أنك تعرفه حق المعرفة

أنت تعرفه، تراه في كل خطواتك

تسمعه سمعًا بغير سمعك، تتيقن حبه قبل حبك..

تثق في عطفه وانت الذي صنعت منه كيف يتركك ضالًا ورجاؤك هداه.. 

أنت أنت والله هو الله

سيهرب النوم الآن

ستمارس هوايتك المفضلة وتهجرك لبضع ساعات

ستنفصل أنت المادي عن أنت الروحي

لكل منكما حاجاته، لكنكما نقيضان وكيف اجتمعتما! 

جسدًا يرجو الإقامة وروحًا ترغب الفرار

كل يوم هو فيه ألف فرصة للفرار، لو تجرأت لفعلت

لكن الهرب عليك عار، انت الذي عودك قلبك ان تجابه كل مايهابك، نفسك تهابك

ستتجرد من جلدك لو تخليت عن حقك في عيش القصة، عيشها كما اردت

لا كما تقتضيه الفرضيات

الآن هرب النوم وعدت للهلوسات

بينك وبينك ارق او عتاب عذابهما سيَّان..