والله لم أعد أدري أيهم وجهي الحقيقي، الخائف أم اليائس، الصبور أم المستغني، الناظر أم المغتر بالنظر.. عزائي أنني على كل وجوهي أسعى، وبكل أفئدتي أرجو، وبكل جوارحي أجتهد..
هذا بصري الضعيف أدقق به النظر لأرى البعيد الغامض، وهاتان يداي الكليلتان أسند بهما حائط أفهامي المحتار فلا ينهار.. هذا سمعي المشوش بالطنين أرهِفُه لأسمع صوت الأمل المستخفي بين أصوات الشكوك.. وهذه الروائح من حولي تبشرني باقتراب الربيع رغم طغيان المطر..
أنا كل هذه الوجوه وكل هذه الشوارد..
وأنا .. على كل أحوالي أصاحب الأمل، وإن خبت دلالات الأمل..
فإن هي حقا خبت سأقول "جوارحي كالَّةٌ قاصرة"..
ولن أقول أبدا "ذاك أمل بعيد".
جميل جدا ما تكتبين