بعيدا عن صخب العالم، كانت تقع بلدة "ألورا ". سميت بهذا الاسم لنورها المتوهج الدائن وذلك لِميزة فريدة جعلتها مختلفة عن أي مكان آخر على وجه الأرض: لم تنقطع فيها الكهرباء أبدًا.

منذ مئات السنين، عاش أهالي "ألورا " في سلام وأمان، دون قلق من انقطاع التيار الكهربائي. لم يعرفوا ظلمة الليل الحقيقية، ولم يضطروا لاستخدام الشموع أو الفوانيس. كانت منازلهم مضاءة دائمًا، وشوارعهم مفعمة بالحياة على مدار الساعة.

اعتمد اقتصاد البلدة بشكل كبير على هذه الميزة الفريدة. ازدهرت التجارة والسياحة، وجذب الضوء الدائم الحرفيين والفنانين من جميع أنحاء العالم. عاش الناس حياة مريحة وسهلة، دون خوف من انقطاع التيار الكهربائي الذي قد يعطل حياتهم.

لكن كل شيء تغير في يوم واحد عادي. فجأة، دون أي سابق إنذار، انطفأت جميع الأضواء في البلدة. ساد الظلام الدامس، وعمّت الفوضى والذعر بين الناس. لم يعرف أحد ما حدث أو لماذا حدث ذلك؟

في البداية، اعتقد الناس أن الأمر مجرد عطل مؤقت. لكن انقطاع الكهرباء ظل ربع ساعة كاملة ، تحولت مشاعر القلق إلى غضب عارم. لم يتحمل أهالي "ألورا" العيش دون كهرباء طوال الربع ساعة . اعتادوا على الراحة والسهولة التي وفرتها لهم هذه الميزة الفريدة، ولم يكونوا مستعدين للتخلي عنها.

خرج الناس إلى الشوارع مذعورين ، احتجاجًا على انقطاع التيار الكهربائي. طالبوا بحل سريع للمشكلة التى من الممكن أن تتكرر ، وهددوا بالتمرد إذا لم يتم استعادة الكهرباء. حاول كبار السنّ تهدئة الناس لكن دون جدوى.

ازدادت حدة الاحتجاجات، وتحولّت إلى أعمال عنف. هاجم المتظاهرون مبنى البلدية، ودمّروا بعض المتاجر والمنازل. سادت الفوضى في "ألورا" لأول مرة في تاريخها، مطالبين الحاكم بشرح السبب، ومعاقبة المسئول.

في خضمّ هذه الفوضى ، ظهر حكيم البلدة بعد أن استعان به الحاكم ليسيطر على مقاليد الأمور ..

فكر الحكيم كثيرا ، ثم ابتسم و أيقن أنه توصل إلى الحل ..

ظهر على شاشة التلفاز و خلفه صورة لإحدى الدول النامية فى العالم الثالث، أشار لهم عليها وهو يقول:

- هذه الدولة ينقطع فيها التيار الكهربي يوميا ولمدة ساعتين وأكثر، وطوال العام .

صمت لحظة ثم ألقى بالمفاجأة:

- وينقطع فى فصل الصيف أيضا.

لم يصدق الجميع ، اتسعت عيونهم ذعرا وخوفا من أن يصيبهم هذا الأمر. وبمجرد التخيل انهارت النساء ، وصرخ الأطفال ، وارتجف الرجال..

وصلى الشيوخ والقساوسة صلاة شكر ، وتمتموا أدعية لإطالة عمر الحاكم.

تمت