هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

 arhery heros center logo v2

                    من منصة تاميكوم

آخر الموثقات

  • ناسا تكتشف كوكب جديد | 2024-05-14
  • وسلامٌ على الباقيين | 2024-05-04
  • أكثر ما يريح قلبي | 2024-05-12
  • ابنتى لا تقرأ كتبى | 2024-03-03
  • لماذا هرب الشباب إلى الشات؟ | 2024-03-13
  • عربات القهوة فى شوارع القاهرة | 2023-01-20
  • أخلاقنا الجميلة …… خطوة جاءت فى موعدها | 2022-10-11
  • الحياة ليست مكتب تنسيق | 2022-08-25
  • ماذا حدث لقلوب المصريين؟ | 2022-07-29
  • كُلْ عيش | 2022-06-24
  • بناء الإنسان لبناء الأوطان | 2022-07-08
  • فاتها قطار الزواج | 2024-03-21
  • الانتماء إلى الحقيقة | 2024-04-01
  • قصتي مع الصين | 2020-10-13
  • منطق الطير | 2012-12-02
  • على سبيل التحذير والتنبيه: منشور خطير عن النبي | 2018-03-26
  • اليتيم المربي | 2015-02-14
  • وجهة نظر إيمي | 2007-05-03
  • لست جديرا بالبديل | 2021-01-23
  • طاقة الحياة | 2017-03-22
  1. الرئيسية
  2. مدونة دينا عاصم
  3. بيب بيييييب

أسرعت الخطا وهي تحمل حقيبتها السوداء على ظهرها، قطرات العرق تلمع على جبينها، فتخرج منديلا ورقيا من جيب سروالها الجينز الذي يفسر كل ما تحته بصدق شديد، مسحت به وجهها وجبينها وهي تحاول ضبط الطرحة التي انزلقت للوراء لتظهر خصلات سوداء مفرودة بالمكواة بشكل واضح كأنما تسللت عن عمد.تتوقف لاهثة منتظرة أن يهدأ سيل السيارات المارة حتى تعبر الطريق الذي يقف على رصيفه الثاني سيارات الأجرة التي قررت أن تركب إحداها.يهدأ الطريق قليلا فتسرع الخطا نحو نهر الشارع لتسمع أزيز فرامل إحدى السيارت وصوت يثقب اذنها "بيب بيييييب" تشهق من الخضة وتنظر يمينها لتجد سيارة فاخرة تقودها سيدة جميلة حقا، يلفتك جمالها من أول نظرة، تتوقف السيدة وتنظر لها برعب ثم ارتياح، لكن الفتاة تنظر لها بغل شديد، وتتمتم بصوت مكتوم، "يخرب بيت اللي ركبهالك"تعبر الفتاة بتؤدة لا تليق باستعجالها السابق، لمجرد أن تستفز السيدة قائدة السيارة التي تبادلها نظرات مختنقة غيظا،عبرت الطريق وتوجهت لتستقل إحدى سيارات الأجرة وهي تزفر في  ضيق قررت بسببه أن تنظر من الشباك لتنفصل تماما عن من يجاورها من الركاب.ما إن سارت السيارة قليلا حتى توقفت في إشارة مزدحمة، ألقت الفتاة أنفها ووجهها خارج السيارة الأجرة التي تملأها روائح عرق مختلفة وعطانة أظهرتها سخونة الجو فأرخت وجوما ثقيلا على وجوه من في العربة، ابتعدت بكامل جسدها متوجهة نحو الشباك حتى لا تصطدم بمن يجلس بجانبها حتى ولو بنظرات نارية كطبعها.لفت نظرها السيارة الفارهة الواقفة بجانبها، نفسها التي تقودها السيدة، شعرت بالحنق الشديد، فالجو حار والهانم التي كادت تصطدم بها تجلس بكامل زينتها في السيارة المكيفة المغلق زجاجها بلتأكيد على رائحة بارفان غالي الثمن، ولا على بالها، لعلها نشأت في أسرة غنية وتزوجت بمن يماثلها، أو لعلها كانت فقيرة جاهلة وفتح لها جمالها الأبواب، ولم لا فمظهرها يليق براقصة ! راودتها أفكار مضنية ساخرة فحدثت نفسها "بالتأكيد لم تكن زميلتي بكلية الصيدلة، ولم تعمل مثلي في تسويق الأدوية والعقاقير ولم تنتظر بالساعات حتى يمن عليها طبيب أو طبيبة بتكبرهم المعتاد - رغم أن الفارق بيني وبينهم درجة أو درجتان في الثانوية العامة - بمقابلة سريعة متأففة" تشعر بمزيد من الاختناق وبخط رفيع من العرق يسري خلف رأسها واصلا "لياقة القميص"، خاصة حين تلقي عليها السيدة نظرة مسترخية يرتسم خلفها شبح ابتسامة، نعم، تعرف تلك الابتسامة المتشفية تماما مثل ابتسامة "رنا" زميلتها بالجامعة، ابتسامة فائز منعم. يالها من لئيمة، كأنها انتقمت منها لمشيتها المتأنية المستفزة وهي تعبر الطريق.تفكرالسيدة، تلك الفتاة لعلها كانت تسرع لتلتقي حبيبا على الرصيف المواجه، يا الله من أين يأتي هؤلاء فإذا ما لمسناهم هاجوا وماجوا كانما بيننا وبينهم ثأر، ثم فيم العجلة؟ لديها العمر كله، العمر كله نعم نعم، لكن مظهرها لا يوحي أن بجانبها شخص، وما هذا البنطلون الضيق الذي لا يليق بحجابها، المصيبة أنهن يعتقدن أنهن افضل من غير المحجبات بهذا الغطاء الذي يعتبرنه ميزة لهن مع أننا الأفضل بلا شك، فنحن لا نتمسح بالدين ونتحايل عليه بالملابس الضيقة مثلهن، كل هذا لا يهم حسبها راحة البال، لعلها ذاهبة لتلتقي صديقاتها بعيدا عن..... تتنهد لتلوذ أفكارها بالصمت.  تتململ الفتاة في جلستها تريد أن ينتهي المشهد الذي ترى أنه انتهى لصالح غريمتها، ترى ما الذي يجبر امرأة مثلها على الخروج في هذا الوقت القائظ ومزاحمة خلق الله الغلابة الشقيانين، لعلها متوجهة للنادي أو للكوافير، تلك النظرة اللئيمة التي وجهتها لي تؤكد أنها ترفل في العز، يا لها من... وقبل أن تكمل انطلقت السيارات وقد نبحت أبواقها "بيب بيييييب" استعجالا بعد انفراجة الإشارة، لتذهب كل منهما في طريقها وقد جمعتهما زفرة ارتياح.صعدت الفتاة عدة درجات على مدخل عمارة فاخرة ضخمة تتوسط الميدان الشهير وقفت في طابور أمام المصعد  حيث تعطل مصعد آخر مما اضطر الناس للوقوف في طابور أمام المصعد الوحيد بالعمارة، ظلت الفتاة تتأفف وتنظر حولها بنفاد صبر، ما الذي يجري اليوم منذ قليل كدت أموت في حادث مروري، والآن المصعد معطل والجو حار بشكل غير محتمل، ما هذا العذاب يا ربي!في الدور السابع تخرج الفتاة متوجهة لعيادة الطبيب الشهير وهي تدعو الله ألا يكون هناك ازدحام، تعلم أن الإصابات زادت وتزداد يوما بعد يوم وان هؤلاء المرضى أنهكتهم جلسات الكيماوي الذي تسوِّق له شركتها مع بعض الحبوب التي تتعامل مع الهورمونات ما يزيد من المأساة، لذا فهي أهدأ ما يكون مهما تأخرت في تلك العيادة بالذات لعدة أسباب، ليس التعاطف أولها بل لوجود الطبيب الوسيم العطوف الذي يمتلك وجها وجيها وصوتا رخيما يستحق ان تقتطع من وقتها لتبقى أطول فترة ممكنة في انتظاره، ثانيها يأتي التعاطف الشديد مع المرضى بهذا الابتلاء، 

أخرجت من حقيبتها بعض الأوراق وعينات الأدوية تتأملها وتراجع بعض خواصها حين سمعت صوته الرخيم يضحك وينفتح باب حجرة الطبيب، تتابعه نظراتها الولهى وقد ارتسمت في عينيه ابتسامته العطوف للواقف خلف الباب وهو يقول "هذه آخر جلسة وبعدها إن شاء الله سنعيد التحاليل ولكني متفائل بالشفاء" دفست وجهها بين الأوراق، فسمعت صوتا رقيقا يجيبه بطيبة وتسليم شديدين "يا رب دكتور، يا رب" رفعت عينيها مرغمة متطلعة للصوت فإذا هي السيدة قائدة السيارة، التقت نظراتهما بنظرات الطبيب في اجتماع ثلاثي غريب وعابر شعرت الفتاة بصدمة فأرخت جفنيها سريعا وعادت لأوراقها تعبث بها متظاهرة بالانشغال وقلبها يدق بشدة، اختلطت مشاعر الحزن بالندم بالتوتر والحرج مما زاد ارتباكها فوقعت الأوراق على الأرض، أسرع الطبيب العطوف يجمع معها الأوراق وهو يردد بصوت شفيق "دوما أتعبك معي يا دكتورة، كان الله في عونك على هذا المشاوير الطويلة المنهكة" فيما وقفت السيدة وقد انتقلت لها عدوى الارتباك والندم والحزن.

التعليقات علي الموضوع
6 تعليق
  • يا لروعة الكلمات رائعة حقا ،لو التمس كل منا العذر لصاحبه لهدأت نفوسنا وقلوبنا، وهناك صوت من بعيد ف القصة يقول لا تغرنكم المظاهر وآخر يقول لا تؤتى الدنيا كاملة مكملة لأحد وما ينبغي لهاسلم النبض والشعور????  
  • يا لروعة الكلمات رائعة حقا ،لو التمس كل منا العذر لصاحبه لهدأت نفوسنا وقلوبنا، وهناك صوت من بعيد ف القصة يقول لا تغرنكم المظاهر وآخر يقول لا تؤتى الدنيا كاملة مكملة لأحد وما ينبغي لهاسلم النبض والشعور????  
  • يا لروعة الكلمات رائعة حقا ،لو التمس كل منا العذر لصاحبه لهدأت نفوسنا وقلوبنا، وهناك صوت من بعيد ف القصة يقول لا تغرنكم المظاهر وآخر يقول لا تؤتى الدنيا كاملة مكملة لأحد وما ينبغي لهاسلم النبض والشعور????  
  • يا لروعة الكلمات رائعة حقا ،لو التمس كل منا العذر لصاحبه لهدأت نفوسنا وقلوبنا، وهناك صوت من بعيد ف القصة يقول لا تغرنكم المظاهر وآخر يقول لا تؤتى الدنيا كاملة مكملة لأحد وما ينبغي لهاسلم النبض والشعور????  
  • يا لروعة الكلمات رائعة حقا ،لو التمس كل منا العذر لصاحبه لهدأت نفوسنا وقلوبنا، وهناك صوت من بعيد ف القصة يقول لا تغرنكم المظاهر وآخر يقول لا تؤتى الدنيا كاملة مكملة لأحد وما ينبغي لهاسلم النبض والشعور????  
المتواجدون حالياً

1102 زائر، و5 أعضاء داخل الموقع