هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

 arhery heros center logo v2

                    من منصة تاميكوم

آخر الموثقات

  • المكتئب المبتسم | 2024-05-15
  • أخبرهم إنني لم أنتوي حبك | 2024-05-15
  • بقايا حلم  | 2023-05-14
  • التُهمة بطّيخ | 2024-05-14
  • رسالة لصاحبي فلان | 2024-05-14
  • الموال المحكي القصصي الملحمي | 2024-05-14
  • لا يفهمونه جيداً !!  | 2024-05-14
  • اليوم الأخير  | 2024-05-14
  • هل البوكر مسابقة تشجيع؟ | 2024-05-14
  • يومٌ لانِهائيّ  | 2024-05-14
  • روح يا حمام لا تصدق أم هيام - هنا الفيوم - وادبحلك طير الحمام | 2024-05-14
  • نداء لمراعاة حق الثقافة العلمية المهدور | 2024-05-14
  • العشق صانع الأضداد في حياة أبي العتاهية | 2007-02-05
  • الشهر العالمي للتعربف بارتفاع ضغط الدم | 2024-05-14
  • مات ومسمعهاش | 2024-05-14
  • معارك الروح و الجسد | 2024-04-25
  • الباب الموارب | 2024-05-02
  • تحت ظلال الزيتون | 2024-05-04
  • ناسا تكتشف كوكب جديد | 2024-05-14
  • وسلامٌ على الباقيين | 2024-05-04
  1. الرئيسية
  2. مدونة د.آيات القاضي
  3. العبور بين موتين

في السابعة صباحاً وفي يوم يشبه السابق من الأيام في رتابته إلا من خبر ليس بجديد النكهة ولا قديم الوقع، خبر يحمل في طياته مفارقات الموت والحياة كما هي حال المدن المتعبة.." وقد تأهب آلاف اللاجئين السوريين في تركيا لموجة هجرة جماعية نحو أوروبا، ضمن حملة أطلق عليها اسم (قافلة النور)".

أعادني ذلك الخبر إلى مشهد التهجير الأول، وتجربة العبور بين موتين...

لتجربة اللجوء في الذاكرة السورية رائحة بطعم الغرق

لتجربة الهجرة واللجوء رائحة في ذاكرة السوريين تفوح كلما لاحت أيدي العالقين على الحدود الشائكة خلف كاميرات التصوير ، حيث للإنسانية هنا موقف آخر،  فتدير ظهرها لماضي هذه المدينة الضاربة في التاريخ، وتقف جانباً مع غير المعنيين بالحادثة بقدر ما يعنيهم وقع الخبر، الإنسانية هنا تعمل كصحفي حيادي تسجّل أسماء العابرين وتحصي عدد الغارقين والناجين والراحلين والقتلى والمفقودين .. يتم توثيق ذلك في الأرشيف المسموع والمقروء والمرئي ثم تطوى صفحة الملف السّوري، هكذا يتم الأمر.

 أن تجرد الإنسان من جوهره وتحوله إلى خبر عاجل للصحافة، أو مادة للأرشفة.

" أهمية القوارب المطاطيّة تساوي في قيمتها حياة إنسان برمتها"، نعم هذه إحدى مغالطات المنطق في زمن الحروب والانكسارات.

شيء ما تحرك تحت أنقاض الذاكرة البعيدة للسوريين إثر انتشار خبر القافلة.. 

شيء عاد بنا إلى أمكنتنا الأولى.. حيواتنا الماضية.. لمحنا أطياف من تركنا خلفنا.. وظلال ما تركنا خلفنا..

 صوت الأبواب المتآكلة إثر الصدأ الحاصل من عوامل المناخ.. وأشياء أخرى تتعلق بالفقد ذلك أن للبيوت روح أيضاً ..تحنُّ وتفتقد..

مغامرة عبور جديدة.. تقامر بما تبقى من الحلم القديم

حلم أن نحصل على تصريح بالانتماء لأرض تعي جيداً معنى أن الانسانية لاتتجزأ..

من أقسى التجارب الإنسانية أن تعيد تشكيل ملامحك المفقودة عند حدود وطن يحتضر..

أن تبحث عن أرض صالحة لطينك البشري

أن تعيد خلق نفسك في مكان لا تألفه .. وربما لن تألفه ولكنه يقبلك وتقبله.

أن تبدأ رحلة العبور بقافلة النور

قافلة النور اسم على أمل المسمى

حين قرأت اسم القافلة  تساءلت ما مدى العتمة في قلوبنا نحن السوريين كي نسمي كل ما يومئ لمنفذ نجاة ولو ضئيل بمفردات الضوء.. حال الغريق الذي يستجدي من السماء قشة ويحسبها زورق النجاة ..

إنَّ كل ما يعني قطار القافلة البشري هو أن تترفق بهم الأرض، أن لا تلفظهم، وكل ما يهمهم هو الوقوف على أرض ثابتة بعد كل هزات الكيان الإنساني التي دّقت أفئدتهم وأرواحهم، " مصابون نحن بقلوبنا، حين ركلت أقدام الحرس الحدودي واحدنا دون رحمة، مصابون نحن بأرواحنا حين أغرق الأمن البحري قوارب أطفال تستغيث".. هكذا عبر أحد العابرين بالقافلة عن الوجع المشترك.

ما معنى أن تُغرق طفلاً.. أن تركل رجلاً.. أن تتجاوز حرمة امرأة.. لا لشيء إلا لأن الإنسانية تتجزأ حين تدخل الهوية ولون البشرة واللغة في المعيار الأخلاقي.

المشهد العام للقافلة عن بعد، حشود بشرية تتكتل مشكلة قطار عبور يجمعها هدف واحد.. هدف الحياة الكريمة أو الموت الرحيم.

ولكن إن اقتربنا بالرؤية أكثر سنرى أجسادًا مترنّحة ووجوهًا متعبة وأرواحًا تنظر إلى الأعلى بعين الفقير من كل شيء إلا من عدل السماء.

التعليقات علي الموضوع
تعليق واحد حتي الآن
المتواجدون حالياً

175 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع