مرَّ وقتٍ طويل منذ أخر مرة رأيت فيها انسانًا حقيقيًا، ليس بمدلول اللفظ المجرد انسان من لحمٍ ودم..
انما شخصًا تشعر في حضرته بأن الأولوية للحقيقة ، التي لايشوبها اصطناع أو تزييف.
وكلما أردت أن التقي أحدًا يُعرِّف الأشياء بمعناها لا بما فرضته الماجريات أحضرت مرآتي وحدقت بدقة، أراقب الإنسان فيَّ أخاف أن يفر تاركني، او يستعير وجهًا غير الذي عرفه عن نفسه
الشوارع تريب وتثير في النفس الفزع، للحظة تظن الجميع ميتًا ووحدك الحي، أو كلهم أحياء في حياتهم وأنت الدخيل عليهم من حياة أخرى، لاشي فيهم فيك، ولا علاماتهم تشبه علاماتك
تتفقون في الهيئة وتختلفون في كل ماعاداها.
انت بين خيارين، تستنسخ من نفسك واحدًا يتكيف معهم فتأنس بجمعهم الذي لايشبهك، او تعيش هكذا بانفرادك وحيدًا بينهم، لافكرة عندك تلتقي بأفكارهم
طفلًا يحبو وسط عمالقة يهرولون باحثين عن أشياء لاتجدي، لايهمهم المعنى قدرك..
لايبحثون عن الكيف، لاتلمع أعينهم أبدًا إلا للكمِ
تبحث أنت عن أشياء داخلية في أعمق نقطة من العالم، ويبحثون عن الظواهِر
لاتستطيع التنظير عليهم لا تتيقن إن كنت على صوابٍ أيضًا، لن تقوى عود ادراجك ، ولايمكنك تجاهل كل شعور بريئ فيك
هكذا خلقت ولاتعرف سبيلًا للتبرؤ منك
حرب لاعدل فيها، طرفاها انسان بنفسه وعالم بكل دفاعاته، من ينتصر!