تخاف أن تيأس ... فتهدم بقية الأمــل في قلوب الآخرين ... ربما ما زالت تتعلق بأملك
وتخــاف الفرح ... فتباغتك الضربــة القاصمــة ... وتعــرف أن لكـ زمنــا تنتظــر ...، بينما إنتهى كل شيء والجمع انفض ..
يمر عليك الآخرون فينظرون بشفقة .. "
ويمر عليك طيف الأحبــة تجــده صامتــاً ... للقسوة والتجاهل هو أقرب ..،
ربما تهرول خلفه صارخاً:-"ألا تعرفني يا حبيب ... أنا حبيبك ..!!"
فيجيبك :" متي وأين؟! ... إليك عني لا أعرفك ولا تعرفني وأفضل لك أن تنسي فتريح نفسك وتريحني...!!"
تُكَذّب عيناك... لا بل حواسك الخمس ...
لا يمكن أن يكون صوته ولا صورته ولا ملمس يداه
أثر كلماته في الحلق كالعلقم ...،، ما عاد يمنحنا شهداً...
ستقول لنفسك :"لابد أني كنت أتخيل ...،، لا يمكن أن ينساني الحبيب ...،، ربما فقط هي مشاغل الدنيا ...."
ثم تعود مكانك فتنتظر
ويمر عليك الآخرون فيتصعبون....:"
***************************
عرفتها في آخر سنة للمرحلة الإبتدائية ..
لازلت أذكر أول يوم في الصف الأول الإعدادي ..دخلت الفصل وقلبي ينتفض خوفاً من ألا أجدها معي
لكن القدر كان يكتب صفحات قصتنا الأولى .. فكان وجهها الحبيب أول ما طالعني:)
كبرنا ولصبانا ألف قصة
.. كانت صديقتي الوحيدة .. ومستودع سري .. ..،
سري الذي لم يتعدى قلق الفتيات المعتاد من تغيرات مرحلة البلوغ إذ تتفتح عيونهن ومشاعرهن فجأة ..،
كنت أخجل من أبي وأمي وجيراني وزملائي ومدرسيني .. وعندها فقط أجد الوطن ،،!!
أيام جنون وبراءة ومستقبل غامض نتطلع إليه بأمل .. ونتكئ على بعضنا في فك رموز شفرات حياة (الكبار)
كنا نقرأ سوياً في الدراسة .. ونقرأ الروايات سوياً في الإجازة ..، تبنينا حلم مشترك بأن ندخل مجال الصحافة وندرس الأدب العربي
تعاهدنا ذات يوم على أن أسمي إبنتي باسمها وتسمي إبنتها باسمي ..
كنا نفترق وفي قلبي دعاء ملح للإله بأن يحفظها لي ويديم دفء لحظات قربنا
صداقة دامت 12 عام .. إختتمناها بحكمة ( أحبب من شئت فإنك مفارقه )
عرفت صدفة بحته بيوم زفافها في نفس اليوم وحزنت بشدة لا لأنها لم تهتم بدعوتي .. ولكن لأنها حرمتني مما طالما حلمت به بأن أشاركها فرش شقتها وتجهيزها للعرس وأمسك بجوارها شمعة !
بعد ذلك ب3 أعوام تقريباً إبان عودتي من عملي أوقفت عربة ( ميكروباص ) فتوقفت لينزل منها رجل يحمل طفلة ..شعرت بأني رأيته من قبل .. ( أين ؟؟. أين ؟؟)
كانت الإجابه ورائه .. زوجته إذ تنزل من السيارة ..
تسمرت في مكاني واستسلمت لقشعريرة باردة..
إلتقت عيوننا .. فتذكرتها ولم تتذكرني !
عبرت من خلالي وهي تمسك بيد ابنتها .. بينما ظللت في مكاني أراقبها حتى غابت
تنهيدة حارة إنطلقت من أعماق قلبي .. ربما مع بعض الدموع وراح شريط ذكريات عمرنا بأفراحه وأتراحه يمر أمام عيناي
تأملت حكمة الله في اللقاء والفراق .. في الحب والنسيان .. ما من شيء دائم إلا هو .. وما من أحد جعل أمله في مخلوق إلا ذاق الذل والألم
إنه الإنسان .. وإنها الحياة