كل عام وانتي بخير يا عمه نونه
"عيد ميلاد سعيد يا صغيرتي"
بادلتهم التهاني والبسمات ... لن يطفح الكيل أمام الناس ابداً
الناس ؟! هي فقدت الثقة منذ زمن بكل مخلوق على الارض ..،
أخيراً انفض الجمع .. واختلت بنفسها
تأملت في المرآه شعرها المصبوغ .. والتجاعيد التي تجرأت على جانبي الشفاة ..!
بلا أطفـــــــــال !!
بلا عمــــــــــل!!
كل الصديقات ودعتهن إلى بيوتهن بالزغاريد .. وعادت منهكة كأنها عادت لتوها من قبورهن
وما الفارق ؟ فهي لن تري إحداهن أبداً بعد الزواج كي لا تلمح نظرات الشماتة والغرور في عيونهن
كل واحدة لها نصيب من الحب والخطوبة والزواج إلا هي ..
والغريب أنها ليست قبيحة .. بل هي مقبولة إلى حد ما .. ثم إن القبيحات في العائله تزوجن فما عداها هي؟!
في مراهقتها كانت لكل فتاة في الصف صوره شاب تخبئه في كتاب المدرسة ..
لم يكن عندها واحدة .. ولا واحد..، لهذا كانت الغيرة السبب الأساسي الذي دفعها إلى البلاغ عنهن لدي ادارة المدرسة
أقنعت نفسها أنها الأفضل لأنها تخطت فترة المراهقة بلا جروح ولا تجارب ولا خسائر
عندما تقدم العريس طالبا يد أختها الصغري عاملته بتكبر وإستعلاء وسخرت منه .. ستغطي بالتكبر خيبة أملها وتجابه به نظرات الشفقة
ترى أخيها كيف عاند الأب والأم للفوز بمحبوبته ( المعصعصة ) لأنه أبله بالتاكيد وذوقه منحط !
تزوجت الأخت والأخ وأنجبوا ...
علمت أن شأنها لن يهتم به أبداً سواها..، ستعيش واحدة بلا واحد..! ستبقي أرضها عطشى إلى يوم القيامة
فلماذا مساحيق المودة التي يتصنعها الجميع من أجل مصلحة ما ؟
أورثها هذا حدة طباع ..، نتج عنها تجنب الجميع وازدرائهم
زغاريد الجيران تمزقها .. ونظرات أمها تكويها
..، وصوت صراخ عيال إخوتها يحطم بداخلها بقايا الصبر "
وما ذنبها في خلقتها .. وما ذنبها في أذواق الرجال التي تطلب بالفتاه كل جميل وكأنه هو أجمل رجل في الكون..!
لا تنال من الرجال إلا دفعاتهم وركلاتهم في المواصلات العامة
حتي الأفلام والمسارح قائمة علي فكرة الحب والزواج .. وهي سقطت سهواً من دفتر الحب
كتب لها ألا تذوق طعم الأمومة .. وأن تعيش بين نظرات الشفقة وسلاطة اللسان
ثابت إلى رشدها مع آذان الظهر لليوم التالي
جففت دموعها ...
وأرسلت إبن أختها ليشتري زجاجه صبغة..
لأن الأولي نفذ محتواها