هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لن يغير من الحقيقة شيئا | 2024-07-26
  • لا لمسؤولية بيت ابني المتزوج | 2024-07-26
  •  دراسة التاريخ ليست إلهاءً | 2024-07-26
  • دَغبَش | 2024-07-25
  • الحرب والشتاء  | 2024-07-25
  • مرة أخرى | 2024-02-08
  • أول ساعة فراق | 2024-07-26
  • لحم معيز - الجزء السابع والأخير | 2024-07-25
  • لم أكن أعرفك … | 2024-07-26
  • لماذا المنهج الصوفي أفضل من السلفي؟ | 2024-07-26
  • الإنتاج هو الحل،، كبسولة | 2024-07-26
  • وكلما مر عليه ملأ من قومه !!!!! | 2024-07-25
  • ماتت سعادتي | 2024-02-05
  • دواء الدنيترا و سرعة ضربات القلب ، حالة خاصة ، ما التفسير؟ | 2024-07-25
  • انت عايز تتربى  | 2024-07-24
  • سيدات ثلاثية الأبعاد | 2024-07-24
  • أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه في رؤيا منامية، هل تلزم الرائي ؟ | 2024-07-24
  • المعنى الحقيقى للزواج فى زَمَنِنا هذا | 2024-04-05
  • الفجر والغسق | 2024-07-24
  • ليس محمد صبحي !! | 2024-07-24
  1. الرئيسية
  2. مدونة زينب حمدي
  3. الثقافة وفن تقديم الفكرة ،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :)

الثقافة كلمة فخمة راقية متعددة الأذرع والأفرع وكلها " فنون " ..،، فنون أدبية .. فنونة إعلامية .. فنون تطبيقية وتشكيلية
تتمحور جميعها في النهاية حول تقديم "فكرة " ما للقاريء أو المشاهد أو المستمع ..،،
ولكن تقديم الفكرة نفسها يختلف من فنان لآخر .. كما لو أنني عرضت عليك كوب فارغ مثلاً وطلبت من كل عضو أن يصف لي ما يراه لاختلف كل واحد في التعبير عن فكرة وجود كوب فارغ بيننا .. كل حسب ثقافته ولغته وحالته النفسية المتقلبة ..،،

لذا نستمع لنفس الأغنية من أكثر من مطرب فنجد لكل منهم مذاق مختلف برغم أنه يقدم نفس اللحن ونفس الكلمات !
لذا تتعدد عندما تعاد الأعمال الدرامية القديمة في ثوب جديد نجد لكل فنان شخصيته المستقلة التي يطبع بها الدور في أذهاننا .. فنجد لشخصية "ريا" مثلا مذاق مختلف بين الفنانة "شادية" والفنانة "راقية ابراهيم " ومذاق مختلف تماما عندما قامت به " عبلة كامل "
الفكرة في الفيلم القديم كانت تريد إخراج ريا كمجرمة آثمة تربت على الرزيلة وكأنما هي الشيطان ذاته .. لتبرر بذلك نهايتها العادلة وتهيء للمشاهد تقبل الإعدام لها بصدر رحب بل وينفعل مع الشرطة ويطالب بالتعجيل في القصاص ..
الفكرة في المسرحية تختلف .. فهي تقدم ريا كضحية لظروف إجتماعية سيئة إنزلقت رغماً عنها في الخطيئة وبذلك تبكي كمشاهد في نهاية المسرحية وتتمنى ألا تلقى ريا وعائلتها الظريفة خفيفة الدم المصير العادل وربما تطلب لروحها الرحمة !
نجد في المسلسل الذي قامت ببطولته "عبلة كامل" نفس الشخصية ولكن بفكرة أكثر توازناً ..، لم تظهر ريا كمجرمة ضالعة في الإجرام .. ولم تظهرها كضحية ولكنها تناولت الأمر من منظور إجتماعي وسياسي كمن ينظر للأمور من أعلى لتقدم نظرة أعم وأشمل عن المجتمع الذي انبثقت منه ظاهرة ريا وسكينة ..،

هنا تنفعل أنت كمشاهد مع كل عمل درامي بشكل مختلف مع أنها نفس القصة لنفس الشخصية ..، ولكن المنظور السينمائي لتناولها هو ما يجعلك مع أو ضد وفي النهاية أنت تشاهد وجهة نظر أصحاب العمل من مخرج ومؤلف وممثل .. لا تقرأ في كتاب تاريخي أو في مرجع حقائق كانت !
حتى لو أردت تناول الحدث بشكل عام ( وليس ريا وسكينه فقط :) ) فإنك ستندهش من اختلاف المؤرخين عبر التاريخ في صياغة الأحداث كل حسب وجهة نظره ..، فهذا مع الفتوحات العربية يراها ضرورة سياسية وسنة كونية كانت من قبل في كل العصور وفي كل المجتمعات والدول .. وآخر يراها دموية وإراقة دماء وتعدي لا يليق بأصحاب ديانة سماوية تدعو إلى الرحمة ..،
وكلا منهما يسوق الأدلة والبراهين على صحة حجته التي أدت إلى ما يؤمن به !

أذكر أني قرأت في طفولتي قصة مترجمه عن حياة القائد التتاري " جنكيز خان " يبدو أن من كتبها هو من بلاده لأنه يراه بطلاً قومياً ..، ورحت أبكي عقب انتهاء القصة وأحلم بجنكيز خان عريساً لي وفارساً يخطفني عبر السهول والهضاب !! لاحقاً عرفت من هو جنكيز خان وأنه كان ليخطفني بالفعل لو كنت في عصره كسبية من سبايا قومه من الرعاع !

وكذلك قرأت رواية عن البطل الإنجليزي " روبن هود " وكيف أحب الملك ريتشارد قلب الأسد واشترك معه في كل حروبه فانفعلت مع الروناية وأحببت كلاهما وما كنت أعرف أن حروب روبن وريتشارد المقصود بها الغزو الصليبي على بلاد الإسلام واحتلال القدس !!

كذلك حتى وقت قريب جداً عرفت أن شجرة الدر توفت ضرباً بالقباقيب وليس غرقاً في المغطس كما قدم فيلم وااسلاماه !!
هكذا تقدم الرواية للقاريء فكرة .. هي فكرة المؤلف ونظرته وليست الحقيقة مجردة ..،
وقد انتبه الغرب إلى ذلك فقام بنوع من الغزو الثقافي لنا ليشوش علينا المفاهيم ويخلطها ببعضها ويهيء للشعوب العربية تقبل فكرة الصداقة مع الشعوب الغربية بل واسرائيل ونشأت أفكار العولمة مصاحبة للتطبيع ومعها غرقنا في ثقافات أمريكية تبدأ من رواياتهم المترجمة التي تحمل عاداتهم وكذلك أفلامهم ومسلسلاتهم ..،
الان نشهد صفحة تاريخيه في مصر والوطن العربي .. أجزم أن الغد يحمل للجيل القادم رأيان .. أحدهما مع ثورات الربيع العربي وضد ما يحدث بمصر الآن ..، والآخر يتبنى نظرية المؤامرة وسيمجد كثيراً في الجيش المصري والسوري ويعتبرها ملحمة تاريخية ..
وسيحتار الأحفاد كثيراً أي الرأيين على صواب كما حيرة بعضنا عندما يطرق التاريخ بحثاً عن حقيقة كانت في عصر من العصور ..

تبقى الفنون فنون :) أعمال إبداعية راقية سواء اتفقت أو اختلفت مع الحقيقة ..

نقرأ - نشاهد - نستمع لنستمتع لا لنعتنق

تحياتي ،،

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

363 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع