الحيرة .. هي حالة تنتج دائماً عندما تتساوى الطرق والخيارات أمام الإنسان ..
والطرق تتساوى غالباً عندما يغيب (الخيار المميز) الذي يميل إليه العقل أو القلب ..
عندها تمر السنيين ويظل الإنسان في مكانه يشاهد وفقط بدون أي خطوة إيجابية للتغيير خوفاً من المجازفة
تتوقف مدة حالة الحيرة على طبيعة الإنسان وقدرته على حسم إختياره بترجيح إحدى الطرق المتساوية متحملاً بذلك تبعات إختياره سواء كان الأفضل أو الأسوء ..،
ولكن ربما يتوقف قبل الخطوة الأخيرة متسائلاً .. هل هو فعلاً الإختيار الصحيح ؟؟
=====================
أمقت التسوق !!
هذه حقيقة تتناسب عكسياً مع تصنيفي كأنثى ..، أمقت المحال التي تتراص على واجهتها الزجاجية موديلات الملابس أو الأحذية أو الحقائب ..، لا أفهم كيف تكرس السيدات والانسات أياماً بعينها لدخول كل متجر تقع عليه أعينهن وكيف يطقن البحث وسط أكوام الملابس ناهيك عن قياس أكثر من 100 ثوب لتقرر في النهاية أنها لم تجد ما يناسبها فيهم !!
كيف يجدن السعة النفسية لمجادلة البائع للحصول على أقل سعر ممكن وقد تستمر المجادلة في المتجر الواحد أكثر من ربع ساعة كاملة .. ، ناهيك عن تقبل التزاحم والتدافع والانتظار بخارج حجرة القياس حتى تنتهي الأخرى من قياس الأثواب العشر التي اختارتها !
والجميل في الأمر أن جميع المتاجر تعرض ذات البضاعة ولكن لا حمقاء غيري تلحظ ذلك ويصر النساء على تجربة ذات الموديل في كل محل وتكرار نفس تجربة الجدال مع البائع والتدافع مع الزبائن
أرى في كل هذا نوع من العذاب جدير بالأساطير الإغريقية ..!
لماذا لا نحفظ متجر أو اثنيين ونتجه اليهم مباشرة لشراء ما يلزمنا ؟ لماذا يجب علينا البحث في كل مكان على وجه البسيطة وتجربة كل شيء أولاً ؟؟
فإذا وجهت السؤال لإحدى الصديقات قطبت حاجبيها ونظرت إلي (من فوق لتحت ) ثم ابتسمت ولم تجب !!
نفس ذات المشكلة .. إنها الحيرة ..التشتت .. إنعدام القدرة على الإختيار
=============================
معايير اختيار القائد تقاس بمدى الكفاءة والقدرة على إدارة المؤسسة أو الموقع الذي يوكل إليه مهمة إدارته ..،
لماذا نصر على إقحام معيار الوظيفة أو البدلة ناهيك عن وضعه كبند أساسي للإستبعاد وليس للتقييم وفقط !
هل يتم تجزئة المبدأ ؟ هل نطالب بالمساواة للجميع - فيما عدا - ؟؟! هل من العدل ان نحجم فئة منا في ان دورها هو الموت فدانا بينما نمارس نحن حقنا في انتقادها فقط ولا يحق لها ممارسة حقوق وطنية مثلنا ؟؟
إنه ذات الصنم الفكري الذي يجسد فكرة لها عبادها دون التفكير في تفكيك هذه الفكرة وطرح منطقها للمناقشة .. فاذا طرحتها انت وجهت اليك اصابع الاتهام التي تبدأ بالفلولية وتنتهي بالعبودية !
لكن المشكلة الحقيقية ليست في منطق التفكير ولا في التفكير ذاته .. المشكلة تكمن فينا نحن .. نفس مأساة رواية (سكة السلامة ) عندما اجتمعوا حول بئرين واحتاروا ايهما مسموم وجبنوا عن تجربة أي منهم فتركوه ورحلوا يمزقهم العطش !
مشكلة عدم القدرة على الاختيار .. .. غياب المنطق الذي يحكم الأمور ويؤدي بنا الى الحيرة والتشتت