المنطق :
(( هو العلم الذي يبحث في المبادئ العامة للفكر الصحيح وموضوعه على الأخص هو البحث في الشروط التي بواسطتها يصح الإنتقال من أحكام فرضت صحتها إلى أحكام أخرى تلزم عنها )) :)
الإنسان يمتاز عن الحيوان بأنه حيوان ناطق .. والنطق هنا لا يعني الكلام كالببغاء ولكن يعني انه مفكر .. ومن ثم فالمنطق هو اسلوب التفكير والإستدلال بقياس القضايا الغامضه بناء على قضايا أخرى معروف الحكم فيها .
يعتمد على الإستقراء والأستدلال مثلا : كل الناس طيبون .. أحمد من الناس ..
إذاً فالنتيجة أن أحمد طيب :)
هذا مثال يمكنك أن تقيس عليه أسلوب فكر كامل يسمى التفكير المنطقي :)
================
كتبت في موضوع سابق عن مس " يسرية " التي كانت سبباً في كراهيتي لعلم النفس وكيف تدخلت العناية الإلهية لتنقذني من هذه المادة المقيتة واستبدلتها بمادة الفلسفة والمنطق
من أول صفحة في كتاب الفلسفة عرفت أنها هي ما أبحث عنه ..!
الفلسفة تعني الحكمة .. والفيلسوف هو الباحث عنها ..،، وهي عكس العلم لأنها لا تعتمد المنهج العلمي المعروف في البحث
هي عبارة عن قضية فكرية يتم تناولها من أكثر من زاوية دينية وفكرية ..، و طالما نجحت في تكوين وجهة نظر حول موضوع ما فإنك إذاً قد كونت الفلسفة الخاصة بك تجاه هذا الموضوع :)
ليس مهماً أن تكون محق أو مخطيء لأنه لا رأي نهائي في القضايا التي تتطور وتتشعب مع الزمن المهم أنك قادر على التفكير وتكوين رأي والدفاع عنه .. حرية الرأي لم يكفلها أي مجال آخر عدا الفلسفة :)
هناك قضايا ربما تكون قد فكرت فيها من قبل ستدهش حقاً عندما تعرف أنها استمرت محل بحث أجيال وأجيال وستظل !
مثلاً هل نحن موجودين بالفعل أم أن الحياة حلم كبير .. من هنا يظهر ديكارت ليقول ( أنا أفكر إذاً أنا موجود ) ومن ثم فالتفكير أحد دلائل حياة الإنسان :)
مثلاً .. هل الإنسان مخير أم مصير ؟ قضية كهذه كانت سببا في فتنة حدثت بين المسلمين وكفر أنصار كل رأي أصحاب الرأي الآخر ..،
أنصار (مخير ) قالوا أن الله عادل ولكي يعدل لابد أن يكون للإنسان إختيار كل أفعاله لأنه سيحاسب عليها وإلا فكيف يحاسب الله العبد على ما أجبره على فعله ؟؟
وأنصار (مصير ) إعتبروا إختيار الإنسان مخالف للآية الكريمة
وأن اختيار الإنسان انتقاص من قدرة الله قد يصل إلى الشرك والإلحاد !
حتى أتى الرأي الأقرب للصواب الذي ارتحت إليه شخصياً وهو رأي الإمام الغزالي رحمه الله : إن الإنسان مخير في كل أفعاله والله لا يجبره ولكنه يعلم بأسبقية العلم الإلهي كل ما كان وما سيكون
تشعبت قضية الحرية والجبرية وانتقلت إلى مفكري الغرب وقامت لأجلها مذاهب اعتمد بعضها كاتجاه سياسي .. يمكننا القول بأن هذه القضية هي التي انبثق منها الفكر الشيوعي لماركس
كما تأثرت بالنهضة الصناعية في أوروبا مما دفع بأنصار ( الجبرية ) أن يمنطقوا الأمر في شكل فلسفي متأثرين بما أحدثه عصر النهضة في أوروبا من تقدم صناعي فقالوا بأن كل أفعال الانسان تؤثر فيها نشأته وأمراضه وظروف مجتمعه إذا فهو مجبر بشكل أو بآخر أداة في يد العوامل والظروف (التفسير الآلي لسلوك الإنسان)
بينما ظهر اتجاه مضاد يقول بأن الإنسان في أصله حر ولكن هناك عوامل ساهمت في تقييده مثل العلم والمجتمع والدين كما أن وجود الإنسان يسبق ماهيته فهو يولد أولا ثم يختار ماذا يكون .. ومن هنا بدأ التطرف في هذا الفكر يقود إلى التحرر التام من كل القيود فلا شيء يلزم الإنسان الحر والتمرد على كل شيء هو عين الحرية
هكذا نرى أن الفلسفة ليست مادة تدرس .. ولكنها أسلوب حياة .. هناك من تتلخص فلسفته في ( الأكل والشرب والجواز والعيال ثم الموت ) هذه فلسفته الخاصه وله كل الحق فيها
وهناك من يتعمد إخضاع كل ظروف حياته للمنطق الفلسفي .. وهذا - صدقاً- هو من يشقى في هذه الحياة لأنه ليس كل إنسان متأمل مفكر فمن يفهمه قليل ..،،
وليس كل مفكر قادر على إخراج أفكاره وأحلامه لعرضها وتطبيقها على المجتمع .. فهناك اعتبارات مقيده تلزم المفكر بحبس أفكاره أو إخراجها على نطاق ضيق في محيط أسرته ومعارفه ..
ولكن تبقى الفلسفة هي الحكمة .. الحكمة التي يبحث عنها الإنسان والتي يعد الوصول إليها غاية وهدف في حد ذاته والأسلوب المنطقي أحد عطاياها في أذهان من اعتنقها
هل عرفتم الآن .. ما هو المنطق وما هي الفلسفة ؟؟
تحياتي :)