كانت الساعة تقترب من العاشرة مساء عندما سمع نبيل الطرقات الخافتة ..،،

كان قد بدأ يفهم حقيقة ان العقار بالكامل مسكون وتلك الطرقات الليليه تعني غالبا ان القادم مسخاً أو شبحاً آت ليحيل حياته جحيما ..،

نهض إلى مكتبه فبحث عن مسدسه .. المعدن البارد ذا ثقل يشعره بالاطمئنان .. جذب إبرة الأمان وهو يصمم على بيع روحه غاليا جدا

بحذر توجه إلى باب الشقة .. امسك المقبض ثم فتحه فجأة وسدد مسدسه للطارق ........

بحركة غريزية سريعة أمسك إيهاب بيد نبيل التي تحمل المسدس وأدارها بعيدا عنه ..

- ايهاب .. لقد أفزعتني

ابتسم إيهاب ساخراً وقال : وأنت رفهت عني ..!! جميل أن أطرق باب صديق ليخرج لي شاهرا سلاحه !!

ضحك نبيل وربت على كتف إيهاب داعياً إياه للدخول ..

- ان الظروف الاستثنائية التي نحن فيها جعلت أعصابنا فتيل سريع الاشتعال ..، لا أخفيك سرا أني بدأت أفكر جديا في البحث عن مكان آخر !
اتسعت ابتسامة ايهاب الساخره وهو يبحث عن مقعدا صالحا للاستخدام في شقة نبيل ..، هو لن يلومه لان شقته ايضا ليست أكثر منه ترتيبا ونظاما ..، كلاهما شابين غير متزوجين والعناية بالشقق آآخر ما يمكنهما التفكير فيه ..،
قال له وهو ينتقي كرسي عليه كومة أقل من الملابس : لا أظنك ستستطيع ترك العقار .. انك (مستهدف ) لو جاز لي اقحام تعبيرات العمل في هذه القضيه !

- هل تشتبه في أن يكون الامر كله خدعه بوليسية ما ؟
- بالتأكيد لا .. أنا تحديداً رأيت هذا الشبح وكاد يرديني االهلاك .. كما أن حبيبتي بالأعلى تحاول ألا تموت أيضاً ..، ولكن جميع الاحتمالات مفتوحة والأمر لم يزل غامضا وقد قررت أن أتبنى البحث والتحري بصفة غير رسمية مؤقتا وأظن بامكانك مساعدتي في ذلك

شرد نبيل قليلا .. من الواضح ان ايهاب محق .. هو متورط في الامر بشكل او باخر ولن يستطيع الخروج من البيت الا بانتصاره على هذا الشيء او جثة هامده

- قلت لي كيف توفي شقيقك صاحب الشقه الاصلي ؟ قاطع ايهاب شروده
- أ.. حادث .. حادث سيارة ..
- هل تعرف تفاصيل اكثر عن الحادث ؟؟
- يقول الشهود ان السيارة حلقت قليلا في الهواء بعدما كسرت حاجز الكوبري قبل ان تهوي من حالق في النهر ..، هناك تحقيقات جرت لكن الفرامل كانت سليمه وقد كانو اميل للاقتناع بان شقيقي كان مخمورا او نائما .. لكن اخي لم يذق الخمر في حياته كما ان من العسير ان ينام الرجل واسرته بالكامل معه في السياره !

قال ايهاب في مراره : كثرت حوادث السيارات التي تطير قبل ان تنغمس في المياه هذه الايام .. ان الوغد يفتقر الى الخيال !

ثم اضاف : أعتقد علينا أن نبدأ بالبحث من حيث كانت السيده التي احترقت شقتها ماذا كان اسمها ؟ أم عمرو ..؟ نعم نعم هي ذي .. سأمر عليك غدا صباحا لنقوم بزيارة عاجلة لأهلها في قريتها

- فليكن.. هل أخبر الحج صبحي ليأت معنا ؟

ابتسم ايهاب بخبث وقال وهو يحاول ان يبدو غامضا : ثمة ما يدعوني للشك والارتياب في هذا الرجل تحديدا .. لا ادري لماذا لكنه حدس تعودت ان اصدقه

قطب نبيل حاجبيه وقد بدا الاستياء على وجهه من هذا المنطق ..، ان الحج صبحي رجل طيب لم ير منه الا كل خير ثم أنه أبا لملاك رقيق اسمه غادة ..، كيف يمكن ان تتلوث يداه في كل هذه القاذورات والجرائم !

تأمل ايهاب ملامحه كأنما يقرأ أفكاره .. ثم ربت على كتفي صديقه وهو يهم بالخروج من المنزل : قلت لك ان جميع الاحتمالات مفتوحة انا لم اجزم شيئا بعد ..، ولكني احب التحرك في الظلام ان لذلك ميزة لابد أن تكون ضابطا لتعرفها .. ليس هناك من اثق فيه هنا الاك لانك ساكن جديد اتيت بعدما حدثت كل هذه المصائب لذا استبعدتك من دائرة الاتهام ..

ابتسم نبيل مكررا في استمتاع ..: دائرة الاتهام ... دائرة الاتهام .. ما كان اغناك يا نبيل عن هذا الهم منذ سكنت هنا !!

ضحك ايهاب وقال : لو أردت رأيي ... إن غادة تستحق بالتأكيد..، ثم غمز بعينه اليمنى غمزة ماكرة وصفق الباب ورائه

تاركاً نبيل وقد احمرت اذناه من خجل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- انتو شرفتونا يا بهوات اهلا وسهلا ..
- كنا نتمنى أن نتشرف بمعرفتك يا أخ عبد الله في ظروف افضل لكن ما باليد حيلة .. انا ساكن جديد لم يشرفني التعرف على شقيقتك رحمها الله ولكن وجدت أنه من الواجب أن آت حدكم لتقديم العزاء
- أصيل و ابن اصول ...
تنحنح ايهاب قائلا في حرج : أما انا فهنا بصفة رسمية .. ان هناك بعض الاسئله أردت أن أسألك عنها يا أخ عبد الله حول حريق شقة شقيقتك .. هل ثمة اشتباه في أحد يمكن أن يقدم على فعل ذلك؟؟
- لا يا بيه بالعكس .. نحن طوال عمرنا مسالمين وفي حالنا ..، ربما عمرو ابن المرحومه فقط من شذ عن القاعدة في اهتماماته السياسية وقد تعبنا في نصحه كثيرا .. ربنا يفرج كربه هو لم يعلم بعد بوفاة والدته
نظر ايهاب الى نبيل ثم استطرد موجها حديثه الى عبد الله : كيف توفت شقيقتك ؟
استيقظنا جميعاً على صراخها كانت تشهق بقوة وتخرف بكلمات عن شيء يجثم على صدرها وتطلب منا الغوث
- وهل وجدتم شيئا بالفعل ؟
- لا يا بيه لكن ابنتي الصغيرة مها كانت واقفه على الباب وقد وضعت أصابعها في فمها .. وبعدما ماتت عمتها قالت لي انها رأت امرأة عجوز تخنق عمتها .. بالطبع تعرف خيال الاطفال الخصب !
تبادل الشابان نظرة ذات معنى ثم قال نبيل : هل من الممكن أن نسمع من مها ؟
- لن تتكلم أمام الغرباء ولكني سأناديها لكما
خرج عبد الله ثم عاد بعد قليل وفي يده مخلوق صغير أشعث الشعر ملوث الشفاه بشيء ما يؤكل وفي يديها بقايا لعبة مشعثة بدورها
حاول ايهاب ان يكون رقيقاً واقترب من الفتاة ثم حملها مداعباً وهو يخفي اشمئزازه ووضعها على قدميه ..
- احكي لعمو يا مها ماذا رأيتِ في غرفة عمتك
نظرت الفتاة في رهبة لايهاب ثم داعبت لعبتها وتمتمت بكلمات غير مفهومه

اقترب ايهاب منها طالبا ان تكرر ما قالت مجددا بصوت أعلى
- رأيت عفريته تأكل عمتي !
- تخنقها ؟
- لالا .. كانت تاكلها هكذا
وانشبت انيابها الصغيرة في رقبة ايهاب !..،،

يتبع