البدايات... اللحظات الأولى لكل الأشياء والفتنة المصحوبة بها التي تترك أثرا يشبه كثيرا إنعكاس ضوء القمر في جوف ليل معتم على وجه باسم محب.
ذلك البريق الوامض المطبوع بداخل العيون، الذي يمر سريعا كشهاب مارق في سماء تزينها النجوم في ليلة صيفة .
كوقع كلمة "أحبك" للمرة الأولى على أذن فتاة رقيقة تحمر خجلا مطئطئة رأسها تسترق النظر وهي تزم شفتيها لتشد لجام الكلمات لتمتنع عن نطق كلمة مماثلة أو لتمتنع من البوح بما هو أكثر من ذلك.
ذلك السلام الذي يختلج له القلب الذي يتقافز في براءة بداخل صدر المحب والذي يشبه "دقدق " الذي يلف ويعود ليقف مرارا في طابور الأقزام السبعة لتقبله سنوايت للمرة الألف وهي ساهية عن ذلك أو ربما لم تكن ساهية ...
من يدري؟
ربما... أعجبها الأمر، أعجبها ذلك التعلق والحب البريء غير المشروط .
عن ذلك السلام الذي يعقد الألسن ويبكي القلب ويقتلع الروح من جذورها في لحظة الفراق.
تفترق الأجساد وتنجذب الأرواح كشقي مغناطيس وكلما زاد البعد زاد الانجذاب.
كشيء يولد في أجواء الصخب يثير الضحكات والحركة التي تضج بالحكايا والحياة لمجموعة من الأصدقاء في ليلة مقمرة أو لعائلة لا يوجد بها مكان خالي.
أضواء القمر المنعكسة بنعومة حلوى السكر على القرميد بخارج الشرفة تشبه كل هذا وأكثر إذا كنا في حالة حب.
رانيا ثروت