أنت يا من تجلس منزويا تمضغ وحدتك على مهل..
آراك وأستشعر تلك البرودة التي تتسلق عمودك الفقري عندما يدرك عقلك مدى الفراغ الخانق الذي يلتف حولك ويسرق أيامك دون إذن وبمنتهى الوقاحة.
أشعر بك وبخوفك من كل الوجوه وأنت تسير في وسطها باحثا عن زهرة حمراء لامعة تحيطها هالة نورانية مشعة تشرق من قلب أحدهم.
أفهم جيدا مدى احتياجك لضمة حانية تتسع لثورة بكائك ونشيجه المرتفع وسقوط أستارك كاشفة عن ضعفك تلك الأستار التي تواري سنوات مضت كان محتم عليك فيها الركض دونما توقف.
سنوات تركت أثرها في بعض رتوش وتعرجات ظهرت على وجهك الكريم وذلك التاج الأبيض الذي أهدتك إياه ساخرة من عنفوان كان فيك.
ضمة متفهمة ،ضعيفة الذاكرة ، لتنسى تلك اللحظة المقتطعة من زمنك والمنفية من ذكرياتك الكاسرة لمرآتك.
أسمعك وأنت تدعو الله باخلاص والدمع يفيض ويوقع على دعائك بأن يجعلك سبحانه تقابل من يزرع في قلبك قبلة فيزهر.
ويزرع في أيامك إبتسامة فتشرق.
ويزرع في روحك روحا فتتجدد نافضا الملل والوحدة وبرد الفراغ عن ثوبك الذي سوف تبدله كما تبدل الأشجار أوراقها تسقط في خريف مضى وتخضر في ربيع آت.
إنك تبحث عن ربيعك أيها الغريب... ربما تكون سعيد الحظ وتجده ذات حب.
رانيا ثروت