تلك الرأس التى تدحرجت من على كتفيه لم ترضخ لإستهزاء الأرجل بها وتخبطها بينهم فصارت تنهش كل من اقترب منها ،ومع ذلك لم تستطع أن تعود كما كانت ،فالرحلة للأكتاف تبدأ بقفزة لن تتمكن منها إلا بالذهاب لملعب كرة السلة ولكى تصل إلى هناك وجب عليها التخفى متدثرة باللون البرتقالى لتقبل الأيادي على حملها ...ولكن من أين لها بهذا اللون ؟والوقت ظلام.
لم يكن وحده الذي سقطت رأسه بين قدميه ، فالكل سقطوا ...
تساوت الرؤوس ،ولكن جثمانه وحده أخذ يلملم الرؤوس واحدة تلو الأخري ، تهزها أذرعه للتأكد من سلامتها و ليسهل عليه تصنيفها فيما بعد .
بعض الرؤوس أسقطها مرة أخرى على الأرض لفسادها و خروج كميات رهيبة من القمامة مع كل هزة لها ،مما أجبره على أن يجمعهم في أكياس سوداء إيذانا بدفنهم مع النفايات الخطرة .
بعض الرؤوس وضعها فى دولاب التذكارات ، ورأس أو رأسين أو أكثر قليلا أودعهم الخزينة خوفا عليهم من السرقة لعلو قيمتهم وندرة وجودهم ، فهم اللبنة الأولى لمشروعه لإعادة الرؤوس إلى أجساد تناسبهم هذه المرة ، أجساد لا تحوى قلوبا فاسدة تتعفن وتعجل بسقوط الرؤوس مرة أخرى .