هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

 arhery heros center logo v2

                    من منصة تاميكوم

آخر الموثقات

  • ناسا تكتشف كوكب جديد | 2024-05-14
  • وسلامٌ على الباقيين | 2024-05-04
  • أكثر ما يريح قلبي | 2024-05-12
  • ابنتى لا تقرأ كتبى | 2024-03-03
  • لماذا هرب الشباب إلى الشات؟ | 2024-03-13
  • عربات القهوة فى شوارع القاهرة | 2023-01-20
  • أخلاقنا الجميلة …… خطوة جاءت فى موعدها | 2022-10-11
  • الحياة ليست مكتب تنسيق | 2022-08-25
  • ماذا حدث لقلوب المصريين؟ | 2022-07-29
  • كُلْ عيش | 2022-06-24
  • بناء الإنسان لبناء الأوطان | 2022-07-08
  • فاتها قطار الزواج | 2024-03-21
  • الانتماء إلى الحقيقة | 2024-04-01
  • قصتي مع الصين | 2020-10-13
  • منطق الطير | 2012-12-02
  • على سبيل التحذير والتنبيه: منشور خطير عن النبي | 2018-03-26
  • اليتيم المربي | 2015-02-14
  • وجهة نظر إيمي | 2007-05-03
  • لست جديرا بالبديل | 2021-01-23
  • طاقة الحياة | 2017-03-22
  1. الرئيسية
  2. مدونة محمد الشافعي
  3. من رحاب أول جامع بُنـيَ في أفريقيا !!

من غالب عاداتي المحمودة أنني كلما ذَهبتُ إلى القاهرة لأي غرض ما؛ أستقطِعُ من الوقت جزءًا بسيطًا - ما أمكن ذلك - لزيارة مَعلَمٍ من المعالم الآثرية أو مكانٍ من الأماكن التاريخية - وخاصة فيما يتعلق بفنون العمارة - حيثُ أجدُ فيها راحتي وألتمسُ فيها سعادتي وأُطفئ بها نيران شهوتي المعرفية المُولِعة بحُب التاريخ المصري والإسلامي.

فزُرتُ قبل ذلك ميدان القلعة وما حولها من الرفاعي والسلطان حَسن، وزرت مجموعة قنصوة الغوري، وباب زويلة، ومدرسة ابن تغري بردي، وهالمدرسة الكاملية، والظاهر بيبرس، والسيدة نفيسة والسيدة زينب، وابن طولون، والسيدة سكينة، والإمام الحسين، والجامع الأزهر المعمور . . .

وكم تجوَّلتُ مستمتعًا في شارع المعز وخان الخليلي والأزهر الشريف . . . 

ولي مع كل مكان مما ذكرته روحانيات خاصة ومعارف وحكايات أحسستها في هذه الأماكن بعدما قرأتُ عنها في الكتب، لأكون في ذلك قارئ متتَـبِّـع ما قرأت، وذلك من أفضل الوسائل التعليمة التي تحافظ على استقرار المعلومة في الذهن !!

واليوم نستكمل هذه الرحلة البحثية العلمية التاريخية الروحانية بزيارة أول مسجدٍ جامع بُني في أفريقيا كلها فضلا عن أنه أول جامع بُني في مصر المحروسة !!

إنه الجامع الذي تعطَّرت جَنَبَاته وحَصواته بأنفاس صحابة النبي ﷺ !!

إنه الجامع العتيق، المُلقَّب بتاج الجوامع، جامع «سيدنا عمرو بن العاص».

إنه الجامع الذي بناه الصحابي الجليل سيدنا عمرو بن العاص بأيادي الصحابة وأكتافهم، أمثال: سيدنا الزبير بن العوام وسيدنا عبادة بن الصامت.

واليوم ولأول مرة أسعدُ بزيارة هذا الصَرح الشامخ والصَّحن الفسيح، فصلَّيتُ فيه الظهر والعصر جَمعًا وقصرًا؛ إذ كنتُ على سَفر، وربُ العزة يُحبُ أن تؤتى رُخصه كما تؤتى عزائمه.

وسرعان ما انتهيتُ من صلاتي حتى أخذتُ أتجولُ في زوايا المسجد، وأتمحَّص عمارته وأتفحَّص أركانه، وكأنني أبحثُ عن شيء !!

والحقيقة أنني كنتُ فعلا أبحثُ عن شيء !!

كنتُ أبحثُ عن معاني التاريخ العظيمة، كنتُ أبحثُ عن أي أثر من آثار الصحابة والتابعين، مع علمي بأن المسجد الأساس القديم قد تهدَّم منذ القرون البعيدة، ولكنَّه الحب !!

نعم، إنه الحُب والهيام والوَلَه الذي يجعل المُحب يرىٰ أحبابه في كل شيء، ويتخيَّلهم في كل مكان، ويبحث عنهم بين الأطلال !!

أَمـرُّ على الديارِ ديارُ (عمرو)

                            أُقبِّـلُ ذَا الْجِدَارِ وَذَا الجدارا

وَمَا حُـبُّ الديـارِ شَغفنَ قلبِي

                            وَلَكِن حُبُّ مَنْ سَكَن الديارا

 

إنه الجامع المبارك الشاهد على بركات الفتح الإسلامي، والذي ظلَّت بركاته تزداد عصرًا بعد عصر، بتوافد العلماء الأكابر عليه، وإقامة حلقات العلم في رحابه.

فكم سَعِدَ هذا الجامع العتيق بحلقات الإمام الشافعي، ودروس الليث بن سعد، ومحاضرات ابن هشام صاحب السيرة، ومواعظ العز بن عبد السلام، وخطب الشيخ محمد الغزالي . . . 

إنه مكان ومكين، يتجسد فيه معانى الجلال والهيبة والعلم والنور، وأكثر من هذه المعاني، التي شَممتُ عَبقها وارتشفتُ رحيقها وأحسستُ بنورها وأنا في رحابه اليوم.

فرضي الله عن الصحابة الذين تعطرت أرض مصر بهم، ورضي الله عن علماء الحضارة الإسلامية، ورضي الله عن الدولة المصرية وقائدها الذي لم يدخر جهدًا في الحفاظ والارتقاء بهذه المعالم التاريخية والإسلامية.

وإلى اللقاء مع زيارة أخرى لمَعالم أخرى إن شاء الله.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1068 زائر، و5 أعضاء داخل الموقع