السلام عليكم و رحمة الله ...
يا من تعاني من المشاكل ..
يا من تظن ان الله اختارك و اصطفاك من بين اقرانك و جيرانك و زملاءك لتعاني وحدك .... و كل من حولك سعيدا ... فاتحا فاه ... مبتسما .. كاشفا لك عن اسنانه الصفراء من فرط سعادته ....
يا من تعاني ... ابتسم لو سمحت ....ابتسم لو تفضلت .. !
اراك مستعجبا .... مستغربا .... ان ادعوك الي ان تبتسم و انت تحمل كل هذه الهموم ... و كل تلك الانواع من المصائب .. التي لم يحظي بها غيرك من قبل ...
عموما .... لن اُسمعك كلاما انت تحفظه عن ظهر قلب ... عن وجوب الرضا بما قسمه الله .... و ان كل ما يصيبنا قدر مكتوب ... و ان الرضا هو من اعلي درجات سمو المؤمن ...
لن اقول لك ذلك .... فانت تعرفه اكثر مني ..
و لكن اسمح لي اقول لك سرا كبيرا لا تعلمه و ارجوك لا تفشيه لاحد و كن كتوما ....
لست وحدك الذي تعاني ...
نعم ... لست وحدك.... فلا تقطب - بالله - عينيك ... و لا تستخف بهذا السر الخطير ... و لا يتمتم لسانك بسؤال - اعلُمه - : و ما ادراك ما هي مصيبتي حتي تحكم ان غيري مصاب بها مثلي ... ؟!!!!
نعم ... يا من تعاني ... صدقني ارجوك و اعلم ان مصيبتك من النوع الخفيف .... و انها هينه .. تافهه ... بل لا تذكر
ارجوك ... انتظر معي و دعني اتابع ...
أخبرني ما هي مصيبتك ؟
هل هي نقص في الاموال ..... ؟
هل مرض الم بك او بأهلك و اسرتك ؟
هل تأخرت في الزواج .... ؟؟؟
هل انهارت اسرتك ؟
هل تشعر بالعجز حيال مرض ابويك و اهلك ؟
هل انت غير قادر علي تزوج اولادك او تجد وظيفة لابنك العاطل عن العمل ؟
هل ... و هل .. و هل .......؟؟! ... و ما اكثرها من هموم .... و ما اغرب شعورنا بان كل منا يحمل اكبر مصيبة في التاريخ ....
يحضرني مثل انجليزي قديم يقول ان المُصاب بألم في اسنانه يشعر ان كل البشر سعداء الا هو :)
هذا هو حالنا ... كلنا لديه هم ... لديه مشكله ... لديه كارثه .... و كلنا يعتبر همه و كارثته و مصيبته هي اكبر كوارث الدنيا و اعتاها علي مقياس رختر .... و ان الجميع - يا بختهم - سعداااء ... !!!!
و الحق يقال ... لو تلفت يمينك و يسارك .... و دققت النظر و التحليل في ظروف من كل حولك من اقرانك ... لفوجئت بانك الافضل حالا و الاوفر حظا .... و ان مصيبتك تتضائل حجما و تتواري خجلا بجانب مصائب غيرك .... و تجد نفسك تقول تلقائيا ... الحمد لله .. الحمد لله اني لست كفلان ...
اذا .... فلنرفع كلنا شعارا واحدا .... هو الحمد لله ....
و لنوقن جميعا ان غيرنا مصاب بهم يفوق همنا ... ربما لو اصابنا نحن ما كنا قد احتملنا ...
و لا تعتقد ان كل مبتسم .... سعيد ... ضاحك ... هو خال من الهم .... مرتاح البال ...
و انما هي ضحكات تخفي و تغلف وراءها ..... اسرار بيوت و مصائب و هموم كاتلال ...
فبدلا من ان نبتسم لنخفي تلك الهموم .... فلنجعلها ابتسامة من القلب ... تحمل رضا حقيقي بما قسمه الله و قدره ... و تحمل شكرا كبيرا للخالق الوهاب .... ان جعل همنا اصغر هموم العالم ... و اتفهها
و الحمد لله ..
قولوا معي ..
الحمد لله ..