هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • الضرب في القرآن الكريم
  • السعادة الحقيقية قد تنتصر على أَعتى الأمراض النفسية
  • الاء
  • جنة من غير ناس
  • ضحكتها حكاية
  • لا تكترث لهمومِ الدُّنيا
  • عزبة السلسول 2
  • الشك المنهجي والباحث العلمي
  • ظل كهف
  • فارس الاحلام الشاطر حسن بكار
  • و إني أراك بعيني جنة
  • سلوك دنئ لكلاب
  • لمسة صديقي
  • شاي الضفدعه
  • مرسال الليل
  • لمن يقدر
  • الشخصيات الجميلة ليست من فراغ
  • عدّى الزمان
  • نجم الليل
  • المبادئ تبلور حياة الفرد
  1. الرئيسية
  2. مدونة د محمد عبد الوهاب بدر
  3. و كان اسمها... رانيا

السلام عليكم و رحمة الله ... 

ما أجمل المراهقه ... انه لأحساس طفولي جميل ... يبدأ الشخص منا بالشعور بالذات ... بالقوه .... بالشخصيه ....بالكيان ..... ثم يتمادي ليجرب الشعور بالحب ... و يا للهول !!

كنت ادرس في مدرسة ابتدائيه مشتركه ..... في الصف الخامس الابتدائي .... و دخلت علينا مُدرسة الفصل "مبروكه" ..... فوجدت الفصل عباره عن كارثه قوميه  .... جميع الاولاد يتعاركون ... و جميع البنات "يصيحون" ! .... لا ادري لماذا ؟ ... 

زعقت فينا "الابله مبروكه" ... زعقة مدويه .... فانتفض الفصل انتفاضة مباغته .... و ران عليه صمت رهيب ... خوفا من بطش "مبروكه" 

نظرت الينا نظرة ناريه ... ثم قررت فجأه قرارا عجيبا يضمن لها ان يظل الفصل صامتا ... الي الأبد!

كانت خطتها ان يجلس علي كل "تخته" او مقعد دراسي .... طالب و طالبه !! جنبا الي جنب 

كان هذا بالنسبة للاستاذه .... الحل الامثل لمنع العراك بين الصبيان ....و الصياح بين الفتيات 

و نزل علينا قرار المدرسه كالصاعقه .... فأذكر اننا في هذا السن كنا نخجل كثيرا من مجرد التحدث لو بكلمه مع فتاه ... فكيف اجلس الي جوارها ..... يا للعار و الشنار 

كنت الاول علي فصلي (حقيقه علميه يدعمها احتفاظي بالشهادات حتي الآن  ) .... و كان حظي ان اجلس بجوار فتاه فلسطينيه .... من ام مصريه .... و كانت هي الثانية علي الفصل في الترتيب العام ... 

اذكر حتي هذه اللحظه .... طريقة جلوس طلبة الفصل بعد تنفيذ خطة مُدرستنا "مبروكه" ... فقد كان كل طالب ولد يجلس في اقصي طرف المقعد بينما تجلس الفتاه في اقصي الجانب الآخر من المقعد ... و بينهما فراغ ضخم يكفي لطالبين آخرين ..... 
كان الخجل سيد الموقف في هذا السن ....  

لم اجرؤ ان انظر الي من تجلس جواري .... و ظللت يومين دراسيين كاملين اجلس في اقصي طرف الكرسي جالسا علي "فخذ" واحد ... و القدم الاخري في الهواء من فرط الخجل و الاحترام و الادب ... 

ثم جاء اليوم الثالث و الذي قررت فيه .... ان اجلس جلسة طبيعيه في هذا المقعد و ليحصل ما يحصل ... 

نفذت قراري .... و جلست بحريتي .... ثم تماديت اكثر .... و نظرت الي جانبي لأري زميلتي عن كثب و بوضوح ... ثم كانت الطامه الكبري بان قررت ان اتحدث معها ..

بمقاييس "خامسه ابتدائي" ايام دراستي .... كانت هذه جريمه خطيره ان يتحدث ولد لفتاه ... لذا فقد كان رد فعل الفتاه عجيبا ..... لقد صاحت مباشرة في المدرسه تشتكيني بأني اتحدث معها !!!

نظرت اليّ المدرسه "العصبيه" مبروكه .... ثم توقفت برهه .... ثم عادت تسأل زميلتي في المقعد : ماذا فعل لك ؟ ... فكانت اجابة الزميله : تحدث معي !!!

هذه جريمتي .... التحدث فقط .... لذا لم تعاقبني المدرسه و لم توجه لي كلمة واحده ..... 

شعرت ساعتها بسعاده غامره .... لأني لم اتعرض لتوبيغ المدرسه امام "الجميله" الجالسه بجواري ... 

نعم كانت فتاة جميله ... و متفوقه .... و كان اسمها "رانيا" 

عندما اعود بالذاكره الي الوراء ... حينما كان عمري لا يتعدي 11 عاما .... اذكر جيدا ان اول مشاعر جياشه من النوع الساخن في فترة المراهقه و التي بدأت مبكرا .... كانت تجاه هذه الفتاه .... ... و كانت من النوع "النظري" المدمج في شريط مثير من شرائط احلامي في اليقظه 

لا ادري عن شيئا عن هذه الفتاه الآن .... لعلها اصبحت زوجة او اما .... او شهيده في فلسطين ... او استاذه في مصر .... او طبيبه في الباكستان ... لا ادري ..... و لست متأكدا انها تذكرني 

انا يضا ... لا اذكر ملامح فتاه عمرها عشر سنوات .... لكني اذكر تلك الحاله الرومانسيه التي اصبتنا و حولتني الي "مُحب" يبلغ من العمر 11 عاما !!! 

كانت مشاعر جميله ... رقيقه .... حالمه ... صافيه ... كلها احلام يقظه .... مختلطه بمشاهد من هنا و هناك .... و ظلت تلك المشاعر جياشه لا مخرج لها و لا جرأة لي علي التعبير عنها .... خوفا من بطش "مبروكه" مدرسة الفصل .... و خوفا من ان تصل هذه المشاعر الي والدي و والدتي فيكون الانتحار ساعتها هو الحل الوحيد 

ما اجمل تلك الفتره .... من البراءه الحقيقيه ....

اكاد اشعر ان كل يوم يمضي من عمر الانسان .... فهو يأكل من رصيد براءته .... و صفاء نفسه ..... و قدرته علي الحب .... ايا كان نوع هذا الحب ... 

عندما وصل العمر الي مرحلة الشباب ... ادركت ان مشاعر "خامسه ابتدائي" كانت مشاعر بلاستيكيه .... غير مكتمله ...ذابت تحت لهيب النضج .... لكنها كانت - علي الأقل - مصدرا للسعاده .... علي الاقل عندما كنت اغفو في ليلي حالما متي يأتي الصباح لأذهب الي المدرسه لأجلس الي جوارها بدون ان نتبادل كلمة واحده !!!!!!!

هل تعتقدون يا ساده انه ليس من الحكمه كتابه هذه الخواطر .... و التي ستقع في يد زوجتي الحبيبه حتما ... و انها ستفتك بي عقابا لي علي مرحلة "خامسة ابتدائي"  السوداء 

"ربنا يستر"

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

358 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع