هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • ظل كهف
  • فارس الاحلام الشاطر حسن بكار
  • و إني أراك بعيني جنة
  • سلوك دنئ لكلاب
  • لمسة صديقي
  • شاي الضفدعه
  • مرسال الليل
  • لمن يقدر
  • الشخصيات الجميلة ليست من فراغ
  • عدّى الزمان
  • نجم الليل
  • المبادئ تبلور حياة الفرد
  • معارك المرء التي لا تنتهي
  • طريق مجهول
  • عزيزي الغائب
  • عكس عقارب الساعة - الفصل (4)
  • الهموم التي نسجتها الأيام
  • حب قيس لليلى
  • الشعور الذي يهز كيان قلوبنا
  • ملاذ القلب في عينيه
  1. الرئيسية
  2. مدونة د محمد عبد الوهاب بدر
  3. جواربي و درس الرياضيات

كان أول درس "خصوصي" في حياتي ، كان في الرياضيات عند الاستاذ فتحي موافي .. ، مدرس الرياضيات بمدرسة احمد حسن الزيات بطلخا المنصورة .. 

 

كنت قادما من ليبيا و لا أعرف اصلا معني الدرس الخصوصي ، و لكن الأهل و الجيران و الامم المتحدة اخبروني طالما أنك تتنفس في مصر ... فهي جريمة نكراء أن تكون طالبا في الصف الثاني الثانوي أو الحضانة .. و ان لا تكون عضوا في تسعين درسا خصوصيا علي أقل تقدير .. 

 

كنت قد التحقت بالمدارس المصرية متأخرا ... و فاز زملائي بجميع تذاكر الدروس الخصوصية .. و أصبح من الصعب أن تجد درسا خصوصيا يقبلك ... 

 

لكن خالي الغالي .. توسط عند الاستاذ فتحي موافي لكي يقبلني ، و بالفعل قبلني الاستاذ الجليل .. لكنه قال لخالي ان المكان الوحيد المتاح هو ضمن مجموعة مكونة من تسع فتيات ... لان مجموعات الاولاد كامل العدد .

 

تظاهرت امام خالي بالصدمة و الأنهيار .. هل يعقل .. أنا ... أجلس مع فتيات في درس واحد !!!؟؟؟ .. لا لا يمكن !!! .. "أتكسف" .. ..

 

 لكني طبعا من داخلي كنت سعيدا جدا .. . لكوني شخص قادم من ليبيا ... تلك الدولة - علي أيامي - التي كانت احادية الجنس .. الحجر فيها ذكر و الشجر ذكر و العصافير ذكور .. كله شئ فيها ذكر فقط .. و يتكاثرون بالانقسام الميتوزي .. 

 

بعد أن أقنعني خالي أن أعصر "لمونة" علي نفسي و أقبل أن اذهب الي درس الرياضيات الحريمي هذا ... تأنقت استعدادا لزميلاتي الجدد .. 

 

كانت حصتي الاولي في يوم ممطر.... و الطريق "الهاي واي" المؤدي الي منزل استاذنا الجليل .. كله "لبظه" .. أو طينه .. و طبعا لك أن تتخيل شكل حذائي ... أو الذي كان حذائي قبل ان تلتف حوله طبقات بازلتية من أجود انواع الطمي المصري الخصب .. 

 

قرعت الجرس .. فتح استاذي الباب .. ثم قال لي - برقي شديد - لو سمحت اخلع نعليك فأنت في واد زوجتي .. و تركني و انصرف 

 

كانت مفاجأه ... فخلع حذائي لم يكن في حساباتي و أنا استعد و اتأنق لهذه الحصة... فأنا في الحقيقة لا أضمن حالة جواربي... فعلي سبيل الموضة لا أكثر .. دائما تجد أصبع او أثنين من أصابع قدمي يجب أن يخرجا بعزة نفس .. من فتحات تهوية خاصة لا تجدها الا في كل جواربي .. بلا استثناء .. 

 

كما أني لا أذكر .. هل فردتي الجورب الذي ارتديه - أي فردتا الشراب - من لون واحد ... و من نوع واحد ... فكنت علي سبيل الهواية .. لا ارتدي ابدا فردتي شراب متشابهتين ..

 

حاولت عصر ذاكرتي .. ، و أنا اسأل نفسي .. هل ارتدي الشراب المقطوع أم السليم ؟؟ .. و لو كان سليما .. هل هما من نفس اللون أم لا .. ؟؟؟؟ 

 

المجازفة خطيرة "يا واد يا محمد " .. و الانطباع الأول يدوم .. و أضف الي ذلك .. أني اصلا ... أصلا .. لا أضمن رائحة جواربي .. و هذه مصيبة ثالثة لم تكن في الحسبان .. 

 

و كحكم كرة يد درجة ثالثة .. اتخذت قرارا في ربع ثانية .. و قررت أن لا أخلع حذائي و دخلت به كما هو .. الي غرفة الدرس ...  

 

 اثناء عبوري من باب الشقة الي غرفة الدرس .. لاحظت أني "دوست" علي شئ .. ربما سجادة .. موكيت .. شئ ما ... عموما لقد تفاديت أن انظر الي اسفل قدمي في شموخ .. لكن شيئا ما في ضميري كان يئن .. 

 

دخلت غرفة الدرس مبتسما للتسع مراهقات اللاتي يجلسن في الدرس سعيدات بنفسهن .. حافيات بجواربهن السليمة .. 

 

تأخر الاستاذ ... ثم بدا يتسلل الي مسامعنا صوت و كأنه نقاش كبير يدور بين استاذنا و حرمه المصون .. و التي علي ما يبدو ... قد اصيبت بانهيار و حالة ما بعد الصدمة .. من الخسائر في الارواح و المعدات .. و التي سببها حذائي الطيني علي سجاد شقتها ... و كان مفهوما جدا ان استاذنا اصبح رهن الأعتقال .. 

 

كنت جالسا في غرفة الدرس "مكسوفا" .. او "عامل نفسي مكسوف" .. منتظرا بدأ الحصة كي استعرض قدراتي في الرياضيات .. فاذا باستاذنا يدخل متجهما .. و يخبرنا بأنه تم الغاء الحصة اليوم ! 

 

اثناء المغادرة ... لاحظت أن انقلابا جري في مناطق عبوري في الشقة .. ؤ ان السجاده التي دوست عليها تم ازالتها ... و أن استاذنا علي وشك الدخول في معركة كبيرة مع زوجته الفاضلة ... و قبل ان اغادر طلب مني الاستاذ بأدب و تهذيب و رقي شديد ... و بوجه أحمر قان ... أن أخلع حذائي في الحصة القادمة .. أرجوك يا محمد يا عبد الوهاب .. 

 

و علي راي الليبيين " الله غالب " .. حاضر 

 

عدت الي البيت .. و بدات عملية "الشراب المقطوع" كأكبر عملية جرد لكل جواربي في تاريخي ... و كان هدف العملية هو فرز الجوارب التي يمكن أن ارتديها في هذا الدرس العجيب ..و حفاظا علي حياة استاذي مستقبلا .... و لكن نتائج الجرد كانت مريعة ... فلم أجد فردتين يوحدوا الله ... حالتهما سليمة ..أو بلون واحد ... و فشلت كل محاولات توفيق الاوضاع .. 

 

 اشتريت "شرابين" جديدين ... خصيصا لدرس الرياضيات و الذي بدأته في أكتوبر من عام 1993 من القرن الماضي... و استمر مع نفس المجموعة و بنفس الشرابين حتي مايو 1995 ... في اكبر عملية حفاظ علي الشرابات في التاريخ .. 

 

#ذكريات

#mohammad_abdelwahab

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2358 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع