السلام عليكم و رحمة الله ....
لكل منا رؤيته ... و من حق كل مواطن ان يطرح رؤيته وفق تصوره الشخصي البحت .... و اجتهاده الوطني المخلص
الكلُ "وطني" .... الكل يحب "البلد" .... الكل يضع نفسه في فريق العاملين لصالح الوطن ...
لا بأس ... و لكن من الجميل ان نقيم هذا الاجتهاد و هذا الحب .... و ان نقر به و نفخر اذا اثبتت التجارب انه كان صحيحا .... او ان نضيف الي انفسنا من الخبرات ان كان بعيدا عن الواقع و لم تثبته التجارب علي الارض ....
العشرات من الناشطين و السياسين و شباب الثوره ... نادوا فيما كانوا ينادون به .... ان يصدر المجلس الاعلي للقوات المسلحة العظيمه .... قرارا بحظر دخول اعضاء الحزب الوطني المنحل انتخابات مجلس الشعب .... التي انتهت مؤخرا ...
اصحاب هذا الاجتهاد يحملون افكارا وطنية بامتياز .... لكنها تظل افكارا غير معلومة الصلاحية .... الا ان بعد ان تدخل المختبر ... و يجري عليها الاختبار اللازم ...
الذي حدث ان اصحاب هذا الاجتهاد قوبلوا بآراء أخري اجتهاديه ايضا تري ان الديمقراطيه الحقيقيه لا تعني الاقصاء او الانتقام بلا سند قانوني .... و انما تعني سيادة رأي الشعب .... ايا كان .... و تتحدي بأن الشعب المصري العظيم قادر علي اقصاء "الفلول" بالديمقراطيه لا بقرارات سيادية ....
كاتب هذا المقال كان قد دخل في نقاش وطني بناء مع احد المنادين بحظر الفلول و مع اعضاء آخرين لهم نفس التوجه.... و كان يري ان هذا الاجتهاد سيثبت خطأه ....
اذا سألتني : لماذا ؟ ... سأحاول ان اجيبك باختصار و ببساطه ..... اعتقد انك تعودتها في كتاباتي
طالما هناك ديمقراطيه .... و نزاهه ..... سيأتي من هو أقرب الي توجهات الشعب ..... بغض النظر عن نوع هذا القرب ... و الفلول لم يكونوا ابدا في يوم من الايام علي أي مسافة تذكر من ابناء هذا الشعب
قد تفاجئ ان تعرف اني كنت - و لا زلت - اري ان قرار حل الحزب الوطني الحاكم ... قرارا خاطئا و عاطفيا بامتياز ..... و لكنه يبقي قرار القضاء المصري ... و طالما هو قرار "قضائي" .... فيجب ان نحترمه و نجله .... بتحفظ يليق بالقضاء
نفس القضاء الذي لم يؤيد منع مواطنين مصريين من دخول انتخابات مجلس الشعب علي خلفية انتمائهم السابق للحزب الوطني السابق .... و قطعا لا تعليق علي من هلل لقرار القضاء بحل الحزب الوطني .... و هاجمه ايما مهاجمه علي عدم حظره للفلول .... و علي امور اخري كثيره
كنت اتمني ان يظل الحزب الوطني موجودا ..... و يهزم في الانتخابات شر هزيمه
كنت اتمني ان يظل الحزب الوطني موجودا .... و يري بنفسه اغلبيته البرلمانيه المزيفه و هي تذهب ادراج الرياح
كنت اتمني ان يعرف كل عضو مزور حجمه الحقيقي ... و حقيقة شعبيته الزائفه التي طالما تغني بها ... و بها مرر تشريعات ما أنزل الله بها من سلطان
و لكن الذي كان.... ان "الفلول" انضمت الي احزاب اخري بمسميات عديده .... و خاضت انتخابات البرلمان .... وسط صرخات الصارخين بان الفلول سوف يكتسحون الانتخابات التشريعية.... !! لا ادري كيف ؟ ... هل علي اساس ان الشعب المصري مجموعة من البلهاء الجائعين مثلا !!
كانت اغلب المقولات التي يرددها انصار "الحظر" .... ان مجلس الشعب القادم نصفه سيكون من " الاخوان" .... و نصفه من "فلول الوطني" .....
منتهي التناقض ان تتهم جهة ما أنها وصلت الي "الكرسي" بالتزوير .... ثم تخشي من وصولها لنفس "الكرسي"عندما ينتهي عصر التزوير .... :)
بأمانة .... الا يدهشك هذا التناقض ..
طيب ... دعونا نقفز الي نتائج التجربه .... و التي خرجت منذ ساعات من رحم المختبر ...
النتائج تقول أن "الفلول" لم يحصلوا الا علي 1 % من مقاعد المجلس الموقر .... اي انهم منو بهزيمة ساحقه ماحقة ... و انكشف حجمهم الحقيقي و وزنهم النوعي الطبيعي بلغة الفيزيائيين ..
في الحقيقة أشعر بسعادة جمه لهذه النتيجه ...... لأنهم لو كان تم حظرهم لكانوا يتغنون الآن بأنهم لو ترشحوا لفازوا لأن الشعب يريدهم ...
و لكن الآن ... هم في الدرك الاسفل من التاريخ ....
الشعب المصري رغم ظروفه الاجتماعيه الصعبه ... الا انه يظل شعبا له "شخصيه" .... شعبا تتقزم الفقاعات تحت قدمه .... و هذا هو سر من أسرار عظمته ....
أقول لمن اجتهد بوطنيه .... و انهك فكره .... و نادي بحظر الفلول تخوفا من نتائج لم تحدث ..... أقول له خيرا فعلت باجتهادك و حبك لوطنك .... و لتكن نتائج التجربة ذخيرة من الخبرات "الثورية" في حُلة انسانية و قانونية .... قطعا ستضيف لكل من اجتهد ...
و لأني احب المنطق .... و اثق ان جيش مصر العظيم .... عندما ترك كل شئ للقضاء ..... مثل حل الحزب الوطني و حظر "الفلول" ... كان واسعا الافق .... و كان محقا .... و كان معليا لشأن القانون و القضاء .. لا معليا لشأن الانتقام و الاقصاء
اسألك عن الفلول الآن .... هل تحس لهم ركزا
أشُك
تحياتي
:)