هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لن يغير من الحقيقة شيئا | 2024-07-26
  • لا لمسؤولية بيت ابني المتزوج | 2024-07-26
  •  دراسة التاريخ ليست إلهاءً | 2024-07-26
  • دَغبَش | 2024-07-25
  • الحرب والشتاء  | 2024-07-25
  • مرة أخرى | 2024-02-08
  • أول ساعة فراق | 2024-07-26
  • لحم معيز - الجزء السابع والأخير | 2024-07-25
  • لم أكن أعرفك … | 2024-07-26
  • لماذا المنهج الصوفي أفضل من السلفي؟ | 2024-07-26
  • الإنتاج هو الحل،، كبسولة | 2024-07-26
  • وكلما مر عليه ملأ من قومه !!!!! | 2024-07-25
  • ماتت سعادتي | 2024-02-05
  • دواء الدنيترا و سرعة ضربات القلب ، حالة خاصة ، ما التفسير؟ | 2024-07-25
  • انت عايز تتربى  | 2024-07-24
  • سيدات ثلاثية الأبعاد | 2024-07-24
  • أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه في رؤيا منامية، هل تلزم الرائي ؟ | 2024-07-24
  • المعنى الحقيقى للزواج فى زَمَنِنا هذا | 2024-04-05
  • الفجر والغسق | 2024-07-24
  • ليس محمد صبحي !! | 2024-07-24
  1. الرئيسية
  2. مدونة د محمد عبد الوهاب بدر
  3. يا بنزبل"

السلام عليكم و رحمة الله

في ليبيا الشقيقه ... عندما يمر جمع من الشباب علي جمع آخر من الشباب يلعبون الكرة ... يقولون لهم " اما ان نلعب او بنزبل" ... !

و الترجمه الحرفية لهذا التعبير ... هو اما ان تسمحوا لنا ان نشارككم لعب الكرة ... او "سنزبل" ...

و المقصود بكلمة "سنزبل" ... أي سنفسد اللعب ..

و المعني مشتق من الاصل البدوي للشعب الليبي .... و بعض المهن المرتبطه بهذه الطبيعه كرعي الغنم ... و "التزيبل" .... هو روث الماعز .... فعندما يحل قطيع من الماعز و الغنم في مكان ما .. فانهم يلوثونه بروثهم ... اي "بزبلهم" ...

اذا ... الترجمه النهائيه للتعبير الليبي : اما ان تسمحوا لنا ان نشارككم اللعب ... او نفسد عليكم مكان اللعب كما تفسد الماعز الارض بروثها ....

تذكرت هذا المشهد الليبي الذي عاصرته ... مع مشهد تمثيلي آخر ... خطر في مخيلتي يمكن سرده كالتالي :

لو تخيلنا ان مدينة تضم خمس اندية لكرة القدم .... اجتمع اربعة منهم و قرروا ان يقيموا بطوله بينهم ... دون ان يشركوا معهم الفريق الخامس ...

علم الفريق الخامس بالامر ... فذهب افراده الي ملعب البطولة ... و اخذوا يقذفون الملعب و المدرجات و اللاعبين بالحجارة ... ثم شككوا في قانونية البطولة ... و زي اللاعبين ... ثم اعلنوا في وسائل الاعلام .... ان الكرة غير قانونية ,,,, ثم انتهوا بتصريح ناري ان الحكام لا يلتزمون بالقانون .... و هدفنا هو افشال البطوله !!

عند هذا الحد قررت الانديه الاربعه تحت وطأه شغب الفريق الخامس ... ان يتم اشراكه في البطوله ... لتضم البطوله جميع اندية المدينة الخمسه

عندها خرج المتحدث الرسمي باسم الفريق الخامس ليعلن علي وسائل الاعلام .... انه لن يسمح لاحد بتهديد امن البطوله ... و ان جميع الفرق ستلتزم بالزي المقرر للاعبين .... و ان الكرة المستخدمه في البطوله اتضح انها قانونيه جدا جدا .... و ان الحكام هم قضاة و لا يمكن التشكيك في نزاهتهم !! .... و ان هدفنا هو انجاح البطولة لاقصي مدي !!

اكتب هذه المقدمه .... متذكرا مخاوفي المبرره من تولي فصيل سياسي له جذور و اهداف معلنه لمن قرأ و درس .... و هذا الفصيل تحديدا هو الاخوان المسلمين ...

كل ما كان يشغلني و يقلقني هو تضارب مفهوم الدوله لدي الفصيل ... مع مفهوم الدوله في العلوم السياسية الكلاسيكيه ... و ما هي نتائج هذا التضارب "الاسترتيجي" ....

و قطعا اخي القارئ ... انا لا اتحدث عن اية ابعاد دينيه .. لاني لا اعترف اصلا و لا اقر بفكرة التقسيم علي اساس ديني للتيارات السياسيه .... فأنا مسلم و انت مسلم و كلنا مسلمون ....

اعود الي اصل الموضوع .... و الي مخاوفي التي كانت ترتكز - كما اسلفت - علي التضارب الصارخ بين فلسفة شكل الدولة و اهدافها بين ما هو مدون في وثائق الطرفين ...

و لكن بعد ان تولي منصب الرئيس ... احد المنتمين لهذا التيار ... و اصبح له حق السمع و الطاعة ... و الاحترام و التقدير ... استغرق وقتي مراقبا مدققا و ربما محللا ...

الاخوان المسلمون ... كانوا هم الفريق الذي لا يسمح له بالاشتراك في البطولات .... فكانوا دائما ... مصدر الشغب .... فهم غير معترفين بباقي الفرق و لا بالحكام و لا بنتائج المنافسات ... و كان شعارهم "اما ان نلعب او نزبل " ....

عندما اتيحت لهم المشاركه في المنافسات كأحد ثمار ثورة يناير ... و هو حق من حقوقهم الاصيلة .... كحق كل انسان يحمل الجنسية "الكروية".... اعترفوا بباقي الفرق ... و صافحوا الحكام .... و دونوا بايديهم نتائج المباريات ....

عندما نتأمل الاحداث الجاريه "بفوقيه واقيعه" .... نجد ان اندماج هذا الفصيل - و اي فصيل عموما - في "السيستم" الطبيعي للدوله .... يجعله يقر به "سيستما" و يعترف به .... مع تعديلات طفيفه بحكم المنصب ... و هذا شئ طبيعي

و مع الوقت تذوب "الاهداف الاخري" ... التي كتبها المؤسسون الاوائل علي اساس ان الهدف هو الوصول الي السلطه ... و ان الوصول للسلطه لن يكون طبيعيا ... لذا لزم وضع "القانون الخاص" ...

اما و قد مهدت الفترة الانتقاليه بقيادة الجيش .... وصول الجميع للسلطه بشكل طبيعي و بقوة الصندوق .... و وصل من وصل ... اصبح الامر مختلفا

لنتأمل مختطفات سريعه لها دلائل ..

اسرف الرئيس مرسي في مدح المجلس العسكري و الجيش المصري اسرافا كبيرا ثم اعاد تعيين المشير وزيرا للدفاع.... بعدما كانا علي طرفي نقيض و بعدما كان المجلس العسكري رمزا للثورة المضاده ..

ثم عين الدكتور الجنزوري في منصب "رئاسي" .... و قلده وساما رفيعا ... و شكره علي انجازاته !! ..... بعدما كان الجنزوري و معه افراد حكومته ... مطلوبين أحياءا او امواتا ...

ثم عين حكومه تكنوقراط ... بها وجوه كثيره عملت سنوات طويله مع وزراء من "الفلول" ... بما يدل ان "سيستم" اختيار الوزراء علي اساس سيرهم الذاتيه لم يتغير جذريا .. عن سابقه ...

حزب النور .... الذي كان في خانة "الضد" حينما اختار ابو الفتوح ..... ثم تحول الي خانة "مع " عندما دعم مرسي ... ثم يعود مرة اخري الي خانة "الضد" عندما لم يحصل علي الحقائب الوزاريه التي يتمناها ... فانسحب من الحكومة .. !!

نتئاج التأمل تقول ... انك عندما تكون خارج الاسوار ... يختلف قولك و فعلك عنك ة انت داخلها !
فالجميع قرر ان يشارك في البطوله ... بنفس قوانينها .... معترفا و مقررا بها ... ملقيا وراء ظهره كل الشعارات التي صنع مدادها ... تاركا من صدقوها في حيرة من امرهم ... الا من اوتي عقلا و حكمه ...

الجميع اعترف و اقر بمقاس الملعب ... و بزي اللاعبين .... و بالحكام و بقوانينهم ... و ببطاقاتهم الصفراء و الحمراء و الاشد احمرارا

و تبقي مهارة الاداء هي الفيصل ....

اما ان يكونوا "برازيل" .... او ان يكونوا "بوركينا فاسوا " .. ...

في نهاية المقال ... احب ان اقر ان قلقي بدأ يذوب رويدا رويدا ... حينما تلمست مظاهر الاندماج بين من كان "مبعدا" سابقا ... مع النظام الذي كان يحارب لابعاده

توقعت الصدام .... لكن الاندماج هو الذي حدث .... ربما لمهارة الطرفين ... علي ان اساس انهما الاثنان "برازيل" ... او لأن الواقعية و الحقيقه اقوي من اية شعارات .. !!

قد يكون الاندماج "قشريا" و ليس جوهريا ... و لكنه يبقي اندماجا مرحليا... يبشر بمستقبل افضل للوطن علي اية حال ...

اعرف اخي القارئ ان هناك مئات الآلاف من التفاصيل التي قفزت الي ذهنك و انت تقرأ .... و لكن دعني اذكرك ان هذا الموضوع يرفع شعار "الفوقيه و الواقعيه" :)

و لا مجال للخوض " في صفار البيض" .... :)

تحياتي
:)
:)

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

682 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع