أليس من الغريب و العجيب , , ان يكون علينا دفع فاتورة باهظة الثمن , , بعد كل اإجراء قضائي او قانوني او نيابي تقوم به السلطات الحاكمة في مصر ؟ ؟
فبعد كل إجراء يتم اتخاذه بحق مسئولي النظام السابق البائد , , نلحظ هجمة شرسة لبعض فلولهم , ممن لم تطلهم يد القانون اإلى الآن , , ممن نبشرهم بأن يد العدالة ستصل إليهم و إلى كل من أفسد و آذى مصر و المصريين , ممن يقومون بأعمال الإرهاب الإجرامي ضد أهل مصر و شعبها العظيم لمجرد صدور حكم أو قرار حبس أو التحفظ على أموال للمسئولين السابقين ,
أليس من العجيب , أن تحدث أحداث إمبابة , بالتعدي على دور العبادة للأخوة المسيحيين , متزامنا مع الحكم القضائي بحبس وزير الداخلية السابق لمدة 12 سنة في قضيتي غسيل الأموال , , ؟؟
أعتقد بأن مرتكبي تلك الأحداث لا يتبعون أي فكر ديني و لا سياسي , , و إن ثبت في التحقيقات علاقة بين مرتكبي هذه الحوادث الاجرامية و أصحاب الفكر السلفي , , فسيكون مجرد وجود لبعض الشباب البسيط الذي يندفع مع كلمات الإثارة و التهييج , , ممن ليس لهم اي خبرة في العمل السياسي , , لتجد تلك الفلول و الاذناب ضالتها فيهم , , لإثارتهم و تحريك بعضهم ضد بعض المنشآت من دور العبادة للإخوة المسيحيين , , مما يؤدي إلى تلك الكوارث التي تهدد الحياة الإجتماعية في مصر.
و أعتقد بوجوب عدم التعامل مع هذا الملف على أنه ملف أمني , بل هو ملف اجتماعي مجتمعي من الدرجة الأولى , مما يستوجب الحوار المفتوح و الشفاف مع بعض من هؤلاء الشباب السلفي الذي يسهل التغرير به من تلك الفلول , , و ضرورة أن يتم الحديث عن النظرة الاسلامية الصحيحة في وجوب تأمين دور العبادة لغير المسلمين في بلد الإسلام , كما أمر بذلك الله تعالى , , و أشدد على ضرورة جذب هؤلاء الشباب للانخراط في العملية السياسية و الوصول بهم إلى الوعي السياسي , , حتى لا يكونوا أدوات لأذناب الحزب البائد و مسئوليه , ليخرجوا علينا بكارثة كلما تم الحكم على أحد رموزهم في حكم قضائي أو كشف فساد ما.
مع إقرارنا الكامل بوجوب محاسبة مرتكبي تلك الأعمال قضائيا و بكل حزم و شدة لردع أمثالهم من ارتكاب مثل تلك الجرائم العامة في حق مصر كلها و ليس فقط الاخوة المسيحيين
حمى الله مصر و المصريين , , و حفظ التعايش السلمي بين جميع أبناء مصر على أرض مصر الطيبة التي حوت كل ابنائها على مر العصور
--------------------
أشرف الكرم
مهندس معماري استشاري