هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • العقار، والفقاعة والقرار
  • القاهرة .. جبارة المحبة جابرة التائهين.
  • من طرف واحد
  • العتاب محبة
  • هزمني الصمت
  • على لسان نائب
  • ديننا و دينهم
  • الرجل .. للحب جائع
  • التعلم و النجاح المالي
  • من أعجب الناس إيماناً عند الله يوم القيامه ؟
  • كرموا فتحي عبد السميع
  • قواعد الأستخدام الآمن لمضادات الإكتئاب
  • أخطاء الكبار و الصغار
  • الخوف من بعضهن
  • قبل ما ناكل حلاوة المولد
  • معنى الحب
  • هل خدعكم سبتمبر قبلا؟
  • عاشق عابد صادق أواب
  • أختبئ داخلي
  • فيولين - عهد الثالوث - الفصل 14
  1. الرئيسية
  2. مدونة م أشرف الكرم
  3. هل هذا غني ؟

 

سيظل من لديه مالًا عند من ليس لديه مال هو الأغنى، ومن ليس لديه أطفال يرى بأن من لديه هو الأغنى، ومن ليس لديه صحة عند المريض هو الأغنى، ومن ليس لديه زوجة، أن من تزوج هو الأغنى،

وينظر الجميع إلى من لا يمتلك ثروة مالية بأنه الفقير، وأقل الفقراء مالًا هو الأفقر.

الشائع دومًا في مجتمعاتنا العربية، أن الغِنى هو غِنا المال، في حين أن المال يعجز أحيانًا عن توفير السعادة أو راحة البال، ولا يوفر الرضا عن النفس أو عن الحال، وقد لا يستطيع المال شفاء مريضٍ من مرضٍ خبيث رغم الصرف على ذلك ببذخ، ولا نستطيع إغفال ما حدث منذ قريب في غواصة أثرى أثرياء العالم، حين لم تنقذهم أموالهم الطائلة عن أن يجدوا لأنفسهم نفسًا يروون به ظمأ صدورهم للهواء،

وفي الحقيقة، إن بداخلنا عطاءاتٍ خاصة ومتميزة من الله الخالق، لو تعرّف كل منا عليها لكان الأغنى.

لكن، يظل الإنسان إلى غيره ناظرًا، ولممتلكات الآخرين حاصرًا، ويتجاهل ما وهبه الله به من تميز وعبقرية، وهي نعمة ساقها الله لكل من البشر، وهي جزء من تعادلية الله في خلقه، ولا يوجد من ليس لديه ميزته الخاصة -التي هو فيها "الأغنى" عن غيره- والتي لو اكتشفها وطورها واهتم بالتفوق فيها -بالعلمٍ والخبرة- عن أقرنائه، لأصبح من الأغنياء مالًا.

وهنا لابد وأن نذكر، كم من غنيٍّ عاش ومات ولم يعرفه أحد، لكن كم من مخترعٍ ليس بغَنيّ، لكنه عُرف واشتُهر عالميًا بعد أن تعرّف هو على تميزه العلمي، وقدم للبشرية ما ينفعها، فأصبح عَلَما على مر السنين، 

فهذا إدسون وهذا لويس باستير وغيرهم من علماء الغرب، نعرفهم ونمجدهم الى يومنا هذا. 

وها هم علماؤنا في العصور الوسطى المظلمة مثل بن سينا والرازي وغيرهم، 

كل هؤلاء تميزوا بأنهم عرفوا مواطن تميزهم، فاستغلوها واستعملوها وركزوا على تنميتها ليقدموا للعالم نفعًا متميزًا فأصبحوا -باستمرار ذكرهم- هم الأغنى.

وبوضوح، ننجح كثيرًا -سواءً كنا حكوماتٍ أو أُسَر- إذا ما استطعنا مساعدة مَن هم حولنا -سواءً أبناءً أو أقارب أو محيطين- لنبدأ في التركيز معهم على مواطن وخصائص تميزهم، لنوضح لهم ذلك وندفعهم ليصقلوا ويطوروا أنفسهم فيما هم فيه متميزون.

ويظل الغَنيّ الحقيقي، هو الذي ينجح في اكتشاف تميّزه ومواهبه بنفسه، ليستخدمها في عطاءاته للبشرية، وفي كلٍ منا توجد تلك الموهبة التي تنتظره ليخرجها إلى النور ليضيف بها إلى الحياة.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1377 زائر، و1 أعضاء داخل الموقع