هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • اول طريق للاكتئاب
  • زي حب بليغ لوردة
  • لماذا أصبحت هي strong independent woman ؟
  • ثم ماذا ….بعد ما تقضي نصف المده
  • عكس عقارب الساعة - الفصل ( 6)
  • العمارة و العملاق حسن فتحي
  • الوصل في العربية
  • ايلافهم رحلة الشتاء و الصيف
  • التواصل في زمن آبائنا
  • الفصل الأول : النص الأدبي والتحليل البيوغرافي
  • الزنزانة ١٥٤
  • أنيين اللات الثلاث
  • الجائــــــــع
  • فهم النص الأدبي من وجهة التحليل البيوغرافي والسيكولوجي - المقدمة
  • كن محسنآ
  • يا ابنتي..أنتِ بين حَرَمٍ وحرام
  • ولادة متعثرة
  • يا صاحب جرحي الشديد 
  • الحب المحرم 
  • عكس عقارب الساعة - الفصل (5)
  1. الرئيسية
  2. مدونة م أشرف الكرم
  3. اعتدينا عليهم قبل أن يعتدوا

قالت: إن ابني يكرهني، أراه لا يعبأ بي، لا يهتم ولا يشعر بأي ألم في حياتي، لا يهمه إلا احتياجاته ومتطلباته مني كأم، وأنا لا أستطيع إلا ان أُلبي له احتياجاته، فهو لا يستطيع أن يقوم بنفسه على مأكله ومشربه وما إلى ذلك، فلقد تعثر في زواجه الأول ولم يُفلح، وله عليّ حق الأمومة،

لكن إذا ما طلبت منه طلبًا أجده لا يسارع في تحقيقه، ولا يشعر بأي لوم على تقصيره معي، بل ولا يشركني في أي من أحواله، وأشعر بأنه لا يحبني، ولا يُقدّم عطاءًا لمن حوله.

وأخذَت تعدد لي دلائل عدم اهتمام الإبن بها وعدم اكتراثه بمن حوله، وكيف هو يأخذ إلى ما لا نهاية، ولا يعطي بشكلٍ واضح، حتى كادت تجهش بالبكاء،

قلت لها: ليس هناك من يكره أمه، قد يكون مقصرًا لكن دونما مشاعر كراهية، وقد يكون بلا مبالاة، وهذا يظهر في كلامك عن ابنك في العموم، لكنه يحبك ولا شك.

ولا تنسِ سيدتي، أننا نحن الآباء لم نُربِ أبناءنا على أن يتماشوا مع القوانين الكونية ويتوافقوا معها ومع أسسها، إذ أنه من المهم تعليم الأبناء صغارًا أن يُعبِّروا عن مشاعرهم، وأن يتكلموا عما يستشعرونه تجاه بيئاتهم وأسرهم وحياتهم عمومًا،

 لكن الواقع إذا صَدَع أحدهم بما يشعر كبتناه وأرغمناه على عدم البوح، وقلنا -على سبيل المثال- "عيب، الرجل لا يبكي"، أو "لا ترد على الكبير"، فيتعلم الصغار أن البوح من العيب فلا يُعبّرون.

نحن الذين تعدينا على أبنائنا حين لم ندربهم على التوافق مع قانون المسئولية الكوني، على أن ما تفعله ستكون عنه مسئولًا ويجب أن تقوم بما عليك دونما تقصير.

نحن لم نعلمهم قانون التوازن بين الأخذ والعطاء، بين الأمومة والخدمات، بين المطالبة بالحقوق والقيام بالواجبات.

يا سيدتي: نحن الذين لم نعلمهم كيف هو التعافي من إساءات الماضي، وتركناهم لإساءاتٍ حبيسة جدران الصدور،  

ونظن أنهم نسَوها، في حين أنها تقفز لهم في اللاوعي كل حينٍ في أي رد فعل.

لقد شكلنا أبناءنا كيفما اتفق، ولم نغرس فيهم ما يجعلهم حصادًا لنا مثمرًا وليس مرًا علقمًا، نشتكي منه رغم أننا الذين بأيدينا قديمًا زرعناه.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

871 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع