هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لن يغير من الحقيقة شيئا | 2024-07-26
  • لا لمسؤولية بيت ابني المتزوج | 2024-07-26
  •  دراسة التاريخ ليست إلهاءً | 2024-07-26
  • دَغبَش | 2024-07-25
  • الحرب والشتاء  | 2024-07-25
  • مرة أخرى | 2024-02-08
  • أول ساعة فراق | 2024-07-26
  • لحم معيز - الجزء السابع والأخير | 2024-07-25
  • لم أكن أعرفك … | 2024-07-26
  • لماذا المنهج الصوفي أفضل من السلفي؟ | 2024-07-26
  • الإنتاج هو الحل،، كبسولة | 2024-07-26
  • وكلما مر عليه ملأ من قومه !!!!! | 2024-07-25
  • ماتت سعادتي | 2024-02-05
  • دواء الدنيترا و سرعة ضربات القلب ، حالة خاصة ، ما التفسير؟ | 2024-07-25
  • انت عايز تتربى  | 2024-07-24
  • سيدات ثلاثية الأبعاد | 2024-07-24
  • أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه في رؤيا منامية، هل تلزم الرائي ؟ | 2024-07-24
  • المعنى الحقيقى للزواج فى زَمَنِنا هذا | 2024-04-05
  • الفجر والغسق | 2024-07-24
  • ليس محمد صبحي !! | 2024-07-24
  1. الرئيسية
  2. مدونة م أشرف الكرم
  3. ■تغافل المجتمع ومعاناة الآباء■

تأخذ البعض العزة بالإثم، ويرى في نفسه القوة والعنفوان لشبابٍ وهبه الله إياه، فيتعامل مع الوالدين من واقع القوة الواقعية التي يعيشها، فيتناسى قدرة الله عليه ويكسر القيم والأعراف التي قامت عليها المجتمعات المستقرة، لنرى مآسي نتابعها جميعًا في كثيرٍ من جنبات الحياة في واقعنا اليوم.

فهذا يقسو على والديه في الكِبَر، نتيجةً لمفهومه الخاطيء بأنه يقدِر عليهما، ويصل الأمر بالبعض إلى أن يقهر الوالدين بفعلٍ لا يرتضياه، فينصاعا -تحت وطأة القهر- ليفعلا ما لا يرضانه خوفًا منه، ويتناسى أن قهرهما لا يُرضي خالقه الذي وهبه تلك القوة التي يستخدمها ضد من وصاه الله عليهما.

وآخر تصل به القسوة إلى أن يطرد والديه من مسكنهما الذي عاشا فيه طويلًا وأنجباه فيه وقاما برعايته وتوجيهه بين أركانه، لنجد لديه في ذلك سببًا مخزيًا وهو بحثه عن مسكنٍ يتزوج فيه، ويتغافل المارق عن أن السعادة التي ينشدها على شقاء والديه لن تأتي له إلا بلعناتٍ كي لا يسعد في زواجٍ أبدًا.

ونرى أحيانًا من الشباب من يخطط أحوال والديه لتخدم مصالحه ولتتماشى مع ما يروق له، فيقف حجر عثرةٍ أمام كل حلٍ يكون فيه راحة الوالدين بحثًا منه على ما يناسبه هو من الحلول، ضاربٍا عرض الحائطِ بمصالحهما وهما في أيامهما الأخيرة في الحياة، ويُغمضُ عينيه عن مسئوليته في إراحتهما قبل راحته وحل الصعوبات الحياتية لهما قبل حياته.

وفي الحقيقة، أنا ألوم مثل هؤلاء الشباب لومًا لا حدود له، من بعض الأبناء الذين نشزوا وتعدّوا على من كانا سببًا في حياتهم، لكنني ألوم ذويهم وأقربائهم وكل من له صلةً بهم أكثر وأشد، إذ أن هناك دورًا مجتمعيًا يجب أن يقوم به كل هؤلاء ممن يمثلون المجتمع حول هؤلاء الأبناء، ليردعوا من يتعدى ويضبطون من يبغي، إلا أننا لا نلحظ ذلك في الأغلب ولا نلمس هذا الدور المجتمعي الذي يمثل القوة الرادعة لمن لا يرتدع خوفًا من ربه ولا يعبأ بالقيم والأعراف.

وقد يقول أحدنا: هذا نتاج تربيتهما في أبنائهما، ولو سلمنا بأن تربية الوالدين لم تكن على ما يقيم للأبناء ضميرًا ومسئولية -كفرضٍ جدليّ- فإن مسئولية الابن عند بلوغه سن النضج يجعله متحملًا تبعات ما يفعل حتى لو أخفق الوالدان في تربيته، ولا مبرر له في أن والداه لم يربياه على ما يرام لأنه أصبح في سن التكليف وخرج عن عباءة الوالدين، فضلًا عن أنه كيف نقيس معايير التربية في كل ابن وكيف نزن المتابعة التربوية عنده لنتعرف على النجاح التربوي أو الإخفاق؟

إن ترك الوالدين فريسة لبعض الأبناء العاقين، وإلقاء اللوم عليهما تارة، والتغافل عما يحدث لهما تارةً أخرى، لهي جريمة يقترفها المجتمع المحيط بالوالدين ممن يلمسون التعدي والبغي الذي يقع أحيانًا من الأبناء على الآباء في سِنيّ العمر القاسية، بعد أن ترحل الصحة عنهما وتفارقهما أدوات الحياة.

م. معماري/ أشرف الكرم

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

629 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع