هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • ما بال هذا الهيام..
  • مَواسم الفُراق
  • التسويق في مصر بعافية ١
  • حسان و السمان
  • تداعيات إشكالية
  • عندما يكون الإسهال عرضا جانبيا لدواء ..
  • كتابي السِفر
  • لغة البتاع
  • وطأت قدم
  • أتدري أنها فانية؟!
  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  • قراءة في فهم قضية تعريب الطب
  • شئ….لا يستوعبه عقل 
  • عندك أحسن.. أروق .. أنضف
  • يوم حسن
  • ليس الأمر شاي و لا مج
  • لا وقت للدراما
  • ....لانهم كانوا نورا...
  • شوك الورد
  • مستشفى الخفافيش "سلسلة الموقع الأسود"
  1. الرئيسية
  2. مدونة د عبد الوهاب بدر
  3. يوم عيد الأم يو وفاة أمي

في يوم ٢٠ مارس عام ١٩٧٢

يعني منذ ٥٢ سنة 

شكلنا فريقين لكرة القدم في وحدتنا العسكرية

فريق من الضباط وانا منهم

....وفريق من الجنود وكان مركزي في اللعب قلب دفاع الضباط 

....

ولما اشتد وطيس المباراة وهاجمنا فريق الجنود بشراسة وهم اصغر منا سنا ولياقتهم اكثر منا نحن الضباط بذلت جهدا كبيرا خوفا من عار الهزيمة 

...

وفجأة دخل مهاجم الجنود منطقة الجزاء وبدلا من ادخال الكرة داخل المرمي شاط بكل قواه قدمي وساقي 

.....وحملوني الي مستشفي احمد جلال العسكري 

...

وفي صباح يوم ٢١ مارس وهو عيد الأم جاءني وانا محجوز بالمستشفي رسول من وحدتي بأن امي مريضة جدا 

....

 

وعلي الرغم من اَلامي استأذنت الضابط الطبيب المناوب لساعات واعود بعد الاطمئنان علي امي

....ومن ميدان رمسيس ركبت الحافلة الي المنصورة ويعلو من راديوهات المحلات والسيارات اغنية ست الحبايب المشهورة 

...

ودخلت علي امي وكانت في حالة غيبوبة تامة فصاحت احدي المرافقات في اذنها بأني حضرت فاعتدل رأسها فقبلت رأسها وبعد دقائق معدودات هوت رأسها فتلوت الشهادتين وقبلت رأسها ووجهها 

....وبكيت بكاءا يكفي عمري كله

...

ونسيت وعدي للطبيب المناوب والتقاليد العسكرية ....ولما لم اعد للمستشفي ابلغوا جميع الوحدات العسكرية المتعلقة بي بفراري كمريض من المستشفي في يوم عيد الأم

 

...ولما عدت بعد ثلاثة ايام تم عرضي علي اللواء الطبيب مدير المستشفي ...والرجل بهيبته الصارمة سألني

...لماذا غادرت المستشفي بدون اذن هذه الايام ؟

أجبته تلقائيا 

عشان امي يا فندم 

فانفعل الرجل 

هل انت طفل ؟

...فأجبته والدموع تغلبني

...أمي انتظرتني حتي تموت

....

وصمت الرجل وأمر علي الفور بعودتي في اجازة مرضية اربعة ايام 

....

يوم عيد الام هو يوم وفاة امي .....وكانت رحمها الله لا تهلل كثيرا مثل بعض الامهات .....يا حبيبي....يا عمري....يا ضنايا 

...

بل كانت عيناها حضنا دافئا ابدا لي ولأخوتي ....وابتسامتها تحكي اساطير الحب لنا 

...وكانت اذا غضبت من احدنا نخجل من عينيها دون ان تتكلم بما يجرح مشاعرنا 

....

 ومن الطريف ان اتذكر انه كان لدينا قارورتين من الفخار (بلاصي)...واحدة للمش وجبنة المش وواحدة للعسل الاسود ....وكنت من عشاق العسل ...وكانت اختي الكبري هي المسئولة عن احضار العسل لتناول الطعام ..... وحتي افلت من مراقبة اختي اخترع لي اخي الاكبر ماسورة من سيقان اشجار الغاب امتص بها العسل من البلاصي مباشرة دون ان تتناثر أثار العسل علي الجدران حتي تلاحظها اختي (رحمهما الله اخي واختي)

...

وفجأة طارت اختي الي امي واخبرتها ان العسل نقص كثيرا علي غير المعتاد 

....وتساءلوا ...كيف؟....ومن؟ 

...ودائما ترسو مراكب الاتهام عندي سواء كنت مدانا او حتي بريئ فلم اكن اجيد الدفاع عن نفسي ...وكانت تكفيني ابتسامة جبر الخاطر من أمي وعفوها عن فضائحي  

...

لكِ الربيع 

ولكِ الدوع من قلب

يذكر الله

...

لكِ الماَذن العالية 

تناجي ربنا 

في علاه

...

لكِ مصحفي يصنع مني

ومنكِ 

توأما حياه

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1985 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع