وانت في مكة

..تشعر ان الله يتعمد ان يرضيك لأنك تعمدت الا تفكر الا فيه وتخنقك العواطف بالبكاء وانت واقف او جالس في حضرته......وكل همك ان تركع وتسجد علي الارض وكل اغراضك وضعتها امامك كانك القيت بهمومك جانبا ....فالمهم فقط ان يرضى الله عنك 

.....

وانت في مكة

تجد من يصلح لك هندامك او يربط لك رباط حذائك ويناولك عصاك ويأخذ بيديك كي تقف لو انك مريض او شيخ هرم او ذو عاهة اصابتك ويذهب الي حال سبيله لا يريد منك جزاءا او شكورا

....

وانت في مكة 

تجد المرأة مهمومة بنفسها كي لا تهرب منها نفسها ...التواقة الي العري الذي اصابها ذات يوم وتسبق الرجال للجلوس امام الله بكل ادب وخشوع 

......

وانت في مكة 

تاكل وتشرب فقط لتقوي علي سباق الناس كي لا تفوتك صلاة الفجر التي طالما نمت وسط شخيرك وانت في بيتك ثم تصلي الصبح والشمس تلسع وجهك او قفاك وقد تسللت من خلال نافذتك

(ان قرأن الفجر كان مشهودا)

٧٨ الاسراء 

....

وانت في مكة 

تشعر ان الايام تفلت منك كانها حلم فلا تصدق انك انت بهمومه...ونزواته....وقلة ادبه مع نفسك ومع الناس وتجد نفسك مطيعا لمن يعظك او ينصحك او يعلمك شيئا 

....

وانت في مكة

تسمع صوت الأذان كأنه صوت الله يكلمك ويطبطب عليك ويدللك فتجري اليه بعقل طفل وقلب طفل وحب طفل وكل مافيك يهرول مغسولا من الغرور و العنتظة وحب الذات والنفخة علي الفاضي 

....

وانت في مكة 

تحرص علي رؤية الكعبة والطواف حولها وليس تقديسا لجدرانها فجدرانها عادية ويدور بداخلك ما هو السر في اختيار صاحب العرش لمكانها كي يكون اول بيت يركع ويسجد الناس فيه لصاحب وخالق الكون علي ظهر الكرة الارضية ؟!

السر في اختيارها هو الذي جعلك تطوف حولها تقديسا لله  

(ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا)٩٦ ال عمران

.....

وانت في مكة 

اعضاء جسمك تنسي اوجاعها وتنشرح خلايا جسمك لهواء مكة المحاطة بالجبال (مسامير وقلاووظ الارض) وكأنما مسامير جسمك تم تجديدها وصنفرتها من الصدأ وعادت اليها الحيوية 

....

وانت في مكة 

تدعُ الله بدون خجل مما صنعته نفسيتك المريضة وهواك العفن في حق الناس والجيران وذوي الارحام وامك وابيك وكأنك في خلوة بعيدة عن الناس وتحكي فقط وبصراحة امام الله ما فعلته فلن يفضح سرك بل يسترك مهما حاول الناس ان يتجسسوا عليك باحدث المناظير لديهم وتجد نفسك بعدها مسنودا بظهرك علي ركن متين 

....

وانت في مكة 

تشعر ان العالم تافه ومزيف وان نسبة النفاق عالية ونسبة الغرور مرتفعة ونسبة الكلام والنميمة قد تجاوزت حدودها

(لا خير في كثير من نجواهم )

١١٤ النساء

....

وانت في مكة 

تري جميع اجناس الدنيا وجميع لغاتها وجميع لهجات الارض ومن جميع القارات ويقولون بصوت عربي واحد (لبيك اللهم لبيك) وهي لغة القرأن الكريم بقلوب مملوءة بالهوي لمكة 

(واجعل افئدة من الناس تهوي اليهم)

...

في مكة 

تتواري المظاهر والمفاخر والحناجر وعبث الضمائر وخفايا السرائر وتصبح العبادة لله علي المكشوف

(يعلم خائنةالاعين وما تخف الصدور )

.....

في مكة 

قال صاحب العرش لرسوله محمد صلي الله عليه وسلم لمن يسألك من قومك او اليهود عني قل لهم ....لا شبيه ولا احد مثلي ولست رقما مثل الواحد يسبقه الصفر ويليه رقم اثنين فأنا احد ...وليس لي ولد وانا الاول والأخر 

(قل هو الله احد ..الله الصمد ...لم يلد ولم يولد ...ولم يكن له كفوا احد)

.....

وانت في مكة

تحمد الله انك صليت فيها