الشيخوخة 

..هي مرحلة تراجع حتمي لقدرة الانسان في صراعه مع حياته رغم ان نواياه لا تتراجع فالبعض يتصابي وتصبح الشيخوخة لحظتها قمة المسخرة !!

وهي وقار وخطي مؤدبة بعد سن الستين وقد ملأ الابناء عيون الابوين وربما الاحفاد ...وقلب الشيخ يدق لمن أتي ومن غاب ومن مرض ومن نجح ومن تعثر 

....وبعد السبعين تبدأ عملية افراغ الجيوب لمن تزوج ...ولمن تنتظر ومن يحلم ومن ...ومن...ومن !

...

وفي الثمانين يبتسم الشيخ دائما ويشكر الله ويحمده وكل أمانيه الا يشعر بالاحراج والكسوف وتقصير الرقبة بسبب الافلاس وقلة المخزون من الحسنات فالنتيجة سوف تعلن علي الملأ 

(وأن ليس للانسان الا ما سعي)

٣٩ النجم

....

فوجئت اليوم اول اكتوبر أنه اليوم العالمي لكبار السن رغم ان الامم المتحدة لم تخبرن بذلك ولم تسألني عن أخبار الشرايح والمسامير التي احتفظ بها بساقي ولم تسألني عن مرض النقرس (داء الملوك )بلا فخر الذي يهاجمني بين الحين والحين والغريب ان جميع المأكولات تسبب النقرس اما مباشرة او بالتضامن مع بعضها ...والصيام يزيد النقرس ....والاكل يزيد النقرس 

وانا احاول ان اتنفس براحتي واحمد الله ان الهواء لا يسبب النقرس !!

....

اعود للشيخوخة في عيدها الموقر ...فقد ذكرها القرأن الكريم ثلاث مرات وهي مرحلة من مراحل العمر بعد الولادة والطفولة والصبا والشباب ومرحلة الاربعينيات والخمسينات ذات القوة والرشد 

ثم تاتي مرحلة الشيخوخة 

(ثم لتبلغوا اشدكم ثم لتكونوا شيوخا )٦٧ غافر 

...نحن جميعا نتذكرابنتي شيخ مدين عندما وقفتا جانبا باغنامهما امام بئر مدين ولما سألهما النبي موسي عليه السلام عن قصتهما قالتا ان ابيهما شيخ كبير يعني لا يستطيع المجيئ 

(قالتا لا نسقي حتي يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير )

٢٣ القصص

لاحظ كلمة شيخ ومعها كبير يعني في وهن 

...

ومن ألقاب التقدم في السن كلمة الكِبَر وقد ذكرت في القرأن الكريم ست مرات يعني ضعف عدد مرات الشيخوخة !

لمدي تاثيرها وزيادة الوهن والضعف وألم كبار السن كثيرا

...

وقد عبر عنها النبي زكريا عليه السلام بكلمة بلغني يعني داهمني الوهن والضعف في شيخوختي بعد ان بشرته الملائكة بان الله يهبه بغلام اسمه يحى عليه السلام 

(قال رب اني يكون لي غلام وقد بلغني الكِبَر وامرأتي عاقر)٣٩ ال عمران 

...

والخليل ابراهيم عليه السلام عبر عنها بكلمة مسني الكبر يعني اصبت بالوهن والضعف وايضا قال ذلك عندما بشرته الملائكة بحمل زوجته المسنة في اسحاق عليه السلام وكان الاثنان في غاية الاستغراب

(قال ابشرتموني علي ان مسًني الكِبَر فبم تبشرون) ٥٤ الحجر 

...

ولفظ الاصابة بالكِبَر مذكور ايضا في سورة البقرة 

(واصابه الكِبَر وله ذرية ضعفاء)٢٦٦ البقرة 

....

اخوتي وابنائ واحفادي 

كلنا نعرف وصية الله سبحانه وتعالي للابناء بخصوص الوالدين والوصية عندما يكون الوالدين في مرحلة ضعفهما عندما يكبرا في السن فقد قضي الوالدان حياتهما في رعاية وتربية الابناء ولابد من رد الجميل لهما والحياة دوارة وكل انسان سيمر بهذه المرحلة 

...

نلاحظ في الوصية ان المولي سبحانه وتعالي قال

(اما يبلغا عندك الكِبَر)...يعني بلغا مرحلة الضعف والوهن في شيخوختهما وانهما معكم وتحت اعينكم (يعني مش في دار المسنين او علي السطوح او بلا مأوي )!!!

والوصية صحيحة بلا خطأ

(اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما )

وقال المولي في الوصية ...لا تنبس بكلمة اف بشفتيك (فلا تقل لهما اف) 

مش كده بس ...ولا تنهرهما يعني الشخط والشخيط عمال علي بطال ! (ولاتنهرهما)

مهما قالا اوفعلا لانه يؤذيما كثيرا ويكتمان المهما ويدعون لكم لا عليكم فانتم فلذات اكبادهم 

وقولوا احلي الكلام حتي من تحت الدرس او نفاقا وسوف يقبل الله النفاق لانه يسعدهما

(وقل لهما قولا كريما) يعني جميل وكريم ومن القلب وسوف تنال البركة من الله 

وتواضع مع ابيك وامك فلو ماتا سوف تخسر منجما من الحسنات بسببهما 

( وقضي ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكِبَر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ...واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) ٢٣..٢٤ الاسراء 

وكل عام وكبار السن بخير