في الخامسة من عمري نظر اليّ أبي رحمه الله بعد عدة محاولات للاستمرار لدي شيوخ قريتنا لحفظ القراَن الكريم ....نظرةً لا انساها ثم تمتم ....حتي أنت!!
كان احساسا بالالم لفشله معي (كما فشل من قبل مع اخي)
....وعلي النقيض تماما كنت في منتهي السعادة فقد تخلصت من الذهاب مبكرا كل يوم بعيدا عن بيتنا وفرحت بالجري في شوارع القرية وليس لدي سوي سورة الفاتحة والمعوذتين وقل هو الله احد
....وظللت ارددهم اثناء لعبيَيات مع العيال كشيئ من الفشخرة
.....
وفي صباي كنت احفظ اَيات القراَن الكريم في المدرسة في حصة الدين وكان الاستاذ عبدالحميد صوته جميلا يشجعنا علي الفهم والحفظ في الاعدادي وتكرر نفس الشئ مع استاذ اللغة العربية الشاعر والاديب عبدالقادر ربيع في المرحلة الثانوية
.....
وفي شبابي احتفظت بالمصحف الذي تسلمته في اولي ثانوي...وبين الحين والاَخر اقرأ القراَن بفهم وتارة بلا فهم ....ومن رحمة ربنا انه يزيد حسناتنا في صحائفنا بمجرد اننا نقرأ
.....
وكانت لي عادة لازمتني بعض الوقت فقد كنت افتح المصحف وأقرأ الاَية التي تصادف عيني فان كانت الاَية مثلا (في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) ٥٥ القمر .....اشعر بالفرح والتفاؤل وكأني وضعت مفتاح الجنة في جيبي
...وان كانت الاَية مثلا
(فيعذبه الله العذاب الأكبر) ٢٤ الغاشية ....اتشاءم واحزن ويكون اليوم طويلا ومملا !
.....
ولما ازداد فهمي ادركت كم كنت احمقا فهل اتفاءل واتشاءم بقول الله(حاشا لله)
وازدادت حاجتي للتفسير لاَيات القراَن الكريم خاصة في سن الفوران والغليان العقلي والفكري لشباب يلوذون للمراَة كثيرا لسبسبة الشعر الناعم والحيرة بين قص الشنب او تركه او اطلاق اللحية او الاكتفاء بسكسوكة ودخول امور تافهة او نصف تافهة في دائرة اهتماماتنا
.....
وتخرجت من الجامعة واصبحت طبيبا وزادت معي وتملكتني هواية القراءة وقرأت في كل الاتجاهات ...ادب...شعر...حب...ومذكرات الملاحدة...وكتب تفسير القراَن الكريم حتي الاناجيل والتوراة وكتب الدعاة وحضرت نقاشات ومحاضرات للشيخ محمد الغزالي والدكتور عبدالحليم محمود وحضرت خطب الشيخ كشك في مسجد الحياة في شارع مصر والسودان وكثير من المشايخ
....
واستقر تفكيري ان اعزف لعقلي وقلبي ماهو يوصلني الي الطريق الصحيح .....وفي شارع الخليل ابراهيم بمكة المكرمة اشتريت تفسيرا للقراَن الكريم واقتنيت تفسير الجلالين والطبري والسعدي ومعجم الفاظ القراَن الكريم ومعجم ايات القراَن الكريم وتفاسير اخري
.....
وفي زحمة التفسيرات ومداومة القراءة اكتشفت اني كنت حمارا وما زلت ......نعم حمار والف حمار وتعمق لدي هذا الاعتقاد بعدما استمتعت كثيرا بتفسير القراَن الكريم من مولانا الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله
....صحيح الحمار ذكر في سورة الجمعة بشأن اليهود الذين لم يعملوا بالتوراة التي نزلت علي النبي موسي عليه السلام بالاضافة الي تحريفهم لها
...وقد استعارت الحمار لنفسي بشأن القراَن الكريم ورضيت بالتهزيئ في الدنيا عسي الله ان يهدينا
(كمثل الحمار يحمل اسفارا) ٥ الجمعة
.....
ومنذ ٢٠٠ سنة كان الطبيب وعالم التشريح موريس يهوي القراءة وبالطبع قرأ التوراة والانجيل وجرفته هوايته لقراءة القراَن الكريم (بالفرنسية طبعا) من باب الثقافة ....ووجد كلمة هامان التي لم يقرأها في الانجيل اوالتوراة ....وتكررت الكلمة ست مرات ف سورة القصص وغافر والعنكبوت وذكر هامان بعد فرعون مباشرة كشخس مهم
...وذهب الكتور موريس بوكاي الي صديق له في باريس متخصص في علوم الفراعنة والاَثار المصرية وسأله عن معني كلمة هامان في قواميسه الخاصة بمصر فبحث له عنها وقال هذه الكلمة تعني بالهيروغليفية المصرية (رئيس عمال مقالع الحجر ).....ثم استمر قائلا لموريس ماالذي جعلك تسألني عن معناها فأجاب الدكتور موريس لاني امتلك مذكرة منذ ١٤٠٠ سنة فيها الاسم !
...فانفعل عالم المصريات قائلا استحالة ان يوجد هذا الا في اَثار الفراعنة وقد اكتشفناه علي حجر مصري في متحف فيينا عاصمة النمسا وقد ترجم المكتوب علي الحجر فقط في عام ١٨٢٢ .......فاندهش الدكتور موريس بوكاي وسافرا الي النمسا ولما اطلع علي الحجر قال لصديقه لقد ذكرها محمد في مذكرته(يقصد القراَن الكريم) منذ ١٤٠٠ سنة
....فعلا انه نبي صادق وقد اخبره الله بهذا....واني اقولها
...اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله
...واسلم الطبيب الفرنسي موريس بوكاي