وَيْلاهُ مِنْ نَارِ الْهَوَى
وَآهِ مِنْ طُولِ الْجَوَى
أَرْسَلْتُ طَرْفِي رَائِداً
فَمَا عَلا حَتَّى هَوَى
وَسَارَ قَلبِي خَلْفَهُ
فَلَمْ يَعْدُ حَتَّى اكْتَوَى
قَدْ طَالَمَا زَجَرْتُهُ
يَا لَيْتَهُ كَانَ ارْعَوَى
لِكُلِّ شَيْءٍ آفَةٌ
وَآفَةُ الْقَلْبِ الْهَوَى
يَا سَائِلِي عَنْ حَالَتِي
دَعْنِي فَصَبْرِي قَدْ ذَوَى
وَكَانَ قَلْبِي رَاشِدَاً
لَكِنَّهُ الْيَوْمَ غَوَى
أُوقِعَ فِي أَشْرَاكِهِ
لِكُلِّ حَيٍّ مَا نَوَى
فَكَيْفَ أَمْضِي فِي الْهَوَى
وَالْجِسْمُ مَحْلُولُ الْقُوَى
وَأَيْنَ أَبْغِي نَاصِرَاً
هَيْهَاتَ وَالْخَيْرُ انْطَوَى
أَصْبَحْتُ فِي تَيْهُورَةٍ
يَسْأَمُ فِيهَا مَنْ ثَوَى
لا صَاحِبٌ وَافَى وَلا
خِلٌّ إِلَى حَالِي أَوَى
فَيَا إِلَهِي رَاعِنِي
وَادْفَعْ عَنِ النَّفْسِ التَّوَى
وَلا تَكِلْنِي لِلَّتِي
لَوْ صَادَفَتْ نَجْمَاً خَوَى
رحم الله محمود سامي البارودي