arhery heros center logo v2

           من منصة تاميكوم 

آخر المواضيع

  • أشهر اعطال جميع انواع السيارات | 01-11-2024
  • صورة علماء غيروا الحضارة البشرية | 01-11-2024
  • تواريخ سقوط النقاط الحصينة بخط بارليف في يد الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973 | 09-10-2024
  • وقائع حدثت لأول مرة بكأس العالم 1994لكرة القدم بأمريكا | 05-10-2024
  • طرق لاغراء الزواج ولفت انتباهه لك جنسيا | 01-10-2024
  • ما هو ال Mooc؟ | 14-09-2024
  •  الفروقات الجنسية بين الرجل والمرأة | 03-09-2024
  • فن اتقان المسافات | 02-09-2024
  • روابط هامة في الفيسبوك لحسابك الشخصي | 17-08-2024
  • الفرق بين سلاح الشيش وسلاح السيف و سلاح سيف المبارزة | 01-08-2024
  • أنواع النكاح في الجاهلية | 21-07-2024
  • المطبات الجوية و أنواعها | 11-07-2024
  • أنواع و وظيفة المراقبين الجويين للطائرات | 26-06-2024
  • كيف يتفادى الطيار المُقاتل الصواريخ جو/جو ؟؟!! | 24-06-2024
  • الحب يروي الحياة .. قصص حب | 17-06-2024
  • الفرق بين ليلة القدر ويوم عرفه؟ ! | 14-06-2024
  • معنى : "الآشيه معدن"  | 13-06-2024
  • الإعجاز في "فَالْتَقَمَهُ الحوت" .. و النظام الغذائي للحوت الأزرق | 21-05-2024
  • إعجاز (لنتوفينك) في القرآن .. هل هو صدفة ؟! | 19-05-2024
  • من قصيدة: شرايين تاجية | 15-05-2024
  1. الرئيسية
  2. بريد الجمعة
  3. بريد الجمعة يكتبه: أحمد_البرى .. القفز على السلالم !

مهما تبلغ قدرة المرء على التفكير واتخاذ القرارات الصائبة، فإنه يجد نفسه أحيانا فى حاجة إلى من يشير عليه بما يمكن أن يتغلب به على مواجهة مشكلة تؤرقه ولا يرى سبيلاً إلى حلها، فأنا شاب فى سن الرابعة والثلاثين، نشأت فى أسرة متوسطة بإحدى مدن الصعيد لأب وأم قدما كل ما فى استطاعتهما حتى أصل أنا وإخوتى الخمسة الى مانحن عليه من تعليم، وحياة محافظة، قائمة على التمسك بالدين والأخلاق والأعراف والتقاليد، وترتيبى هو الأخير فى البنين وتلينى أختى الصغري، وغرس فينا والدانا القيم النبيلة والأخلاق الرفيعة، وحرصت منذ صغرى على أداء الصلوات وقراءة الكتب الدينية، وحبانى الله بطول الجسم والوسامة، والصوت العذب، وأتمتع بروح الدعابة، هذه هى بعض ملامحى الشخصية التى رأيت أن أذكرها فقد تكشف لك عن جوانب خفية عني، ويدخل فيها ماقاله المحيطون بى بأن لدى «كاريزما» يلمسها كل من يتعامل معي.

 

ولأننا أسرة بسيطة مكافحة، فإننى عملت منذ أن بلغت الحادية عشرة من عمري، وكذلك إخوتي، وقد توفى أبى ونحن صغار، فأخذ أخى الأكبر بناصية الأمور فى البيت، وكان ومازال نعم الأب لنا، ومضت حياتنا فى جو من الألفة والمحبة، وألتحقت بكلية نظرية، وجذبتنى فتاة تدرس معى فى الكلية نفسها، وعرفت أنها من المدينة التى أنتمى إليها، وأحببتها من طرف واحد ولم أبح لأحد بحبى لها، وأكتفيت بالنظر إليها، ولم أجرؤ على التقدم إليها، فأمها مادية من الدرجة الأولي، وأنا لا أملك ماسوف تطلبه منى الشقة والأثاث وخلافه إذا أقدمت على طلب يدها، وعشت صراعا داخليا شديد المرارة، بعد أن فقدت حبيبتى التى أحببتها حبا صامتاً بسبب ظروفى المادية الصعبة، وركزت جهدى فى البحث عن وظيفة، وعملت فى أحد الفنادق السياحية ولم يكن لى احتكاك مباشر بالسياح، وذات يوم قابلت فتاة من «لاتفيا»، وتصورتها فتاة أحلامي، وعشت هذا الأمل شهوراً، لكنها اختفت فجأة، وتركتنى أصارع نفسى لدرجة أننى كرهت وقتها كل مايتعلق بالموضوعات النسائية وعلاقات الحب.

 

ورآنى زميل لى عازفاً عن التعامل مع الآخرين، فدعانى إلى نزهة فى المناطق الطبيعية الخلابة، بالمدينة التى نعمل بها فخرجت معه، ووجدت بصحبته سيدة من دولة أوروبية غنية، وتعددت رحلاتنا معا، وعادت هذه السيدة إلى بلادها بعد انقضاء إجازتها، ومر عامان على وجودى فى الفندق الذى التحقت به، وانتقلت إلى فندق آخر جاءتنى فيه فرصة لوظيفة أكبر من الوظيفة التى كنت أشغلها، وظللت على صلة بصديقى حيث كنا نتبادل الاتصالات للاطمئنان على بعضنا، والدردشة فى أحوالنا، وفى أحد الأيام أخبرنى أن صديقته الأوروبية حضرت إلى مصر وتريد مقابلتي، فوعدته بالمجيء إليهم يوم الإجازة، وسرى فى داخلى إحساس بأن طلبها رؤيتى ليس عادياً، فلكل شيء سبب، إما يسبقه أو يتبعه، المهم أننى التقيت بها، وكان ظنى فى محله، إذ كانت بصحبتها صديقة لها، ماأن تراها حتى ينشرح قلبك لها، فهى جميلة الوجه والروح، وأكبر منى سنا، حيث كنت وقتها فى سن السادسة والعشرين، وهى فى الثامنة والثلاثين، وجمعتنا جلسة رائعة، وشعرت بإرتياح بالغ تجاهها، وطلبت منى أن نكرر اللقاء فى اليوم التالى فوعدتها بذلك، ولكن قبل أن تنتهى جلستنا حدث سوء تفاهم بين زميلى وصديقته، وانتهى اللقاء دون الاتفاق على الموعد الجديد، فلم أذهب للقائهم أو أعتذر، وفوجئت باتصال من صديقة زميلى تطلب منى ألا أخذل صديقتها التى سعت للقائي، وأن آتى إليها كما وعدتها، فنفذت ماأشارت عليّ به، وتعددت لقاءاتنا، ثم سافرت إلى بلادها، وعادت إلى مصر بعد شهور، وتوطدت صداقتنا على مدى عامين، وربطتنى بها علاقة نظيفة، ولم أرتكب إثما أو أفعل مايغضب الله، وكان ذلك مبعث ارتياح كبير لها، ودافعا إلى الزواج بي، وعرضت الأمر على أهلى فرفضوا فى البداية، ثم رأت أمى زوجتى فى المنام تدخل عليها، ومعها طفل، أما أنا فقد رأيت ذات ليلة أننى تزوجتها وأنجبت منها طفلاً، وكانت زوجتى فى هذا المنام تبدو وكأنها تبحث عن شيء مفقود، وقد هداها الله إلى الاسلام قبل زواجنا وأطلقت على نفسها اسم فاطمة الزهراء، وأتممنا عقد الزواج، وهى مطلقة ولديها طفلان أحببتهما وأحباني، وأعاننى الله على تربيتهما حتى أصبحت طباعهما قريبة من العادات والتقاليد الشرقية، وقد حملت زوجتى بعد ثلاثة أشهر من الزواج، وعشنا فى بلدها الأوروبي، والحق أنها ساعدتنى بكل ماتملك من طاقة، على دراسة لغتهم والحصول على دورات تدريبية فيها، واشترت لى كل احتياجاتى حتى الملابس، ومضت حياتنا على مايرام لفترة طويلة، ثم دب التوتر بيننا، إذ إنه لا توجد فى أوروبا علاقة صداقة بين الرجال بالمعنى المفهوم لدينا، حيث إن علاقاتهم محدودة فى إطار المكالمات والعمل فقط، أما الصداقة لديهم، فهى موجودة بين الرجال والنساء، والحقيقة أن معظم من تعرفت عليهم بحكم عملى من النساء، لكن زوجتى لم تقبل هذه الصداقات، ووجدتها غيورة جداً، فتثور لأتفه الأسباب، وذات يوم قرأت رسالة عادية ليست بها أى كلمات غير لائقة، أو تثير الشكوك، وقد بعثت بها إلى فتاة، فإذا بها تقيم الدنيا، ولما سألتها: هل فى هذه الرسالة ما يدل على خيانة من جانبي، فردت: لا.. فقلت لها: ثقى بنفسك، فقالت: إنها تغار عليّ، ثم أغلقت الهاتف برقم سري!، وتتبعتنى فى كل خطواتي، وأصبحت دائمة الأسئلة: من اتصل بك؟ وأين كنت؟.. ومن قابلت؟.. ومع انخراطى فى المجتمع الأوروبى تعددت لقاءاتى مع أناس كثيرين.. «نساء ورجال» فى مجموعات، ولكنها ما أن تعلم أن فلانة أو علانة فى هذا المكان حتى تبدى استياءها وضجرها، فتذهب إلى صفحتى على الفيس بوك، فإذا وجدت بها صديقة لى تقلب الأمور فى المنزل، ولما تمادت فى تصرفاتها على هذا النحو، ازددت عنادا لها، ولم أستجب لمحاولاتها قطع علاقاتى بالأخريات، فانهارت الثقة بيننا، ووجدتنى وحيدا ليس هناك من أتحدث معه أو يفهمني، فالمصريون والعرب فى هذا البلد لا يجتمعون إلا نادرا، وقد يكتفون بلقاء عابر فى المسجد كل شهر، وضاق الخناق عليّ بسبب شكوك زوجتي.

 

ودارت الأيام، وأنجبت زوجتى طفلا جميلا، ثم اكتشفنا أنه من ذوى الاحتياجات الخاصة، فحمدت الله الذى لا يحمد على مكروه سواه، إذ أؤمن بأن لكل شيء قدرا، وأن الإنسان لا يأخذ من الدنيا إلا نصيبه فيها، وزاد من راحتى النفسية ما يتمتع به هؤلاء الأطفال فى أوروبا من رعاية، وينظر إليهم الجميع نظرة حب واحترام، وليست نظرة شفقة، وأمضيت فترة طويلة فى الدراسة والتردد على المستشفيات لمتابعة حالة طفلنا، وتولت زوجتى المصروفات كاملة، حيث إننى حتى تلك اللحظة لم أكن قد التحقت بأى عمل، وكان علىّ أن أتم دراستى أولا، وقد فكرت فى أن أقيم مشروعا خاصا بنا، ولكن فى مدينة تبعد عن مدينتنا ثلاث ساعات بالسيارة، وساعدتنى برأس المال، وصادف بعد المكان هوى فى نفسي، حيث إننى بحكم طبيعة عملى أقابل كل يوم عشرات الزبائن، وكلهم أو بعضهم من النساء، واستقرت بى الحال فى هذه المنطقة، وتأتينى زوجتى ثلاثة أيام فى الأسبوع، وهدأت أحوالها إلى حد كبير، وبمرور الوقت اجتاحتنى رغبة شديدة فى الزواج والإنجاب من أخري، ولم أدر ماذا أفعل؟.. ولا ماذا سيكون رد فعلها عندما أفصح لها عن رغبتى هذه، حيث إنها سألتنى قبل عقد قراننا إن كان فى نيتى الزواج من أخرى أم لا فقلت لها: إن الزواج فى الإسلام له قواعد وضوابط، وأنه لا أحد من إخوتى تزوج مرتين، ولا حاجة للمرء إلى ذلك مادام كل شيء على ما يرام، فطلبت منى أن أعدها بأننى إذا أردت الزواج بأخرى أن أخبرها قبل الإقدام عليه، فوعدتها بذلك، وقد نصحنى أصدقائى عندما حدثتهم فى أمرى بألا أخبرها بهذه الخطوة، لأن ذلك لن يكون فى مصلحتي، فلم أؤيدهم فيما ذهبوا إليه، وذكرتها بما اتفقنا عليه من قبل، فوافقت على مبدأ زواجى من أخري، وعندما عرضت عليها فتاة فى العمل هى تعرفها، لم يهدأ لها بال حتى أفشلت الموضوع، وقالت لى إنها عندما وافقت على مبدأ الزوجة الثانية، لم تكن تعتقد أننى سأفعل ذلك بهذه السرعة، ثم أردفت قائلة إنها لا تمانع فى أن أتزوج من مصرية وليست أجنبية، فالمرأة الأوروبية سوف تسعى إلى هدم الأسرة، ولن تقبل استمرار زواجى منها، كما أنها لا تريد امرأة من جنسيتها تنعم بما حققته بمالها وجهدها، فهى صاحبة كل شيء حتى وإن كنت أنا من أدير تجارتها.. ولم أفلح فى إقناعها بأن زواجى الثانى من بلدها أفضل، إذ ستكون الأسرة كلها من بلد واحد، ولكن إذا تزوجت من مصر فلن أستطيع التوفيق بين البيتين وإذا أنجبت زوجتى المصرية لن أتمكن من رعاية أولادى منها.. ثم كيف أتواصل معهم وهم فى بلد وأنا فى بلد آخر، ولن يكون بإستطاعتى استقدامهم إلى البلد الأوروبى؟

 

ومر عامان كاملان وأنا أعيش هذه الدوامة، واتهمتنى زوجتى بأننى لا أحبها ولم تتوقف المشاجرات بيننا.. صحيح أنها تحبنى جدا، ولكنى لا أستطيع التواصل معها، فهى من قامت ببناء الزيجة والشقة والمشروع والسيارة، وليس لى أى شيء من هذا كله، وقد عرضت عليها أن أرد إليها ما دفعته من رأس المال وأزيد منه وأتركها بسلام، فطلبت الطلاق، وقالت إنها لا تقبل أن تعيش مع رجل له زوجة أخري، وعطلت الأوراق الخاصة بعملي، لكى تجعلنى غارقا فى المشاكل، وقد استدل بعض اصدقائى على صحة رأيى برد ما دفعته من أموال نظير تخليها عن السيطرة عليّ بما جاء عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما جاءته امرأة لا تطيق زوجها، فأشار عليها بأن ترد عليه حديقته أو بستانه، فهل ينطبق ذلك عليّ؟

 

إننى فى حيرة من أمري، فلقد رأيت رجالا مسلمين لا يغضبون زوجاتهم، ولكنهم يفعلون ما يغضب الله بعيدا عنهن بحجج واهية عن الحفاظ على الأطفال والأسرة، ونسوا أن الزنا فاحشة، وأنا أخاف الله، ولا أريد أن أرتكب المعاصي، فلقد قرأت قولا لأبى ذر الغفارى رضى الله عنه مازال عالقا بذاكرتى إذ قال «لم أجد بعد الكفر ذنبا أعظم من أن يضع الرجل نطفته فى رحم حرام».. أما عن موقف أهلى فإنهم يحبونها، ولا يقبلون زواجى بأخري، ويقولون لى دائما «اتق الله فيها، ولا أنسى أيضا الإمام الذى أسلمت زوجتى على يديه فى الأزهر الشريف حيث قال لى «اتق الله فيها، وكن مرآة للإسلام».. ولقد مضى على زواجنا خمس سنوات، لم تفعل معى خلالها إلا كل الخير، ولا أريد أن أظلمها أو أظلم نفسي، ويقتلنى الخوف من ألا يبارك الله لى، فالظلم ظلمات يوم القيامة، ولا أدرى ماذا أفعل؟.. ولا أعرف كيف أرضى ربى ونفسى وزوجتى وأحيا فى سلام وهدوء وأمان؟.. فبماذا تشير عليّ؟.

 

ولكاتب هذه الرسالة أقول:

 

لقد بنيت حياتك على القفز فوق الأحداث، واختلاق الأسباب والمبررات لكل ما تنتهجه من أساليب، وما تتخذه من خطوات منذ سنوات الصبا، فأنت الذى يعتمد عليه الآخرون، ومن يستشيره أصحاب الحاجات، وكل من يراك ينجذب إليك لما تتمتع به من «كاريزما» لا تتوافر فيمن حولك، وتضخمت «الأنا» لديك بمعرفتك بالفتاة الأوروبية التى تكبرك بإثنى عشر عاما، فهى رأت فيك الشباب والقوة والوسامة التى تلبى احتياجاتها النفسية التى افتقدتها مع مطلقها، ولم تبال بعواقب الزيجة غير المتكافئة من الناحية المادية، وفارق السن، فما تسعى إليه هو قضاء وقت ممتع ولو بضع سنوات، وعندما تشبع منك، يكون وقتها لكل حادث حديث، أما أنت فلم يتح لك السفر الى الدولة الأوروبية الغنية والاستقرار بها، وتأسيس مشروع فيها لولاها، ولذلك سعيت للزواج منها، وهى أيضا جميلة، وتتمتع بأنوثة طاغية، وروح رائعة، وستكون أنت «الكسبان» فى النهاية.. إذن كل منكما رتب لنفسه مآربه وأهدافه من ارتباطه بالآخر، وتحقق له ما أراد، وبات واضحا أنك لا تريد الاكتفاء بها كزوجة، وإنما رحت تبحث عن أخري، وهى محقة تماما فى شكوكها فيك، ودعك من المبررات العجيبة التى سقتها فى رسالتك عن أنه لا توجد صداقات بين الرجال فى أوروبا، وإنما الصداقات كلها بين الرجال والنساء، فهذا الكلام مغلوط تماما، لأن الصداقة بالمعنى المتعارف عليه موجودة فى كل الشعوب، وكثير منها صداقات ناجحة، أما الصداقة بين الرجل والمرأة فهى أمر آخر سعيت إليه، من أجل إشباع رغبة داخلك، ويؤكد ذلك بأن كل أو جل زبائنك الآن من النساء وقد صادف ذلك هوى فى نفسك، حيث أنك مفتون بالجنس الآخر، وتريد أن تقضى وقتك كله بين النساء.

 

فالحقيقة التى تريد أن تخفيها هى أنك تريد باب الزواج والطلاق أمامك مفتوحا على مصراعيه، وليس زوجة ثانية وأولادا كما تقول، وحتى لو تزوجت من الفتاة التى تعمل معك فإنك سوف تنفصل عنها بعد وقت قصير حينما تكون قد قضيت وطرا منها، لترتبط بغيرها، وهكذا، ولن تجد امرأة أخرى تحبك هذا الحب الكبير الذى تكنه لك زوجتك، وهى بإمكانها أن تأخذ كل شيء منك لأنه ملك لها، ولن ينفعك وقتها الندم، فمازلت تنعم بأموالها وأملاكها، لكنك تنكر هذه الحقيقة، وتريد أن ترد لها رأس مالها فقط، مستشهدا استشهادا خاطئا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «ردى عليه حديقته»، فصحة هذه الواقعة أن زوجة ثابت بن قيس بن شماس أتت النبى صلى الله عليه وسلم، وقالت له: يارسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه فى خلق ولا دين، ولكنى لا أريده، فسألها الرسول: أتردين عليه حديقته؟، قالت نعم، فقال له رسول الله: اقبل الحديقة وطلقها»، وكانت هذه الحديقة هى المهر الذى قدمه قيس لها، فما وجه المقارنة إذن بين هذه الواقعة، وموقفك مع زوجتك، فأنت لم تعطها شيئآ، وهى التى منحتك كل شيء؟

 

ما أراه أنها مازالت متمسكة بك، لكنها سوف تنقلب على الوجه الآخر، وتكشر عن أنيابها اذا أقدمت على الزواج من أخرى من البلد نفسه، على حد قولها، وأحسب أنها ستفعل ذلك اذا تزوجت أى امرأة سواء من مصر أو غيرها، فإذا كنت غير قادر على الاستمرار معها وتجد أنك سوف تقع فى الخطيئة وفقا لما تقول، فأعد إليها كل شيء، وابدأ طريقك بمفردك بعيدا عنها، إذ إنها سوف تأخذ كل أملاكها بالقانون، وربما يتم ترحيلك الى مصر، وسيظل ابنك المريض حلقة الوصل بينكما، فهى لن تفرط فيه، وربما لا تتاح لك فرصة التواصل معه بعد ذلك.

 

ولقد تصورت فى البداية أن زوجتك بنت غيرتها على أفكار وخيالات لا أساس لها، ولكن ظهرت الحقيقة على لسانك حين اعترفت بأن وجود النساء حولك يصادف هوى فى نفسك، ولذلك تباعدت المسافات النفسية بينكما، وعليكما أن تعلما أن لكل منكما حقوقا على صاحبه، فإذا رأى أحدكما أن شريك حياته لا يقيم حقوقه أو بعض هذه الحقوق، فإنه ليس من الحكمة أن يقابل ذلك بتعمد النقص فى الواجبات، وينبغى أن تكون غايتكما حسن العشرة، وأن تعلما أن قيام كل منكما بحقه يعينكما على الحياة السعيدة الطيبة، وهذا أبقى وأفضل لك من زيجة جديدة غير مضمونة العواقب، أما ما يزينه لك خيالك بالسعادة مع هذه الفتاة أو تلك، فليس إلا مجرد نزوة ستزول آثارها بعد فترة وجيزة من الارتباط، وسوف يتكرر زواجك كثيرا، وعندما تدرك مدى فداحة أخطائك سيكون أوان التراجع قد انتهي!!

 

أما عن الزوجة الغيورة، فإن غيرتها الزائدة عن الحد تدمر استقرار الأسرة، وتؤثر سلبيا على نجاح زوجها، إذ تحوِّل حياته الى شجار دائم، وتثنيه عن الإبداع فى عمله وتحد من علاقاته الاجتماعية، وتجعله يعتقد أن كل اخفاقاته بسببها، وأن جميع نساء الأرض أفضل منها، وأحسب أن زوجتك تدرك ذلك جيدا، وربما يكون ما دفعها الى ملاحقتك هو ما لمسته لديك من حب النساء، الذى يصل الى درجة المرض، وليس مجرد علاقات عادية.. قد ترانى مغاليا فى موقفى منك لكنى أبصرك بما تحاول أن تنفيه أو تتحايل عليه، وأرجو أن تعيد زوجتك النظر فى موقفها منك بعد أن تشرح لها بصراحتك المعهودة كل ما تضمره فى نفسك تجاهها وتجاه الأخريات، وتدرك أن الغيرة المدمرة مفتاح الطلاق.

 

والرجل العاقل لا يبنى بيته الثانى على أنقاض بيته الأول، ولا يضيع جهده وشقاءه من أجل زواج آخر لا يحتاج إليه حاجة ماسة، كما هى حالك، ولذلك عليك أن تحسن التخطيط، وتدرس عواقب القرار الذى سوف تتخذه فى حياتك المستقبلية، ولتعلم أن «حديث القلب» بينك وبين زوجتك هو الذى سيزيل التراب الذى اعترى حياتكما الزوجية، وسيكون هو العامل الأساسى الذى ينقذ أسرتك من الانهيار، فلا تتردد، واقبل على مصارحتها بكل ما فى نفسك، وما تريده منها، فلديها كل ما تتمناه، وما لمسته فيها لأول مرة عندما وصفتها بأنها جميلة الوجه والروح، فمازالت كذلك، وكل ما تصوره لك هواجسك سوف يزول أثره مع الأيام.. اسأل الله لك التوفيق والسداد، وهو وحده المستعان.

لا تعليقات